أخبار السودان

مستشفى الفاو..تفاصيل موت معلن .!!

تهاني عابدين تمضي ضحية الإهمال الطبي
ماتت الأم والجنين في بطنها مازال حياً ولم يحرك أحد ساكناً
أب ضاق ذرعاً في رحلة البحث عن العدالة والحقيقة التي غابت، هناك أثر الظلم الذي تعرضت له ابنته فلذة كبده بسبب الإهمال من قبل الطبيب الاختصاصي بمستشفى الفاو التي كانت تتابع معه المريضة منذ البداية حتى فاجأها المخاض إلى المستشفى وقابلته وكتب لها بعض الأدوية الطبية ثم تركها في جناحه الخاص طيلة 24 ساعة ولم يسأل عنها وهي تواجه الوجع مما أدخلها في نوبة آلام، ولم يك هناك سوى طبيب الامتياز المناوب في الجناح الذي لم يستطع أن ينقذها، حتى توفت ولم يأت الاختصاصي إلا بعد اليوم الثاني، وعرف بأمر وفاتها وقام بطلب إحضار أنبوبة أكسجين محاولاً إنقاذها، ولكن بعد فوات الأوان، ومن هنا بدأت رحلة عم عابدين والد الضحية الذي تحمَّل مشقة السفر ومعاناة الطريق من أجل أن ينصف الحقيقة.
بعد كل المعاناة التي واجهت ابنته من إهمال في المستشفى محاولاً معرفة الحقيقة التي غطت عليها إدارة المستشفى التي لم تخبرهم عن سبب الوفاة.
جابه عم عابدين كل الطرق التي تؤدي إلى تقصي حقيقة وفاة ابنته، أغلقت كل الأبواب في وجهه بعد أن عرض قضيته للنيابة والوالي والمعتمد حتى وزارة الصحة إلى أن وصلت رسالته وكان آخر محطة له الصحافة.

تحقيق : حفيظة جمعة
إهمال متعمَّد
حضرت تهاني عابدين إلى مستشفى الفاو من أجل الولادة، وكان ذلك في يوم 19/5/2015م، بالجناح الخاص الذي يتبع للطبيب الذي كانت تتابع معه، قام بحجزها وكتب لها العلاج الطبيعي، ولم يك من المتوقع أن يقوم الطبيب بحجز مريضته في عنبره الخاص، ثم لا يكلف نفسه متابعة حالتها، بل ذهب ولم يأت للاطمئنان عليها حتى صبيحة اليوم الثاني، وكان ذلك يوم 20/5/2015م، بعد أن علم بأمر وفاتها، وحضر في تمام الساعة السابعة صباحاً حسب ما قاله والد الضحية الذي رفع شكوى ضد الطبيب، ويقول: لحظة دخوله عليها طلب إحضار أنبوبة أوكسجين ظاناً بأنه سوف يساعدها على الاستفاقة، ولكنه لم يدر بأن الأوان قد فات بعد أن ماتت هي وابنها الذي لم ير الدنيا بعينه وهو مازال داخل بطنها، علماً بأنه كان يتحرك عندما خرجت منها الروح بدقائق، ولم يخطر على باله إنقاذ ابنها.
ما تم في المستشفى
هدوء وحالة ترقب شديد في انتظار البشارة لقدوم المولود الجديد، ولكن كانت المفاجأة المؤلمة بسماع الخبر المشؤوم بوفاة ابنتهم ومولودها الذي مازال في بطنها، كانت تهاني تعاني طيلة فترة 24 ساعة من الألم المبرح، واشتد بها الطلق للولادة في الثلث الأخير من ليلة 19/5 ودخلت في حالة صعبة، وكانت تحتاج لإسعاف، كانت تصيح بأعلى صوتها طالبة النجدة ولم يستطع الطبيب المعني الذي كان هو المناوب في العنبر – طالب امتياز- لم يتصرف لإحضار الإختصاصي أو نقلها إلى مدني، مما جعلها تدخل في نوبة آلام حتى استنجد بزملائه أطباء الامتياز الجدد ? مثله – الذين يفتقرون إلى الخبرة والأداء الجيِّد، قاموا بحملها إلى غرفة العمليات ووضعوها في تربيزة العمليات وقاموا بطرد أخواتها من الغرفة لإجراء عملية الولادة لها وشرعوا في توليدها بكسر (الهادية) التي تنزل قبل إخراج الجنين، وهي مازالت تصرخ وتنوح من شدة الألم، وهذا الأمر جعلهم يرتبكون ولم يقوموا بفعل شيء سوى أن يغطوها بثوبها وإرجاعها إلى سريرها مرة أخرى وهي مازالت تواجه الألم حتى توفت هي وجنينها الذي كان يتحرك داخل أحشائها قبل وفاتها ببضع دقائق لتصبح جثة هامدة.
تزوير في المستندات
يقول عابدين : طالبنا الجهة المعنية برفع تقرير يوضح لنا فيه السبب الذي أدى إلى الوفاة في الملف المرفق للمريضة، ولكن تفأجانا عندما وجدنا خانة الملف فارغة ولم يوجد فيها أي شيء يوضح لنا حالة المريضة المتوفية، هل هي تحت العلاج، أم تحسنت حالتها، أو متوفاة ؟ ومنها قمنا بالذهاب إلى إدارة المستشفى لكي نعرف منها الأسباب، وأيضاً منذ أن دخلت المستشفى لم يوضع على الملف أي بيانات توضح حالة المريضة أهي مستقرة أم غير ذلك؟ والمعروف أن الملف مرفق مع المريضة، وكان محتجزاً عندهم بعد وفاة المرحومة لمدة 48 ساعة، كل هذه الفترة موجود عندهم ولم يبالوا بشيء كأنه لم تحدث حالة وفاة لديهم في المستشفى، وأن الأطباء والإدارة (مستهونين) بالأمر فقام ابني بالذهاب للمستشفى وطالب بالملف.
وكان يعمل ممرضاً بالمستشفى وأعطوه الملف من غير أي مشاكل بعد أن تحرك طبيب الامتياز بالعربة لإحضار الموظفة بمكتب الإحصاء من منزلها في تمام الساعة الثامنة صباحاً، وقامت بملء الملف الذي لم يحو إلا بيانات تخص المريضة، وبعد إطلاعنا عليه لم نجد في خانة الملف أي قرار طبي يوضح لنا حالة الوفاة، وسلمناه للسيد / رئيس جهاز الأمن بالمحلية كشخص أمين عليه حتى يتم تقديمه للمحكمة، وطلب الاختصاصي في اليوم الثاني الملف عندما عرف أن يعقوب استلمه الأمر الذي أربكهم وجعلهم يشرعون في إحضار ملف آخر مزوَّر وظهرت عليه آثار الشطب من فصيلة الضحية واسم الضحية، تم تزوير البيانات كلها، بالرغم من هذا التصرف المشين من قبل الإدارة والدكاترة لم يكتفوا بهذا القدر، بل قاموا بأفعال أخرى بطرد أخوها من المستشفى من غير حقوق أو حتى مجلس محاسبة مدعين بأنه قام بأخذ الملف بالقوة، وأيضاً من غير علمهم، ومازال حاج عابدين يروي قصته التي أهتز لها عرش أسرته 
وقام بفتح بلاغ في الاختصاصي وإدارة المستشفى وطبيب الامتياز الذي كان يباشر الحالة في تلك الليلة، وقال عابدين: ذهبنا إلى نيابة الفاو التي قدمنا فيها عريضة بتأريخ 24/5/2015 بفتح بلاغ ضد المتهمين الاختصاصي والطبيب المناوب عنه، وقد تم بموجب عريضة ثانية بضم الشهود ضد الطبيب المذكور أعلاه، وكانوا في القائمة 4 من العاملات بالمستشفى وعدد 3 شهود من خارج المستشفى، وتم إحضار ملف الشهيدة وتم التحري معي شاكياً ومع المشكو ضده والشهود المذكورين، ولكن فوجئنا بنزع يومية التحري من المتحري هيثم عبد القادر بواسطة نيابة الفاو والذي قدمنا إليه العريضة وقامت النيابة بتحويلها إلى ذات المتحري هيثم مرة أخرى، وعلمنا أن النيابة استولت على التحري بنفسها وقامت بإعادة كل الشهود من العاملات من المستشفى لتكون لصالح دفاعه، وقال لي عابدين بأن المتهم سيمثل خط الدفاع عن المتهمين وآخرين، ومما جعله يستجلب شهود لم نطلب نحن شهادتهم، كالأطباء الذين اشتركوا معه في عملية إجراء الولادة التي لم يستطيعوا أن يقوموا بها، وكانت النتيجة وفاة المريضة، لذلك قمت بالرفض ضد هذه المهزلة التي حدثت فأحضرت معي هذا الملف لكل الجهات العدلية المختصة لتنظر فيه.
شكوى للوزارة
طالبت بالعدالة من أجل الظلم الذي وقع على ابنتي، ثم أخذت نسخة من الملف وذهبت إلى وزارة الصحة، وكان معي ملف من خمس نسخ، وقام الوزير بتنفيذ كل البنود الواردة، ولقد طلبنا منه أن يشكِّل لنا لجنة لتقصي الحقائق وتم تشكيلها، لكن ليس كما طلبنا، فكان من المفترض أن تكون ? محايدة- إدارية، وقال لي بأنهم قاموا بتشكيل لجنة فنية من اختصاصيي الولادة لتدافع عن زملائهم المتهمين، وكان قرارها لا توجد جريمة مثبتة على الاختصاصي ومن معه بمستشفى الفاو، ونص القرار بأن الاختصاصي غير مسؤول عن أي تقصير تجاه وفاة تهاني، علماً بأن اللجنة لم تقم بزيارة موقع الحدث.

التيار

تعليق واحد

  1. انشاالله . لا يضيع دمها هدرا تابع يا عم عابدين.وكثيرين مثل هذه الحالات ولكن أهلنا في الفاو البسطاء ولم يستطعو.مجاراة الأطباء. ووطرق الملتوية.انشالله يكون عظة وعبره.لكل.العاملين.في المستشفى الفاو المهمل.من الإدارة. والولاية

  2. ان لله وان اليه راجعون،ربنا يصبرك يا عم عابدين
    للاسف السودان ليس به عداله
    قم ثلث الليل الاخير وارفع يدك للحي القيوم الذي لا ينوم
    لها الرحمه والمغفرة وان شاء الله هي من شهداء الدنيا.

  3. لها المغفرة والرحمه … وده دليل علي عدم وجود عداله وقانون بالبلاد ..
    وثانيا لانكم حاربتم الدايات بالاحياء لفتح الطريق امام اطبائكم انصاف الرجال المنتشرون الان .. حسبنا الله ونعم الوكيل .

  4. انا لله وانا اليه راجعون ربنا يلهمكم الصبر والسلوان . في الحقيقة موضوع الاهمال الطبي والاستهتاربحياة المرضي من الاطباء اصبح مسألة مؤرقة وظاهرة جدير ان يدرس. بتاريخ ١٠٥٢٠١٥م لدي طفل رحمه الله بمستشفي اقرا التخصصي بالفاشر، حيث تم دخوله بتاريخ ٩/٥/٢٠١٥م الساعه ٧:٣٠ص بحاله لا بعث عليه ،بحضرة الطبيب العمومي ، مع العلم كل الاجراءت والرسوم و السرير اليومي بحساب تكلفة اختصاصي الاطفال لكن الغريب في الامر ليس هناك قرار لادوية جديده ولا فحس جديد وبدا الحاله تسؤ شيئا فشيئا وعندما سألنا عن الاخصائية قالو لنا لم تحضر الان لزوم متابعه والدها المريض.قلنا مافي مشكلة لكن علي الاقل لا يجوز استقبال حالات مرضية قبل شفاه الوالد . وفي ليلة يوم ٩/١٠ ثقل علية المرض لكن لا شي غير محلول الجلكوز ،شافع عمر ٥ شهور في ليلة واحده اخز ٦٠٠ملم جلكوز من ما اصابه بحاله من الانتفاخ ، والاضحي والامر عندما بدا يئن ويشخص بصرة قالت احدي الطبيبات المناوبات انه بخير وانه الان يريد ان يلعب وهم بمداعبته وعندها ادركت الامر انها التامه الكبري وسارعت بلاتصال مره اخري بلاخصائية واستنجدت بلاداره لاحضار اكسجين لكن باعت كل المحاولات بلفشل وعندما جاءت الاخصائية في تمام الساعة ال١١:٣٠ص ليس هناك سوي تاكيد وفاة هذا المسكين . الان وبرقم مرور قرابة الاربعة اشهر لاكنني لازلت اتحسر واؤنب ضميري الزي ساقني لبراثن هؤلا الجهله وعدم مقدرتي من انغازه. لزا اوصيكم بمتابعة الاطفال المرضي متابعه دقيقة وعدم ترك القارب لدي هؤلاء الفاقدين للاحساس والزين نطلف عليهم في يوم ما ملائكة الرحمه لان تأنيب الضمير بفراق فلز كبد نتيجة اهمال سيفتح لك باب حسرة طول العمر لانك الةلي والرغيب علية بعح الله سبحانه وتعالي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..