“القدوقدو” .. وجبة نص مليئة بالطاقة

الخرطوم : الراكوبة

لايمكن لمرتادي بعض الأسواق في مدن كردفان أن يتجاوزوا الوجبة اليومية التي يبتاعونها من الماهرة “شادية حسين” ، إذ أنهم يخصصون يومياً ساعة من زمنهم لتناول “القدوقدو” المكون من الدخن، واضافات أخرى أبرزها الزبادي “الرايب”، ورغم أنهم يطلقون عليها” وجبة نص”، إلا أنها في الحقيقة وجبة ونص وخمسة، من شدة ما تتمتع به من طاقة ومادة غذائية دسمة.

كل قطاعات المهنيين يطلبون وجبتهم من (شادية)، “قدوقدو”، وبالطبع يرتادون “راكوبتها” خاصة في منتصف النهار.

جدل ارتفاع الأسعار

جدل كثيف يتردد يومياً حول السعر المعدل لطلب (القدوقدو) في ظل ازدياد أسعار السلع الإستهلاكية.

تشير “شادية” إلى أنه ارتفع لـ (300) جنيه للطلب، بينما كان قبل شهرين حوالي الـ (100) جنيهاً، ورددت صاحبة محال القدقدو بأن هنالك ارتفاع أيضاً في الأسعار.

ثقافة غذائية

يقول عبد الوهاب دفع الله – مواطن لـ (الراكوبة) :” القدوقدو وجبة شعبية بسيطة المكونات التى تعبر عن الثقافة الغذائية السودانية التى لحقت بها بعض المتغيرات حيث أصبح اللبن الزبادى المصنع يستخدم بدلاً من اللبن الرايب الطبيعي المعروف ضم مكوناتها الأمر الذي قد يؤثر في جودتها وقيمتها الغذائية بحسب المواد الحافظة التى توجد في اللبن الزبادى المصنع.

وأضاف : لابد أن نلفت الإنتباه لضرورة المحافظة على ثقافتنا الغذائية المستمده من بيئتنا وليس ببعيد تسيد الخبز والفطائر المصنوعه من القمح للمائدة السودانية وازاحتها بقدر كبير للكسرة المصنوعه من الذرة.

طريقة الإعداد

عن طريقة إعداد وجبة القدوقدو تقول “شادية” بأنها تبدأ بطهى دقيق الدخن مثلما تطهى العصيدة ومن ثم يتم تكويره لحبات مدورة بحجم قبضة اليد لبيعها للزبائن، وتشير لبيع (400) كرة في الأيام العادية وفى الموسم المرتبط بتسويق المحاصيل الزراعية يمكن أن تبيع (600) كرة يومياً.

وتابعت : يضاف إلى الطلب الواحد من القدوقدو السكر والطحنية والمربى والزبادى والبسكويت والزنجبيل وتخلط جميعها وتقدم مثلجة في كورة مع ملعقة كبيرة للزبون.

أعمال شاقة

وبجانب القدوقدو فان الكثيرين في كردفان يفضلون الوجبة الشهيرة والتي تسمي “أم تكتلني”، وهي مشابهة للقدوقدو من حيث القيمة الغذائية العالية، وتتكون “ام تكتلني” من الدخن، والسمسم، والسمن، والسكر، والذين يتناولون هذه الوجبات كما يروون يتمتعون بصحة جيدة وطاقة جبارة تعينهم علي الأعمال الشاقة المرتبطة بالانتاج الزراعي اليدوي.

و”ام تكتلني” وجبة اشتهرت باعدادها للازواج الحديثين.