التعليم بوتقة الأنصهار الوطنى

بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان ? جامعة الزعيم الأزهرى

ان أى أمة واعية ومدركة لأوضاعها وتكوينها والمخاطر المحدقة بها، لا بد أن تكون لها فلسفة فى توجهاتها وسبل أدارة نفسها وكذلك الحكومة والقيادات التى تقود وتوجه هذه الأمة من أجل خلق أمة متمازجة ومنصهرة فى بوتقة وطنية واحدة وذات هوية معتدة بها وتدافع عنها ضد كل موجات وعناصر الأستلاب الفكرى والثقافى والوجدانى والوطنى. ولتحقيق كل ذلك لا بد أن تكون فلسفة التعليم وموجهاته ومناهجه من أجل تحقيق هذا الأنصهار الوطنى والأنتماء الوطنى.

لقد كتبنا وقلنا من فبل أن عدم التفات حكوماتنا منذ الأستقلال وحتى الآن لموضوع التعليم ليكون بوتقة للأنصهار الوطنى ومرتكزاً اساسياً لتنمية الشعور والوجدان بالأنتماء الوطنى عند النخبة المتعلمة مخرجات المنهج التعليمى السائد كان كارثة على الأمة وكانت النتيجة الماثلة أمامنا الآن فى حال الوطن من عدم تعمق الأنتماء الوطنى عند النخبة المتعلمة وأزدياد روح الأنانية وحب الذات عندهم مما جعلهم أداة أساسية لتمزيق الوطن وأتباع السياسات التى جلبت الشقاء لأهليهم من المواطنين العاديين. ولو نظرنا لهذا المسار التعليمى منذ الأستقلال وحتى الآن نجد أن مناهج تعليمنا منذ المرحلة الأبتدائية ومروراً بالمتوسطة والثانوية وحتى التعليم الجامعى لم يكن مبنياً على فلسفة واضحة للبناء والأنتماء الوطنى فى داخل وجدان أبنائنا المتعلمين وكانت النتيجة ما نراه الآن من خراب للوطن على كل الأصعدة.

للأسف فان الحكومات العسكرية التى تعاقبت على حكم السودان خاصة العقائدية منها فى العهد المايوى والأنقاذى الحالى أدت الى أفراغ التعليم من محتواه وذلك بتبنى نظريات وأيدولوجيات بعيدة كل البعد عن تكوين الشعب السودانى وارادت أن تشكله حسب هذه الأيدولوجيات لشعب حديث التكوين لم ينصهر بعد كأمة واحدة. فهو يتكون من مجموعات شعوبية مختلفة وأثنيات متعددة وديانات عديدة تحتاج أول ما تحتاج لمنهج تعليمى وطنى يجمع بين كل هذه المكونات حتى يتم أنصهارها وجدانياً كأمة واحدة وذلك بالأرتقاء بعوامل الأنصهار الوطتى وأن يخاق من هذا الأختلاف فى اللغات والثقافات والديانات مصدراً للأثراء والوحدة فى التنوع والقوة وليس مدعاة للتمزق والشتات.

لقد كان للمنهاج التربوى التعليمى الذى وضعه الأستعمار أن يرتكز فى فلسفته على تخريج مجموعة من المتعلمين ليكونوا موظفين لملئ الفراغ الأدارى او ما يجد نتيجة التوسع فى المشاريع التى ينشؤها الستعمار من أجل أخذ خيرات الوطن لتنمية بلادهم وأوطانهم. ولذلك لم تشمل فلسفة التعليم عندهم تنمية الأنتماء الوطنى لأن ذلك سيكون مدعاة لألهاب الشعور والأنتماء الوطنى الذى يقود للثورة ضدهم. ومع ذلك فأن أنشاء الداخليات بالمدارس المتوسطة والثانوية والجامعات وقبول الطلاب لها من كل أقاليم السودان المختلفة قد ساعد كثيراًفى تعرف النخبة من هذه الأقاليم لبعضهم البعض وكانت هذه أولى عوامل وخطوات الأنصهار. وهذه الميزة كانت نتائجها واضحة أذ ان كل المتعلمين الذين سكنوا مع بعض فى هذه الداخليات لم يشاركوا فى الحركات المتمردة والثورية التى تجتاح السودان الآن والتى أدت لتأخر السودان للدمار الذى خلفته وذلك لأن أنغلاق الطلاب فى أقاليمهم وجهوياتهم لم تتح لهم الفرصة للتعرف على أبناء الوطن من الأقاليم والجهويات الأخرى ولذلك كانوا أكثر استجابة لعوامل التفرقة الجهوية والقبلية والعنصرية.

لذلك كان نداؤنا من قبل أكثر من ثلاثين عاماً بأن يتم تغيير المنهج التعليمى السودانى فى كل مراحله ويبنى على فلسفة الأنتماء الوطنى والتعايش مع الواقع والعمل على الأرتقاء به.ان الرعيل الأول حاول بعد الأستقلال بوضع بعض المنلهج التى تعرف الطالب بكل وطنه بالمنهج الذى وضعه المرحوم عبد الرحمن على طه كمنهج لجغرافية السودان يسوح فيه بالطالب على كل أقاليم السودان معرفاً لهم بحياتهم وسب معبشتهم وثقافاتهم وتقاليدهم مما مكن الطالب فى المرحلة الأولية أن يتعرف على مختلف بقاع السودان وكان شيئاً مساعداً ومشوقاً للطلاب ليتقدموا بالألتحاق بالمدارس المتوسطة والثانوية أن يقدموا للقيول فى غير مناطقهم وهذا كان شيئاً مساعداً عندما التقى هؤلاء الطلاب فى الداخليات وهم خليط من مختلف أقاليم السودان وبالمعايشة نعرفوا على بعضه البعض أكثر وخلقوا فيما بينهم روابط قوية ما زالت ممتدة عند تلك الأجيال. ولذلك من أجل صهر هذه الأمة فى بوتقة وطتية واحدة لا بد من أرجاع الداخليات للمدارس المتوسطة والثانوية وأن يتم القبول لاها على مستوى السودان وليس على المستوى الولائى وهذا هو الأستثمار الحقيقى ولا أعتقد أن الصرف على هذه الغاية مكلف فهو أقل من تكلفة منصرفات جهاز الأمن الذى جعل عمله حماية السلطة الحاكمة وليس حماية الوطن والمواطن السودانى وكذلك منصرفات القوات النظامية الخرى والدفاع الشعبى والصرف البذخى عليها لأن الدمار الذى حدث للوطن بسبب عدم العمل على الأنصهار الوطنى أكبر بكثير من عدم الصرف عليه.

ولقد قلنا ان الأنصهار الوطنى والأعتداد بالوطن والنتماء الوطنى لا يحدث الا بأعادة كتابة تأريخنا وأبراز الأمة السودانية على مر العصور وتوضيح دورها الكبير فى الأسهام فى الحضارة النسانية العالمية وأننا يجب ان نفتخر على الأمم أننا كنا أهل أقدم حضارة على وادى النيل قبل الحضارة الفرعونية وأننا علمنا الحضارة المصرية الهرامات لأنها كانت مدافن لملوكنا قبل الفراعنة وكذلك قبل الحضارة الفارسية والرومانية كما اوضحته الكتشافات الثرية الحديثة. ان تار يخنا قد كتب بأيادى أجنبية وايادى غير سودانية وحتى السودانيين الذين كتبوا نقلوا عن الأجانب دونما أن يتدبروا أن هذا التاريخ مدسوس على امتهم. ولذلك يجب أن تتم اعادة كتابة تاريخنا بكل ما فيه من مفاخر تعمق أنتماءنا الوطنى. ولا بد عند كتابة التاريخ السودانى من ابراز الوجه الوضاء والمشرق لتأريختا حتى نجعل من أبنائنا اكثر حباً وأنتماءاص وألتصاقاً بوطنهم مما هم عليه الآن.

لا يمكن أن يتخيل الأنسان أن يكتب أحد النخبة المتعلمة كتاباً يلعن فيه وطنه ” ملعون ابوكى بلد ” مهما كان التدهور أو الفشل أو الحالة التى لا تسر بسبب فشل النخبة نفسها فى قيادة الوطن. ضعف الأنتماء تلاحظه عند كل النخبة التى توزعت فى معظم أرجاء المعمورة ضعيفة الإنتماء الوطنى وليس هنالك منها من يذكر وطنه بخير او يدافع عنه وحمدوا الله على أنهم قد نفدوا بجلودهم وخاصة فى عهد الأنقاذ الحالى الذى جعل الوطن طارداً لبنيه أكثر مما هو جاذب وحاضن لهم وما ذلك الا للفاقد التربوى لخريجى الجامعات العطالة والذي أيضاً افرغوا من الأنتماء الوطنى والا لا افهم لماذا لم تصبهم رياح الربيع العربى. ولا ارى لهم عطاء لتغيير حال الوطن وهذه السلبية نجدها عند النخبة المتعلمة على أعلى السلم النخبوى فى أساتذة الجامعلت الذين تمحوروا حول ذواتهم وهم يرون أن هذا الشعب الذى صرف دم قلبه على تعليمهم والرقى بهم أذا بهم ينظرون اليه شذراص وكأنه لا يعنيهم فى شئ وهنالك نخبة اخرى حاكمة تفعل بهذا الشعب المغلوب على أمره الذى خذل فى أبنائه المتعلميت. اليس باطن الأرض خير من ظاهرها لهذه النخبة المتعلمة على قمة السلم التعليمى فى البلادز متى يتصدوا لحمل قضايا شعبهم أم انهم سيظلون فى سلبيتهم الى ابد الابدين.

ونقول أن كل ما ذكرناه لن يكون ذا جدوى حتى أذا قمنا بتغيير كل المناهج التعليمية أو تمت اعادة كتابة التاريخ ودرس للطلاب وبث أعلامياً فى اجهزة العلام ما لم يكن هنالك نظام ديمقراطى تتاح فيه كل الحريات ودولة مؤسسات محكومة بدستور الحق والواجب ومدعمة بقانون التراضى الوطنى. وذلك لأن الشخص الغير حر لا لستطيع أن يستوعب مستوجبات ومتطلبات وضروريات النتماء الوطنى وأنماء الشعور الوطنى. وأى منهاج وفلسفة للحكم فى السودان غير مبنية على الفلسفة الديمقراطية وأحترام الرأى وارأى الآخر وتهيئة الأرضية لتلاقح الأفكار والرؤى من أجل اللتفاف حول مرتكزات وطنية يتمسك بها الجميع ويتم التنافس على غيرها. وهذا للذين يعلمون أن السيسات فى البلدان التى تبنت الديمقراطية فلسفة للحكم وصلت لتلك الثوابت الوطنية ولذلك ليس هنالك خلاف كبير فى سياسات حزبى العمال والمحافظين ببريطانيا أو الجمهوريين والديمقراطيين بأمريكا. وليس هنالك من حلول للسودان بغير الديمقراطية واتاحة الحريات العامة وتحقيق ما قلناه من أجل خلق امة سودانية واحدة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أجد صعوبة في ان أحب وطنا يأخذ ولا يعطي .. العلاج بفلوس وكذلك التعليم .. ممنوع الكلام .. يتقدم فيها الفاشلون ويهجرها الشرفاء .. وطن تستباح فيها كل القيم الفاضلة .. وطن يستعمل كل اساليب القهر لتعيش فيها كالحشرات وان رضيت بذلك فهي لا ترضى .. وطن تعلقت قلوبنا بها ولكن أحبت اللئام وضاجعت المفسدين .. نعم ملعون أبوكي يا بلد

    .. أفضل لنا ان نكتب لها شهادة وفاة .. فالموت الرحيم أفضل لها و لنا ولنبحث عن وطن آخر يمنحنا و أبناءنا الحياة الكريمة

    0912923816

  2. سلمت يداك ايها البروف الرجل الوطني الغيور ربنا يطيل عمرك ويسدد خطاك وما وردفي هذا المقال هو الذي يجب ان يعمل به والله اكبر نكسة وطنية هي الغا الداخليات والمرحلة المتوسطة من السلم التعليمي نحن درسنا في اخر ايام الداخليات في نهاية التسعينيات والله ما كنا نعرف هذه البلاووى من الجهويات والعنصرية على الرقم من المعاناة التي كنا نجدها من قلة الطعام وندرة الماء ولكننا كنا سعداء في دراستنا ولكن الان لا تعليم ولا تربيةوالسبب في هذه الطبقة الانانية التي تعلمت من دم الشعب وعندما حكمت حرمت ابناء هذا الشعب من الدين الذي قدمه لها

  3. نشد على يدك أيها الرجل الجسور المغوار وأنت تحمل هموم وطنك بلدك وأهلك مواطنيك وعشيرتك الأقربين. الكلمة الصادقة نور تنير القلوب وتفتح الأذهان وتكشف ما انغلق. واصلوا عملية التنوير والتثوير . هذه أمانة الله فى أعناقكم . أنتم الشعلة والريادة فى زمن الغفلة والتجهيل الذي تمارسه العصبة الباغية. سدد الله خطاكم ووفقكم لما فى صلاح أمتنا ووطننا السودان . والله غالب على أمره ولو كره الكافرون .

  4. ياخ في يوم واحد من من قبيلة غلط لي واحد من قبيلة تانية المن قبيلة تانية اشتكى للاستاذ
    الاستاذ دقاهو.. اها الطالب المن قبيلة قال للطالب المن قبيلة تانية .. كويس اصبر لي بس لامن تطلع برة نا يدقوني عشان واحد عب…
    الاستاذ قرب يقع من الضحك قال لي يا ولدي انا كنت قايل دة اخوك والله ولا ود عمك.. المهم تاني جلدو سوطين تلاتة وقال لي ياخي اعقل بكرة ماشي الجامعة تتكلم زي الكلام الفارغ دة .. الاستاذ تقول ما سمع بي الناس الكبار اليقولو اكعب من كدة .. المفروض يستثيل الحكاية خربانة من كبارها

  5. أجد صعوبة في ان أحب وطنا يأخذ ولا يعطي .. العلاج بفلوس وكذلك التعليم .. ممنوع الكلام .. يتقدم فيها الفاشلون ويهجرها الشرفاء .. وطن تستباح فيها كل القيم الفاضلة .. وطن يستعمل كل اساليب القهر لنعيش فيه كالحشرات وان رضينا بذلك فهي لا يرضى .. وطن تعلقت قلوبنا به ولكن أحب اللئام وضاجع المفسدين .. نعم ملعون أبوكي يا بلد

    .. أفضل لنا ان نكتب له شهادة وفاة .. فالموت الرحيم أفضل له و لنا ولنبحث عن وطن آخر يمنحنا و أبناءنا الحياة الكريمة .. لو ضاع الدهب فى سوق الدهب تلفاه ولكن لو ضاع الوطن وين الوطن نلقاه تعليقك غصه تطعن فى الحلق ومعاك حق ياصبرى فخرى .. لعنة الله على كل من شارك فى خراب الوطن

  6. معا لانشا دولة النيليين من النيل الابيض وحتي النيل الازرق ومن الخرطوم وحتي الدمازيين والابيض ورورا بكوستي وسنار حتي نوقف ناس حجر الطير وحجر العسل قال كرتي قال.الي المام يابروف سوف نتقابل قريبا.

  7. شكرا بروف على المقال الجميل إلا انني اختلف معك فيما أشرت إليه عن قصة الأستاذ الحردلو، عندما كتب الأستاذ سيد أحمد الحردلو قصته منعول أبوك بلد لا اعتقد بل من المؤكد انه ما كان يقصد الإساءة لوطنه، انما كانت قصة فيها الكثير من القيم والعبر وصراع انسان الريف مع المدن، وقد ظل الحردلو دائما يغرس حب الوطن في نفوس الأجيال في روائع اشعاره “بلدي يا حبوب” و”تقول لي شنو وتقول لي منو”، التي منها تتعلم الأجيال السودان الذي قد كان،

  8. الجامعات والتعليم في السودان ؟؟؟

    الكل يفخر بجامعته ويمجد خريجينها لأن ذلك فيه تمجيد لذاته وأرضاءً لغروره ؟ ولكن هذا لا يفيد بلادنا ولا يعنيها ؟ لأننا لو اصبنا بالغرور ومجدنا كل ماعندنا لوقفنا في مكاننا دون التقدم خطوة واحدة وفاتنا الركب وكما تشاهد الآن ويحس الجميع اننا بعد أكثر من 55 سنة بعد الأستقلال مازلنا في مرحلة الأنسان الأول نجد صعوبة في توفير كوب حليب لأطفالنا وثلاثة وجبات آدمية ومياه نظيفة صالحة للشرب ناهيك عن كهوف للسكن وان لم تحس عزيزي القاريء بما آل له السودان حالياً من دمار اقتصادي ودمار في كل المناحي وخاصةً في مجال التعليم ؟ وان كنت تعتبر وجبة البوش التي اصبحت الغذاء الرئيسي للطلاب غذا آدمي فأرجو ان تراجع كتب علم التغذية وباب غذا الأنسان في طور النمو وماذا يحتاجه من مواد ؟ قد يتسائل البعض ماهي العلاقة بين الجامعة والجوع والتخلف والجواب ببساطة التطور يتم بواسطة الباحثين والعلماء والسياسيين وهؤلاء لا بد ان يكونوا علماء متمكنين ووطنيين متعلمين تخرجهم الجامعات؟ ان التفاخر العاطفي الذي لا يستند الي علم قد يصيبنا بالشلل والعمي وسنكون عالة علي العالم نستجديه غذائنا وكسائنا ؟ جامعاتنا في السودان متخلفة ومناهجها عفي عليها الزمن وغير وطنية ؟ وزادها تخلف سياسة الكيزان الرعناء الغير وطنية ومعظم هؤلاء الكيزان خريجي جامعة الخرطوم ؟ العبرة بالنتيجة وليس بالتفاخر ؟ ابن اختي خريج كلية الطب جامعة الخرطوم كان من الأوائل صرح لي وقال اننا في جامعتنا ندرس تاريخ الطب وليس الطب !! وما اكتشف ذلك الا بعد أن هاجر لأمريكا لتطوير نفسه والجلوس للمعادلة وبذل جهداً كبيراً لمدة 3 سنوات للحصول عليها ؟ المهندس المدني الخريج ليس عنده فكرة عن برامج الكومبيوتر للحسابات الأنشائية وخريجي جارتنا اثيوبيا يعرفون اكثر من برامج في هذا المجال ؟؟ كل الدول المتطورة والتي لها حكومات وطنية تطور جامعاتها يومياً وليس سنوياً ولا تتفاخر وتقول اننا وصلنا الكمال ؟؟؟ يتفاخر الصينيين بجامعاتهم لأنهم اكبر دولة منتجة في العالم ؟ يتفاخر الأمريكان بجامعاتهم لأنهم اقوي دولة في العالم ؟ يتفاخر الروس بجامعاتهم لأنهم اول من غذاء الفضاء ؟ والتطور في اي مجال لا يمكن الا بالعلم والبحث وهذا لا يتم الا بواسطة الجامعيين الباحثين ؟ فأين نتيجة جامعاتنا علي مدي اكثر من 55 عاماً استقلال ؟؟ يدفع السودان أكثر من 2 مليار دولار سنوياً للعلاج بالخارج وخاصةً للأردن التي لم تكن علي خريطة العالم عندما انشأ الأنجليز لنا كلية طب ؟ نستورد البصل من اثيوبيا والشعيرية من مصر والنبق من الهند ؟ فأذا حاولنا ايجاد الأعزار وقلنا هذه سؤ ادارة اقتصادية فأقتصاديينا من جامعاتنا ومن ضمنهم جامعة الخرطوم ؟ واذا قلنا سؤ سياسة او عدم أمانة فساستنا من جامعاتنا وكليتنا العسكرية ؟ فمعني ذلك اننا فاشلين في كل العلوم التي تساهم في تطويرنا وعلي رأس هذه العلوم التربية الوطنية والأدارة والأقتصاد وغيرها وعليه لابد لنا من مراجعة انفسنا قبل ان نتفاخر ونتباهي دون نتيجة تذكر؟؟
    العالم الآن يسعي في التعليم لتطوير وتكوين الشخصية الوطنية القوية التي تفيد وطنها قبل الحشو بالمعلومات المفيدة والغير مفيدة وضرب الطالب وتعذيبه ؟ العالم يهتم بتكوين شخصية قوية مبدعة مبتكرة قبل ان يهتم بتكوين شخصية ضعيفة مهتزة فاقدة للثقة نتيجة للضرب والتخويف ومحشية بمعلومات كثيرة غير مفيدة ؟ لو سألت مخترع الموبايل عن المعلقات السبعة او ماهي عاصمة البرازيل ؟ فلن يعرفها ؟ وهو مخترع لجهاز ساهم في تغيير تاريخ العالم وسلوك البشرية جمعاء ؟؟؟ اذكر اننا تعلمنا في المدرسة ان احسن صناعة للمعالق في العالم هي في شيفلد ببريطانيا ؟؟ وان النيجيرين يتغذون علي الكسافة ؟ والي الآن لم تفيدني تلك المعلومات في اي شيء يذكر والمعالق التي استعملها الآن مصنوعة بالصين ؟ الطالب عندنا منذ صغره تحكي له قصص الخرافات المخيفة ويحشي بمعلومات كثيرة غير مفيدة ويضرب ضرباً مبرحاً ان لم يحفظها ؟ وإذا سألت الطالب عندنا ما هو اسم جارة ابن المقفع فسيجيبك فوراً ؟؟ وحتي في الجامعات يستمر التلقين والحفظ فيها ويسلط سوط الفصل من الدراسة لأتفه الأسباب من الأدارة والأساتذة الذين يعتقدون انهم لم يسبقهم احد في درجاتهم العلمية والمجتمع يخلق حولهم هالة من التمجيد مما يجعل بعضهم يتكبرون وينتفشون ويطمخطرون كالطواويس وينظرون الي الطالب بأستعلاء وأحتقار وينتظرون اتفه زلة منه لأقصائه من الجامعة دون ان يعترض او يتسائل احد ( شرف البورد) ؟؟ ولا يعتبرونه ثروة قومية يكمن فيها مستقبل السودان؟ والطالب يرتجف في حضورهم خوفاً من مقصلة التسقيط والفصل ؟الأستاذ في الدول المتقدمة صديق للطالب ويري فية أمل ومستقبل بلاده فيدربه ولا يلقنه وان كان هنالك ضعف في تدريبه يكون المسؤول عن ذلك الأستاذ بدرجة كبيرة وليس الطالب ؟ في خبر بمجلة النيوزويك الأمريكية لاحظ رجال الأعمال في امريكا ان خريجي جامعة هارفارد الشهيرة في ادارة الأعمال والأقتصاد ضعفاء وغير مواكبين للعصر ؟ فأجتمع الأساتذة والأداريين وغيروا المناهج وطريقة التدريس كلياً دون ان يستاءوا من النقد البناء ولم يتفاخروا بجامعتهم التي تخرج منها اكبر عدد من حاصلي جائزة نوبل في الأقتصاد وغيره ؟؟؟ جامعة الخرطوم كنا نسمع بأنها تفتخر برفد 75% من منتسبيها حفاظاً علي المستوي التعليمي الذي لم نري نتائجه علي ارض الواقع الي الآن ؟؟؟ وخريجي الجامعات الآن بعد التخرج تنتابهم فرحة عارمة لا لأنهم نجحوا بل لأنهم نجوا من مقصلة الرفد الرهيبة المنصوبة في وسط باحة الجامعة ؟ والسؤال الذي يطرح نفسه كل هذا التعسف والشدة الغير مبررة ونحن الآن نتزيل كل دول العالم في جميع المجالات ولا زال نعتنا برجل أفريقيا المريض والآن سيضاف له لقبين آخرين رجل افريقيا المتسول والمديون ؟؟؟ وحتي الشعار الفارغ الذي يعرفه العالم وخاصةً الدول العربية ( السودان سلة غذا العالم ) والواقع اننا نتستورد 80% من غذاءنا !!! من هم ورا ء هذا الدمار والمهزلة ؟ اليس سبب هذا البلاء هم القادة خريجينا من جامعاتنا وكلياتنا العسكرية وغيرها ؟ الا يثير هذا السؤال جدلاً ويقرع جرساً ؟ ام كل هذه الجامعات التي يدفع لها السودان اموالاً وفيرة انشأت ليتخرج منها حاملي ورقة تسمي شهادة جامعية مليئة بالأختام والأمضاءآت فقط ؟ لنستورد الشعيرية والنبق والبصل ؟ ولا نسطيع عمل نظام هندسي لتصريف الأمطار حتي في عاصمتنا التي تغرقها امطار يوم واحد ؟؟ نعم لقد تخرج منها عدد كبير حقق بعضهم امجاد شخصية وسيرة ذاتية باهرة يتباهي بها وثروة خارج السودان وداخله ولكن هل استفاد منهم سوداننا الحبيب ؟ هذا هو السؤال الهام الذي نريد الأجابة عليه بدون عواطف وطيبة لا تسمن وتغني من جوع ؟؟؟ النتيجة امامنا واضحة لنا وكذلك للعالم اجمع ولاتقبل المداراة او ايجاد الأعزار ؟ فدمار السودان الذي كان حاله في عهد الأستعمار احسن حالاً واضح للعيان ولا يقبل اي جدال ؟ ان انظمة الحكم السابقة والحالية لم يخطر علي بالها تطويروتطبيق نظام تعليم وبحث وطني يهدف لتطوير هذا السودان المعطاء الغني بموارده نظام تعليمي للأنتاج والتطور مستقلاً ذكاء السودانيين الفطري وحبهم للتعليم ؟ فقد ابقو علي نفس نظم التعليم التي ورثناها من المستعمر وكان الهدف منها تخريج كتبة وموظفين يسمعون الكلام ويطيعون الأوامر لخدمة التاج البريطاني ؟ الكثيرين فاقدي الثقة في انفسهم وفي مقدرة السوداني المعروف بذكاءه وحبه للقراة والتعليم يتفاخرون بأن هذه المناهج وضعها الأنجليز اي انها منزلة ولايرقي عقل السوداني لتغييرها ؟ ومنذ ان تركنا الأنجليز لم يطرأ عليها أي تطوير يذكر ؟ هؤلاء يجهلون ان هذه المناهج وضعها الأنجليز لمستعراتهم اي لعبيدهم وتسمي مناهج ما وراء البحار وتختلف تماماً عن مناهجهم المتطورة والمواكبة للعصر والتي تناسب أمكاناتهم المادية وتجدد وتطور دورياً وبأمكانيات هائلة ؟ والذين حاولوا عمل تغيرات سطحية لمناهجنا خربوا الموجود ؟ وأول مسمار دق في نعش التعليم كان تعريب الجامعات ؟ واصبح الطالب يدرس من دون مراجع عربية والتي اصلاً غير موجودة ولن توجد لأن الدول التي عندها امكانية عملها وعلي رأسهم السعودية لا تريد ذلك وكل جامعاتها تدرس باللغة الأنجليزية لغة العصر ولغة العالم الأولي رضينا ام ابينا ويستفيدون من مراجع غنية حديثة وفاخرة لا حصر لها ومن اكثر الدول تقدماً امريكا بريطانيا كندا استراليا نيوزيلندا الخ ؟؟؟
    خلاصة الموضوع يجب منع الأرهاب والضرب بالمدارس فوراً والكف عن ارهاب طلاب الجامعات وتخويفهم بالفصل التعسفي الذي اصاب بعضهم بالجنون أو دفعهم للإنتحار ؟ يجب تغير المناهج لتكون وطنية ومفيدة وهدفها الأنتاج حتي لا يطلق علينا رجل افريقيا المريض والمديون والمتسول حالياً ؟ مناهج عصرية تتوافق مع وضعنا الأقتصادي اي مناهج مرتبطة بالأنتاج حتي يعترف بها شعبنا قبل ان يعترف بها العالم ؟ احد الدارسين بالصين قال لأحد المسؤولين بجامعته ان شهادتهم غير معترف بها ؟ اجابه المسؤول الصيني اننا اقمنا جامعاتنا للأنتاج و لخدمة مجتمعنا فقط ولا ليعترف بها العالم لأن ذلك لا يعنينا في شيء ؟ فما رأيك في انتاجنا الذي يغزو العالم وهل شاهدتم صيني يتعالج بالخارج او نستورد مأكولاتنا أننا نساعد دولكم الفقيرة لأنكم لاتنتجوا ؟؟؟ اقول هذا وكلي ثقة بأن هذه الحكومة الفاسدة لن تحرك ساكناً وتعتبر مانكتبه هذا مجرد كلام معارضين للنظام يستحقوا التعذيب في بيوت الأشباح ان لم يكن الأعدام ؟؟ سوف يأتي اليوم الذي يتعلم فيه اذكيائنا وعباقرتنا الوطنية والأنتاج ثم الأنتاج وسوف لن يكون السودان رجل افريقيا المريض والجائع والمتسول حالياً فالنعمل علي التغيير والتطوير قبل التفاخر الذي لايطعم ؟؟؟ ان الثورة قادمة انشاء الله وسوف يحدث التغيير بعقول وخبرة رجال السودان الثوار المخلصين الوطنيين ؟

  9. تحياتى
    حديث علمى جيد ودراسة قيمة لكن العيب في دس السم في الدسم ورائحة العنصرية الفائحة في كتاباتك

  10. اقول هذا وكلي ثقة بأن هذه الحكومة الفاسدة لن تحرك ساكناً وتعتبر مانكتبه هذا مجرد كلام معارضين للنظام يستحقوا التعذيب في بيوت الأشباح ان لم يكن الأعدام ؟؟ سوف يأتي اليوم الذي يتعلم فيه اذكيائنا وعباقرتنا الوطنية والأنتاج ثم الأنتاج وسوف لن يكون السودان رجل افريقيا المريض والجائع والمتسول حالياً فالنعمل علي التغيير والتطوير قبل التفاخر الذي لايطعم ؟؟؟ ان الثورة قادمة انشاء الله وسوف يحدث التغيير بعقول وخبرة رجال السودان الثوار المخلصين الوطنيين ؟
    لك التحية ابن السودان البار وحفظك الله وزادك علما ومعرفة وغدا تجف المدامع وغدا نكون كما نود

  11. اقصدبابنا النيل الازرق ماحول النيل الازرق حت الفاوتمبول وودالفضل الي العيافون وامضواباناي الرفاعييين

  12. نعيب زماننا والعيب فينا ومالزماننا عيب سوانا)ماهذا السكوت والخوف الذى نعيشه لماذا نسكت على هولاء عديمى الاخلاق الذين حعلوا السودان فى قائمة افسد بلاد العالم ومرتعا لغسيل الاموال واين المعارضة التى تقود الشارع من غير السلاح والحرب الذى انهك ابناء السودان البسطاء لقد ابتلانا الله تعالى بقادة احزاب يتربعوب عليها بصورة هى اقرب للديكتاتورية بل انهم جزء من المشكلة وهم من ساعدوا النظام على الاستمرار وقهر الشعب لماذا لانقوم بتاسيس احزاب قومية وسطية جديدة فى افكارها لقد ظهرالحزب السياسى بزعامة رجب اردوغان خلال سنوات واستطاعت ان تضع تركيا كدولة لها شانها الاقتصادى والسياسى وحزب كاديما فاز بعد تاسيسها بسنة الى متى ننتظر هذه الاحزاب المتهالكة وشكرا لك بروف انك مازلت تكتب رغم كل شى واذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد لليل ان ينجلى***********

  13. انا مستقرب البروف المحترمبتكلم عن التعليم والامم الواعية وخلاف انت مشايفالتعليم دى كلو بقتوا علوم عسكرية وعلوم دفاع شعبى وع مليشيات نتقدم ونوعى كيف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..