مصاهرة النظام الحاكم

نــــــــــور ونــــــــــار
مصاهرة النظام الحاكم
مهدي أبراهيم أحمد
[email protected]
والخبر يحمل مضمونه (أن علماء الأزهر قد أصدروا فتوي يحرمون خلالها الزواج من بنات أعضاء الحزب الحاكم السابق أو مصاهرتهم تحريما قاطعا بدعوي أنهم فاسدون ومضيعون للأمانه) والفتوي الصادرة من عالم الأزهر الشريف تجد حظها في الأعلام وبين الناس وقد تكون ملزمة للجميع بتجنب الزواج من أولئك مخافة الوقوع في الأثم الذي علقت الفتوي أسبابه في فساد أعضاء الحزب الحاكم.
وذات المؤسسة التي خرجت منها الفتوي كانت قبل تسبح بحمد الحزب الحاكم وتدبج الفتاوي التي تحرص علي أرضائه بل وتتعدي الفتوي أحيانا مرحلة الوجود الي مراحل التأليف والتدبيج والتفصيل تماما كما يخيط الخياط بقدر تفاصيل الأجسام فقد برر العلماء للحاكم كثيرا من مواقفه بدعوي نها من الدين ولكن الدين منها براء وطفققوا يحللون الحرام ويحرمون الحلال ويجعلون الأبيض أسود والأسود أبيض حتي أرتاب في ذلك المؤمنين وأخذ الظن بكثير من الناس بأن ورثة الأنبياء قد أضحوا من توابع الحكام فأختفي العلم ولم يعد نورهم يبصر الا في قصورهم ويظلم نورهم بين العباد فضاعت الموعظة الحسنة وتبددت كلمات الحق بعدما حجب العالم الحقيقة عن الحاكم وشارك بطانته في حجب الفساد وتزيين طريق الغي للحاكم.
وحتي الفتاؤي أضحت هزيلة لأن القضايا التي تحتاج للفتوي الصادقة ينسحب منها العلماء ولاتجد لها من جواب شافي أو دليل عملي تشفي الغليل وتروئ الظمئ وتشبع الجائع ولكنها أضحت في زمن الحاكم مغيبة يريدها العالم هكذا خفيفة علي أذن الحاكم لاتصيب أذنه بالصمم ولاقلبه بالوجل ولاجفنه بالأهتزاز حتي تصلب الحاكم برأيه وتمترس خلفهم يظلم ويقهر ويبطش و الفقه يفتح ثغره ضاحكا فمباحات العالم قد غطت بفقهها مفاسد الظالم فلم يعد يبصر الي التمادي في غيه وضلاله .
والآن تخرج الفتاوي أيضا وتكاد تتسابق جريا نحو الحرية التي كانت مفقودة أورهينة أدراج الحاكم وقلوب العلماء وذات الحاكم (أمير المؤمنين) بأمرهم ينقلب بين عشية وضحاها الي (رتل الكافرين) الذين يجب محاكمتهم ولايجوز التعامل معهم وتزوج بناتهم والمشااركة في أعمالهم والتغني بأمجادهم والبكاء علي تراثهم وأطلالهم.
وذات العلماء الذين وقفوا في وجه الثورات ساعتها بتدبيج الفتاوي التي تحرم الخروج علي الحاكم وتعتبره من باب الفتنة وتجعل كل متظاهر آثما وتدعو لضرورة الصبر والمرابطة هاهم اليوم يؤيدون الثورات وتأييد الثورات لابد أن يكون أيضا بالفتاؤي التي تجعل من موالاة الحكام السابقين والزواج من بناتهم محرم شرعا بدواعي فساد النظام وعدم أمانة منسوبيه .
توقعنا الكثير في مواقف العلماء التي تتأرجح دائما مابين التأييد المطلق والتردد في غالب الأحوال والرفض التام علي الخروج للحاكم وطبائع الأحوال تجعل من مواقف العلماء تفتقد للرؤية الثاقبة التي تنأي عن الفتوي الجادة والصريحة الي حيث أخراج الفتاؤي التي قد تكون في غالبها في صالح المنتصر بعيدا عن الموقف الواضح الذي ربما يجعل المتابع للواقع تأخذ به الظنون بعيدا الي حيث التفكير المنطقي في تلك المواقف المتأرجحة والفتاوي المتقلبة.
فتوى = مصلحه
لا يمكن ان تفتى فى شى ولديك فيه مصلحه
وتقول هذا حكم الله
راجيكم وقت طويل للفهم