حمدوك يستبدل الوزراء

عمر الحكومة الانتقالية اربعة شهور فقط حتى الان و هي من منظور الحكم فترة قصيرة جدا لتقييم عمل وزير ، و لكن يبدو أن هناك أخطاء بارزة و واضحة للعيان لبعض الوزراء جعلتهم في دائرة المغضوب عليهم من قبل قوى الحرية و التغيير، الأنباء ذكرت اسم وزيرة الخارجية و وزير الزراعة ضمن المطلوب اعفاءهم ، بجانب وجود استفهامات حول أداء وزير الإعلام.
استرجاعا لسجل وزيرة الخارجية نقول انها اول أمراة في تاريخ السودان تتبوأ هذا المنصب و قد كان الجميع في حالة امتنان و اكبار لهذا التعيين لجهة ان فيه تقييم لدور الكنداكات العظيم في ثورة ديسمبر ، و لكن الوزيرة حتى هذه اللحظة مثلا لم تقم بإعفاء السفراء الكيزان المنتشرين في عواصم العالم و أقرب مثال السفراء بدول الخليج ! و هي تعلم و الشعب يعلم بأن السفارات كانت حكرا على أهل الولاء في الانقاذ و انها خلال الثورة مارست أنشطة مضادة لها ، هذا غير أن وجود السفراء الكيزان بعد انتصار الثورة قد يؤدي إلى قيامهم بأعمال كثيرة من منصب السفير الرسمي لحماية الكيزان و اموالهم التغطية على نشاطهم بالخارج ، هذا غير تمتعهم بالوقت اللازم لإخفاء كل المستندات و الآثار التي تدل على سوء نظام الكيزان و نشاطه القذر في عواصم العالم الخارجية ، لكل ذلك توقع الجميع ان يكون اول قرار تصدره الوزيرة لحظة استلام الوزارة هو إعفاء كل السفراء في كل دول العالم و تكليف احد طاقم السفارة بتسيير أمورها لحين تسمية سفير جديد، و هو ما لم يحدث حتى الان و ما ظل حتى هذه اللحظة مصدر استغراب و اندهاش من كل سوداني موجود في المهاجر و الاغتراب !
كذلك لاحظ الجميع و استغربوا غياب وزيرة الخارجية عن الزيارة التاريخية لحمدوك لأمريكا و التي صحبه فيها عدد من الوزراء ، و حيث ان هذه الزيارة ذات جدول ضخم و مهم و حساس تقع مسؤلية متابعة نتائجه على وزارة الخارجية فإن غياب الوزيرة عن مرافقة رئيس مجلس الوزراء اثارت الدهشة و الاستغراب ، نعم حمدوك هو من رشح الوزيرة و ليس قوى الحرية و التغيير و لكن هذا لا يعني أن لا تبدي قوى الحرية و التغيير ملاحظاتها حول الأخطاء الضخمة التي لا يوجد تبرير منطقي لحدوثها.
اما وزير الزراعة فإن العروة الشتوية بمشروع الجزيرة الآن على المحك ان لم تكن فشلت بالفعل ، و المزارعون استنجدوا بالسيد الوزير منذ أمد ليس قريب و طالبوه بالتدخل العاجل و السريع من أجل إنقاذ هذا الموسم ، و لكن التدخل لم يرق حتى الآن لمستوى الطموح ، هذا غير أن الوزير تباطا في اتخاذ اول قرار كان يجب أن يتخذه لحظة تعيينه قبل حتى أن يسلم على طاقم الوزارة و هو إعفاء محافظ مشروع الجزيرة و هو ما لم يحدث ألا قبل أيام قليلة فقط ، و حتى الآن لا يمكن لأي مزارع او مواطن ان يبرر التاخير الذي حدث من قبل الوزير في اتخاذ هذا القرار و الذي كلف الوزارة كما يبدو فشل كل العروة الشتوية .
رئيس مجلس الوزراء في رده طلب مهلة لمراجعة و تقييم عمل ليس الوزراء الذين تمت تسميتهم بل تقييم أداء كل الوزراء و هي خطوة بكل المقاييس جيدة لجهة ان التقييم و ان جاء مبكرا الا انه قد يفتح العيون على مكامن الأخطاء ، و لا أظن أن هناك صعوبة سيواجهها حمدوك في وضع المعايير التي يتم بناءا عليها تقييم أداء الوزير فالوثيقة الدستورية فصلت مهام الفترة الانتقالية و وضحت المهام المطلوبة من كل وزير و على رأس ذلك بلا شك تفكيك بنية التمكين و إعادة قومية و استقلالية الخدمة المدنية و إصلاح أجهزة الدولة .
في العهود التي تسود فيها كلمة الشعب الوزير مجرد موظف عادي ، لا يتمتع باي قدسية او أهمية ، و يخضع مثله مثل غيره من الموظفين للمراقبة و التقييم و يتم اعفاءه بكل بساطة في حال فشله في أداء دوره ، هذا المنهج اذا سارت عليه دولة الثورة الوليدة فإنها ستحرر الوظيفة السياسية في الدولة من الهالة المقدسة و الحصانة العجيبة التي كان يتمتع بها الوزراء في عهد نظام المخلوع ، حتى لقد كان الوزير فوق القانون و فوق المحاكم و لا يستطيع أي مواطن أن يقاضيه او حتى أن يسمعه كلمة لا ، هذا عهد نتمنى أن ينتهي إلى الأبد في بلادنا و يأتي الرؤساء و الوزراء إلى مواقعهم و هم يعلمون ان بإمكان هذا الشعب ان يعفيهم في أي لحظة قصروا فيها عن اداء المهام و حماية الوطن .
يوسف السندي
[email protected]
وزير الإعلام:
في رأس كل الوزارات وناطق رسمي كمان لا زلنا مع تحليل الزواحف.. من صحفيين وقنوات… وصحف و… و.. أول واحد يمشي الشارع ولا مكان ما جابو وزير الإعلام يا حمدوك .. ده أهم من أي وزير في الوقت الراهن وكفي مجاملات علي حساب الثورة.