مقالات وآراء

الطريق إلى الساحره اسمرا.

اسماعيل إبراهيم على

#الفصل الأول.
في العام الفين وثلاثه عشر ميلاديه توجهت إلى العاصمه الخرطوم انوي السفر إلى أرض القاش كسلا وصلت إلى أرض القاش في الساعات الاخيره من النهار استأجرت سياره تقلني إلى فندق يستريح فيه جسدي من رهق السفر، سألت السائق أود أن أذهب لفندق وسط المدينه لي اباشر في الصباح الباكر إجراءات تصريح السفر فا قال لي هنالك شقق مفروشه في حي السوريبا فلو وددت لذهبنا إليها فاجبته بأنني غريب عن هذه الجميله لكن لا ضير في ذلك فلنذهب إذن، أجرى اتصال سريع إلى سيده تدعي آمال فهي معلمه فدار حديث مفاده انها في المدرسه لكن شارفت على نهايه الدوام واصل الرجل طريقه مباشره إلى حي السوريبا جوار مدارس التميز وانا اتأمل في شوارع وازقه تلك المدينه الحالمه فبعد لحظات وصلنا إلى وجهتنا فترجل الرجل من السياره فإذا بسيده تسلم علينا وتحمد لنا السلامه وكأنما نحن على معرفه اذليه ذهب سائق الاجره وشكرته على دماثه خلقه وأخلاقه وخدمته فانصرف إلى سبيله، تحدثت مع صاحبه الشقه بأنني مغادر إلى اسمرا وساقطن عندها يومين او ثلاث حسب الإجراءات تحدثت إلى بأن البيت بيتك واخد راحتك اتفقنا على سبعين جنيه لليله الواحده مضت لحالها ودونت هاتفها على هاتفي السيار، عقارب الساعه تشير إلى السادسه والنصف كسلا تتزين بحله زاهيه الخضره في كل مكان أصوات المآذن تصدح بصلاه المغرب الشتاء في آخر لياليه الحالمه برد مع بعض الرياح الخفيفه مضت الليله و انا اغط في نوم عميق فرهق السفر نال من جسدي واستنفذت طاقتي، في الصباح الباكر توجهت إلى شارع اسفلت فرعي انتظر المواصلات أو أي وسيله تقلني للسوق ففي لحظه ترقبي وانتظاري مر علي شاب يمتطي موتر وتوقف بجانبي وسلم على وتبادلنا التحايا بحب فأهل كسلا كالبلسم أينما وضع طاب فقال لي انت غريب أليس كذلك فرددت عليه نعم فقال أين وجهتك فرددت بأنني ذاهب إلى مكتب الجوازات قال هل لديك مانع في أن اقلك فأنا ذاهب للسوق اجبته جداً امتطينا الموتر صوب السوق الكبير تبادلنا الحديث والطرفه وصلنا مكتب الجوازات تبادلنا أرقام الهواتف على أمل أن نلتقي في زمن أوسع شكرته علي مشواره الظريف ذهب إلى حاله وانا توجهت لمكتب الجوازات انتهت دوره مستنديه من الاسئله الروتينيه ففي منتصف النهار حصلت علي تصريح السفر، عدت ادراجي مباشره إلى السوريبا حملت متاعي وتوجهت مباشره لمنطقه اللفه الحدودية فهنالك تنتظرني إجراءات المغادره لدخول الاراضي الارتريه وصلنا بعد حوالي أربعين دقيقه من قطع المساحات الخضراء والبساتين الخلابه، حصلت على إذن الدخول ركبت بمعيه سودانيين وارتريين وبعض البنى العامر عربه هايس تقلنا من اللفه إلى (تسني) فتسني هي أول منطقه في الأراضي الارتريه يسابق السائق الزمن يزيد الضغط على البنزين وصلنا تسني فالليل قد حل توجهت إلى فندق يدعي(كوستينا) متاخم لمحطه الموصلات فالسفر غداً سيكون في الصباح الباكر، قضيت الليله وانا اتأمل تمازج الثقافات واللهجات والعرقيات هنالك فالسوق كان يضج بالسمر والحديث وتبادل القفشات بين الجميع فالمنطقه الجميع غداً سيغادرها فهي محطه لبرهه اي كل مادار سيبقى من الذكريات الجميلة وتظل كذلك تستقبل تسني كل عابر إلى عاصمه السحر والجمال الخلاب (اسمرا) عم الهدوء المكان الكل خلد للنوم ففي الرابعه صباحاً تسلل إلى مسامعي أبواق الباصات وهي معلنه عن جاهزيتها لشد الرحال فالمسافه ليست ببعيده في هي حوالي ١٢٠كلم من تسني لكن ارتفاع الجبال وشموخها يجعل المهمه صعبه فالطريق وعر رصف بعنايه و إتقان فائقين على الجبال، أسرعت بالاستحمام واديت فريضه الصبح وناديت على حامل للامتعه ليساعدني لحملها إلى محطه الباصات اشتريت تذكرتي وتم عمل وسم على كل المتاع وحمل إلى أعلى الباص لرصفه بعنايه، حينها توجهت إلى رجل يعمل على بيع شاي اللبن واللقيمات أو الزلابيه كما يحلو للبعض فالجو كان بارد ولابد أن أسند جوفي بشيء فالرحله طويله تناولت الشاي على عجل وههممت بتغيير العمله من الجنيه السوداني إلى (النقفه الارتريه)، في حوالي الخامسه والنصف صباحاً تحرك الباص صوب اسمرا فكان الباص يحمل تنوعا كبيراً يدل علي جمال أفريقيا عموماً فهنالك اخوه مصريين وسودانيين وارتريين بعض من قبائل البنى عامر والرشايده فهم يحملون الجنسيه الارتريه والسودانيه فكل ذالك نتاج لتداخل الثقافات والحضارات المختلفه وخصوصاً المناطق الحدودية فدائما ما نجد اختلاط عشائري كبير فتلك القبائل انصهرت في بعضها البعض وتكاد لا تفرز بينها الا بعد حصافه شديده، يسير الباص الهوينا يكاد لا تحس بحركته فالمرتفعات عاليه جدا فترى ما في الأسفل من سيارات كعلبه ثقاب كبريت اسمرا ترتفع حوالي حوالي 7,628 قدم أي 2,325 متراً فوق مستوى سطح البحر فلذا تتمتع بطقس بارد ممتع مناظر خلابه تسر النظر وتثلج القلب يمشي الباص الهوينا يئن تاره ويصدح الأخرى تتعالى أصوات الموسيقى ذات الإيقاع التقري يصدح المغني يتمايل الجميع طربا ونشوه، مررنا في طريقنا بإقليم اوقردات والقاش بركه ثم دخلنا على عروس الشمال الغربي المكتسيه بمخمل أخضر كصبيه يداعب شعرها النسيم انها (كرن) ثاني أكبر العواصم بعد اسمرا تمتاز بجبالها التي تحفها كزمرد يزين عنق عروس توقفنا لبضع دقائق لتناول الفطور والقهوه ومن ثم وصلنا مسيرنا،

كان يجلس بقربي رجل ارتري يعمل بإحدى السفارات هنالك يتحدث العربيه بطلاقه تجاذبنا أطراف الحديث وافادني في الكثير فهو كان بمثابه مرشد سياحي فحينما وصلنا اسمرا في الساعات الاخيره من النهار كنت احمل في مخيلتي مجموعه من النصائح والمعلومات افادتتي طيله ايامي هنالك استودعته علي امل اللقاء في فضاءات أوسع، ريثما ترجلت من الباص استلمت امتعتي وناديت على شاب في مقتبل عمره يدفع حماله بقدميه سلم علي بحرارة وبلكنه ارترتريه مرحباااا سألته هل تعرف (نقا هوتيل) negha hotel فا اجابني بدهشه نعم وبادلني السؤال مين أين لك بمعرفته وانت غريب عن اسمرا أجبته بضحكه عريضه وذهبنا إلى وجهتنا وانا اتأمل بشغف ما انظره فهنالك مازالت اسمرا محافظه على ارثها الثقافي بالرغم من المستعمر الإيطالي قد وضع بصمته في المجتمع الارتري الا ان هنالك ماهو ارتري بحت لا تشوبه شائبه وصلنا الفندق حجزت غرفه بعد دفع قيمه الليله الواحده 200 نقفه، في المساء نزلت لتناول العشاء في احد المطاعم يسمى مطعم المدينه فهو يقع جنوب مسجد الخلفاء الراشدين وفي ذاك المطعم حكايه طويله سا اتطرق لها، تناولت العشاء بمتعه فا أصوات الموسيقى في البارات تضج حماسا بايقاع التقراي الذي كلما سمعته اهتز كما المجذوب في حضره حب صوفي وانا في طريق عودتي استرق النظر للفتيات الارتريات فهن جميلات كالحور يمشين كما الريل في الواحات فالبارات تفتح أبوابها معلنه استقبال العشاق فا الليل هناك له طعمه ودوزنته الخاصه وصلت الفندق استلقيت على السرير وانا منهك الجسد فالرحله بالرغم من متعتها الا انها نالت من جسدي من غير مقدمات نال النوم مني ،

في صباح اليوم التالي توجهت إلى ملنيوم باستري ( mlnium pastry) فهو مقهى يقدم المشروبات الساخنه ومجموعه من الحلوي الجميله يديره رجل في سبعينيات العمر يدعي عم يوسف تجده في كامل هندامه يرتدي الزي الافرنجي (فل سوت) تناولت الشاي ببعض الحلوي الارتريه التي لم اتذوق مثلها على الإطلاق إلي يومنا هذا تجاذبت الحديث مع عم يوسف فهو رجل طريف تصورت مع صور تذكارية معه عسى ولعل الايام تجمعنا أصبحت ذبون مداوم فأنا بطبيعه حالي ولوف حيثما وجدت ذاتي وراحتي النفسيه تجولت في الشوارع فالجو جميل وفي أثناء مروري اتجهت إلى شارع الحريه أو (الكمشتاتو) كما يحلو لأهل اسمرا هنالك يلفت النظر فن العماره الممذوج بالثقافة الايطاليه فالمستعمر وضع بصمته دون المساس بخصوصيه المكان اختلط السحر بالحقيقه فشكل لوحه متجانسه..
(يتبع)
🖋️ اسماعيل إبراهيم على.

‫3 تعليقات

  1. متابعين السرد الممتع ، بس بالله صلح الاخطاء الاملائية مثل ( أصبحت ذبون مداوم )
    ( الممذوج بالثقافة الايطاليه ) حرف الذال هذا غير محله .

  2. مقال جميل ورائع… أعادني للعام ١٩٩٢،بعد استقلال إريتريا بشهرين فقط وكنت قد سافرت إليها بعربه خاصه… جمال الطبيعة هو نفسه وجمال الناس ولطفهم… ولم يكن الطريق يومها معبد وكانت رحله شاقة وشيقه… المدهش أن الطقس يتغير عند عبور كبرى اعردات.. حتى أنواع الأشجار تتبدل… حتى أشكال الناس تتغير… اسمرا حقيقه منتجع لا يمكن نسيانه.. مدينه تظل محفوره في الأعماق… لك الشكر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..