مناورات (حماة النيل).. بادرة حرب أم كرت ضغط على إثيوبيا؟

الخرطوم – الأصمعي باشري
تختتم اليوم الإثنين المناورات العسكرية المشتركة، بين القوات المسلحة السودانية والمصرية تحت مسمى حماة النيل، والتي كانت قد بدأت منذ أربعة أيام، في ولايتي شمال كردفان، والشمالية، وقد سبقتها مناورتين مشتركتين خلال الشهور الماضية، وقد شاركت فيها القوات المسلحة المصرية بعدد كبير، ومن كل الأسلحة والافرع، بما فيها قوات الدفاع الجوي.
وحسب مراقبين فإن المناورات العسكرية المشتركة تأتي على خلفية مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، بعد أن أصرت الحكومة الإثيوبية على الملء الثاني، في ظل دعوات إقليمية ودولية بضرورة العودة للمفاوضات الثلاثية لأحداث اختراق حقيقي في المواقف بشأن سد النهضة الإثيوبي.
وفي يوم السبت الماضي، أعلن الجيش السوداني، في بيان مقتضب ، أن تمرين “حماة النيل” مع نظيره المصري، بين 26 و31 مايو الجاري. وأوضح أنه “سيجرى تنفيذ تمرين (حماة النيل)، الذي تشارك فيه كل من القوات البرية والجوية والدفاع الجوي من الجانبين، في مناطق أم سيالة (شمال) والأبيض (جنوب) ومروي (شمال)، وهو امتداد لتمارين سابقة”.
ونقلت وسائل إعلام عربية، السبت الماضي، عن الفريق عبد الله البشير، نائب رئيس أركان الجيش السوداني، قوله إن “القوات المشتركة ليست بالقليلة، وهذا التمرين له ما بعده، فهو امتداد لعدة تمرينات مختلطة (مشتركة) مع مصر”، وأضاف: “التدريبات ليست معنية بشيء بعينه، وسد النهضة يمكن هو جديد، والتدريبات غير مرتبطة به، لكننا نقول إننا نستفيد من خبرات الآخرين، لنكون مستعدين للدفاع عن حقوقنا لأبعد الحدود”.
بدوره قال المتحدث الرسمي للجيش المصري في بيان رسمي نقلته وكالات الأنباء العربية: “إن التدريب تضمن عقد مجموعة من المحاضرات النظرية والعملية لتوحيد المفاهيم القتالية وتبادل الخبرات التدريبية وتنفيذ طلعات مشتركة على الأهداف المختلفة”.
وقالت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المصري على فيسبوك، إن عناصر القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات المشتركة في التدريب قامت بتنفيذ عدد من الرمايات النمطية وغير النمطية “والتي عكست مستوى التقارب في أساليب التدريب القتالي والدقة في التعامل مع الأهداف من أوضاع الرمى المختلفة، وتنفيذ قوات المظلات لعدد من التدريبات الخاصة بالقفز الحر”.
وذكرت تقارير إعلامية، عن زيارات لرئيس هيئة الأركان العامة المصرية لعدد من دول حوض النيل، وتفعيل اللجان العسكرية المشتركة، بين كل من مصر وكينيا، ومصر ويوغندا، ورواندا.
وفي الجانب السوداني، أشار عدد من الخبراء العسكريين الى أن القانون العسكري يحرم التعاون مع أي جهة تحتل جزءاً من الأراضي السودانية، في إشارة إلى سيطرة الجيش المصري على منطقة حلايب الحدودية منذ أكثر من عشرين عاماً.
وقد أثار التدريب المشترك الأسئلة، حول هل هو مقدمة لعمل عسكري يزيد تعقيد أزمة سد النهضة، أم هو ضغط على الأرض لتحقيق مكاسب على طاولة المفاوضات؟ وهل تمضي إثيوبيا في خططها لملء السد حتى بدون اتفاق وتتحمل عواقب ذلك؟
يقول الباحث والمحلل السياسي علي محجوب النضيف: “أستبعد حدوث حرب، بمعناها التقليدي بين السودان السودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، على الأقل في الوقت الحالي، لأن أمريكا وهي لاعب أساسي في المنطقة ولديها ترتيبات في المنطقة وإعادة تشكيل الشرق الأوسط، لا تريد ذلك، بالإضافة الى أن نشوب حرب بهذه الطريقة التقليدية ستكون كلفتها عالية جدا والسودان ومصر وإثيوبيا يعلمون ذلك جيدا، فالاوضاع الداخلية “الاقتصادية والسياسية” لكل طرف وإعادة ترتيبها هو الأهم الأساسي لكل طرف”.
وحول طبيعة المناورات العسكرية يقول محجوب: “مؤكد أن مصر كجزء من المحور (السعودية، الامارات وأمريكا)، تريد أن تثبت ان دورها في المنطقة يعد أساسياً، وتريد أن ترسل رسالة مفادها أنها حليف أستراتيجي، وقدرتها على قيادة أهداف المحور في المنطقة”.
ويواصل محجوب حول هدف السودان من ذلك: “أما بالنسبة للسودان فالأمر يبدو أن ثمة طموحات سودانية للدخول في لعبة المحاور، وحماية مصالح النخب العسكرية المسيطرة على المشهد السياسي والإستثمار الطفيلي الذي يدعمه المحور، فكل الدراسات والاستشارات توازن دائما بين مصلحة السودان والأضرار من السد، فالسد وصل الى مراحل متقدمة واستثمرت فيه أموال كثيرة وفق دراسات للإستثمارات المستقبلية في السودان والمنطقة، وليس من السهولة ترك الأمر لمغامرة الضربة العسكرية، فعسكر السودان يبحثون عن طوق نجاة، لذا يضعون كل البيض في سلة المحور ويحلمون بتكرار سيناريو السيسي في السودان”.
ويضيف محجوب: “السودان ليس له مصلحة في الحرب فلا بد من الشفافية في المفاوضات وإزالة المخاوف للأثيوبيين من الإتفاق الملزم، وضمان مصالح السودان ومصر في مياه النيل الأزرق”.
من جانبه قال اللواء معاش والمحلل الاستراتيجي د. أمين مجذوب لـ(مداميك): “تأتي هذه المناورات العسكرية المشتركة، ضمن برتوكول عسكري سوداني مصري، والهدف من خلاله زيادة المهارات القتالية اللازمة للجيشين”.
وحول سيناريو الحرب يقول مجذوب: “استبعد نشوب حرب في الوقت الحالي، في ظل مفاوضات مدعومة إقليميا ودوليا، وأعتقد أن المناورات تأتي ككرت ضغط على طاولة الحوار المستمر”. وحول وجود قانون عسكري سوداني يحرم التعاون مع جهة محتلة، يقول مجذوب: “لا يوجد قانون عسكري صريح بهذا المعنى، ولكن ثمة عرف عسكري يُجرم التعاون مع جهة مُهددة ضد جهة أخرى تحت التهديد”.
لكن الصحفي والمحلل السياسي علاء محمود، له رأي آخر حين قال: “يبدو أن لدى مصر ظن، أو ربما معلومات من أن الوضع قد ينفجر بصورة درامية في السودان، لذلك تريد أن تعمل على حماية مصالحها داخل السودان بما يمثله من عمق لمصالحها، خاصة فيما يتعلق بقضية مياه النيل وسد النهضة، وربما لذلك أطلقت اسم “حماة النيل” لما يحمله من مضامين الحماية والدفاع والحراسة.
وأضاف: “مصر ظلت تراقب الوضع في السودان وهي على علم بالصراع الخفي والمكتوم بين الجيش والدعم السريع، وتراقب تحركات كل جانب من خلال اسفار حميدتي وبرهان لدول بعينها، لذلك هي ربما استنتجت من ذلك أن الوضع في السودان، ربما يمضي الي نهايات كارثية”.
مداميك
من المؤسف بأن أحد المعلقين المصريين وطوال بثه لهذه المناورات بأنها اتت لرفع كفائة القوات السودانيه!!! لم يقل لرفع كفائة الدولتين !!! لغه استعلائيه …وكأن قدرات هذه القوات المصريه فى مستوى القوات الامريكيه أو الاوربيه!!! عجبى
يريدون ان يجعلوا أثيوبيا مثل السودان الذي أصبح احد ضحايا حرب المياة بعد أن وقع علي إتفاقية تقسيم المياة مع مصر عام تسعة وخمسون واستطاعت مصر ان يكون نصيبها ثلاثة أضعاف نصيب السودان بعد أن ابتزت رئيس الوفد المفاوض أنذاك في البداية بالترغيب ثم بعد ذلك بالترهيب . ولم تكتفي بذلك بل ارسلت بعثة الري المصري للسودان للعمل علي أهدار حصة السودان المائية رغم تواضعها لصالحهم فقامت مصر بدعم الإحتجاجات المناهضة لإقامة السدود الحديثة في السودان وعملت علي أعاقة شق قنوات الري الحديثة المقترحة من السدود التي شيدت حديثا فكانت النتيجة تجميد جميع مشاريع الري الكبري المقترحة كترعتي سد مروي وترعة كنانة والرهد وترعة أعالي نهر عطبرة وستيت وحتي مشروع مياة الشرب من النيل لمدينة بورتسودان . في الوقت الذي يستمر فيه ضياع حصة البلاد المائية لتذهب ما بين السلفة والهبة . فالذي وقف ضد قيام مشروع الجزيرة قبل قرن من الزمان لن يترك الزراعة تزدهر اليوم في السودان .