يوم الإنتصار .. عودة مدني الحبيبة!!

رؤيتي
التاج بشير الجعفري
كم كان جميلاً رؤية تلك الإحتفالات التلقائية التي انتظمت مدن البلاد كافة بخروج الناس للشوارع بمجرد أن ذاع الخبر السعيد .. إحتفاءاً وفرحة وبهجة بتحرير مدينة ود مدني الحبيبة .. فالإحتفالات شملت صاحبة النصر نفسها مدني الخضراء أرض المحنة وقلب الجزيرة .. ولأنها كذلك جاء كل هذا الإحتفاء التلقائي والبهيج إيذاناً بعودتها محررة من دنس التمرد.
رجوع مدني محررة يشكل لحظة فارقة في أحداث هذه الحرب اللعينة .. فمدني بموقعها الجغرافي المميز تربط مدن ومناطق البلاد المختلفة .. وهي التي عُرفت بعطائها المتفرد في كافة المجالات الإقتصادية والفنية والرياضية .. فمن منا لم تبهره مدني ببريقها اللامع في كل الأصعدة.
مدني الحبيبة تمثل الثقل التجاري في وسط البلاد وفيها يحصل الناس على كل المستلزمات التجارية وكذلك العلاجية دون أن يضطروا للذهاب للعاصمة .. ففيها يتوفر كل شيء علاوة على حيويتها وألقها وطيبة أهلها الخيرين .. أهل الجزيرة الخضراء!! .
لا شك أن مليشيا الدعم السريع في إنحسار مضطرد ولن تقوم لها قائمة بعد الآن فقد تجرعت الهزائم تباعاً ؛ واليوم كان يوم النصر الكبير الذي أثلج الصدر وشفى صدور قوم مؤمنين ، هم أولئك الذي شُردوا وهُجروا من ديارهم عنوة وفقدوا كل ما يملكون من جراء أفعال التمرد الغاشم ، الذي أحال حياة الآمنين إلى جحيم وشردهم في بقاع البلاد المختلفة وخارجها أيضاً.
اليوم فرِح وسعِد كل هؤلاء المغبونين بقرب موعِد عودتهم إلى ديارهم التي فارقوها دون ذنب جنوه.
حق لأهل السودان قاطبة وأهل مدني خاصة أن يفرحوا بهذا النصر المبين الذي أثلج الصدور وأعاد البسمة لوجوه أرهقها النزوح والعنت والتشرد.
لا شك ولا جدال أن عودة مدينة مدني لحضن الوطن الآمن سيكون له ما بعده وسيمثل النقطة الفارقة في هذه الحرب التي شارفت ، بإذن الله ، على نهايتها بالقضاء على هذا التمرد اللعين.
نحمد الله حمداً كثيراً على جزيل عطاياه ظاهرة وباطنه ونسأله تعالى أن يكتب لقواتنا المسلحة الباسلة نصراً مؤزراً ويديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان إنه ولي ذلك والقادر عليه.🔹