رئيس هيئة الجمارك: أكبر تحدٍ يواجهنا تهريب السلع المدعومة

الخرطوم : رصد / محمد عمر الحاج
ظلت هيئة الجمارك السودانية تضطلع بدورها كاملا فى تهيئة بيئة العمل من خلال تطوير قدرات منسوبيها ،سيما منسوبي قوات مكافحة التهريب التى ظلت تحقق الانجاز تلو الانجاز حماية للاقتصاد الوطنى من خلال انتشارها الواسع فى كل الولايات تأمينا للحدود وضبطا لمحاولات التهريب التى تضر بالاقتصاد الوطنى، وكان الإعلام السوداني بكافة وسائله شريكا أصيلا في دعم وتوصيل المعلومة والأخبار الجمركية وتقديم الثقافة الجمركية للمواطن السوداني الذي يتطلع للخدمة الجمركية الجيدة واختصار وقت المعاملات الجمركية ،في ظل الخطوات الثابتة لقيادة الشرطة السودانية للإرتقاء بالعمل الجمركي في السودان وفقاً للمعايير الدولية في تقديم الخدمات الجمركية ، والمقدرة التامة لضبط كل من تسول له نفسه المساس بأرواح وممتلكات المواطنين.
إطلالة تأريخية
اتخذت الجمارك السودانية مدينة سواكن بشرق السودان مقرا لها فى الفترة من 1906م حتى عام 1909م حيث افتتحت جمارك ميناء بورتسودان رسمياً وانتقل لها معظم النشاط الجمركى ، وظلت رئاسة الجمارك تنتقل شتاء ببورتسودان وصيفا بسنكات .
وفى عام 1914م انتقلت رئاسة الجمارك الى الخرطوم وبالتحديد فى الجزء الجنوبى الغربى من مصلحة المالية «وزارة المالية والاقتصاد الوطنى الآن».
و فى العام 1934 م انتقلت للمبنى الذى يقع شرق القصر الجمهورى، إلى أن تم إنشاء موقعها الحالى شمال شرق كوبرى الحرية عام 1984
تهريب السلع
أكد رئيس هيئة الجمارك السودانية اللواء شرطة د. بشير الطاهر ان اكبر تحدٍ يواجه الجمارك السودانية هو تهريب السلع المدعومة ،كاشفا عن خطة تطويرية وضعتها الجمارك « 2017 ـ 2020م» تستهدف تهيئة المعابر الرسمية وتجهيزها بأحدث التقنيات باعتبار ان المكافحة التقليدية لا تحد من التهريب بصورة افضل وأشار في هذا الخصوص الى استخدام التقنيات في مراقبة الحدود بجانب وضع سياسات واضحة للحد من التهريب. وقال ان هناك تحديات أخرى تواجه الجمارك متمثلة في تهريب السلع التي يتميز بها السودان نسبياً كالصمغ العربي والذهب ، وأبان انه تم اغلاق المعابر العشوائية والبالغ عددها «61» معبراً للحد من تهريب البشر والمخدرات والسلاح بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص.
وأوضح الطاهر ان هنالك اتفاقيات جمركية ثنائية تمت مع دول مصر ـ تشاد ـ اثيوبيا واتفاق آخر سيتم مع دولة جنوب السودان للحد من التهريب والتزام كل دولة بمراقبة حدودها لمنع دخول السلع المهربة.
سيارات غير مقننة
وفي إنجاز جديد كشف الطاهر في برنامج «حوار مفتوح» بقناة النيل الازرق ،عن دخول «60» الف سيارة غير مقننة للبلاد عبر المعابر المختلفة خلال فترة وجيزة، وقال انه وعبر اللجنة العليا لجمع السلاح وحصر السيارات غير المقننة التي يترأسها نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبدالرحمن استطاعت اللجنة حصر «20» الف سيارة وأكملت إجراءات «15» الف سيارة بعد التأكد من خلوها من الموانع فيما تجرى عمليات تسوية لباقي السيارات الموجودة حالياً في الحظائر الجمركية .
أجهزة تقنية حديثة
وحول الشكاوى من تعقيد الاجراءات الجمركية قال رئيس هيئة الجمارك ان الجمارك تسعى ضمن اهدافها الى تسهيل التبادل التجاري والرقابي عبر استخدام الاجهزة الحديثة في الصادرات والواردات والمتمثلة في أجهزة المسح والكاميرات ومراقبة الحاويات الأمر الذي زاد من سهولة الإجراءات والتخليص الجمركي في زمن وجيز وأشار الى ان الجمارك تستخدم برنامج إدارة المخاطر وهو من المطلوبات العالمية التي نفذتها الجمارك في كل من مطار الخرطوم وجمارك الحاويات بسوبا وجمارك البحر الاحمر بمحطاتها المختلفة ويجري العمل لإكمال المحطات الجمركية الاخرى ، مشيراً الى ان هذا النظام ساهم بفاعلية في سرعة الاجراءات وشفافية التعامل وتقليل التكلفة الادارية وتحفيز الموردين عبر نظام المراجعة والقائمة الذهبية.
ميزات تفضيلية للمغتربين
و أعلن رئيس هيئة الجمارك عن ميزات تفضيلية ظلت الجمارك تمنحها للمغتربين وفق معاملة خاصة ومنحهم الاعفاء الكامل للاثاثات المنزلية اذا امضى المغترب عامين إضافة الى استثنائهم من إدخال سيارات مرت عليها 5 أعوام بالنسبة « للموديل» وهذه ميزة لا تتوفر لغير المغتربين مؤكداً عدم ممانعة الجمارك في الجلوس مع جهاز المغتربين لوضع مذكرة يتم تقديمها لقيادة الدولة تراعي فيها المغتربين وتقديم مميزات افضل لهم.
فرص للتبادل التجاري بعد الحظر
وعن رفع الحظر الاقتصادي عن السودان والترتيبات التي وضعتها الجمارك لذلك قال اللواء بشير الطاهر ان رفع الحظر فرصة للتطوير والتعاون والتبادل التجاري مع امريكا ودول الاتحاد الاوروبي والدول الآسيوية والافريقية ونتوقع انفتاحا كبيرا في الصادر والوارد وقد اكملت الجمارك استعداداتها من خلال تجهيز القوة والآليات والمحطات والمعابر وإنشاء موانيء جافة جديدة وتطبيق احدث ما وصلت إليه الادارات الجمركية العالمية وأبان ان التقنية في العمل الجمركي تم تطبيقها في السودان منذ بداية التسعينات حتى وصلنا الى مرحلة العالمية باستخدام نظم المعلومات الجمركية « إسيكودا « وهو نظام احصائي دقيق يتم تطبيقه حالياً في 83 دولة وأشار الى ان الجمارك السودانية واحدة من اولى المؤسسات التي نفذت برنامج الحكومة الإلكترونية.
الصحافة.