
“رملتنا البيضا بين نهرين يلاك نزورا”
فقد زرناها وجلسنا عليها سامرين غير مدركين أننا نجلس على تراب يخفي كنوزاً. ودون أن أثقل على القارئ بكيمياء جافة، أحاول توفير معرفة لقيمة رمالنا الاقتصادية التي شرعنا بتصديرها للعالم الصناعي، عسى أن نوقف دوامة الإستعباط والنهب المستدام لمواردنا. نعرف أن الرمال هي أكاسيد السيليكون وأن ثلاث أرباع قشرة الأرض مكونة من السيليكون والأوكسجين، ونعرف أن عنصر السيليكون عضو مجموعة الكربون في الجدول الدوري للعناصر يكون عدداً هائلاً من الأكاسيد الأنيونية ذات الشحنة السالبة العالية تعرف باسم السيليكات في هيئة أحادية وثنائية وسلسلة أحادية وسلسلة طبقية. وبدون أن نفصل التركيبات البنائية لهذه الأكاسيد الأنيونية، نذكر أنها ترتبط بكاتيونات المعادن المختلفة مكونة السيليكات المعدنية لتصبح مصدراً رئيساً لإنتاج المعادن. وعلي سبيل المثال لا الحصر فهي مصدر لمعدن الليثيوم وهو المعدن الذي تتصارع عليه في الوقت الحالي الدول الصناعية لإنتاج بطاريات الليثيوم لاستخدامها في سيارات المستقبل، السيارات الكهربائية. كما أنها مصدر لإنتاج الزركونيوم، والتيتانيوم، والمغنيزيوم، والمنجنيز، والباريوم، والألمنيوم، إلخ!
وهناك ثلاث فصائل من سيليكات الألمنيوم هي: الفلدسبار وهي أهم خام يتضمن في ثلثي الحجارة البركانية، والزيولايت الذي يستخدم مبادلات كاتيونية، وهناك نوع منها يستخدم مصفاة للجزيئات مثل الماء. كما أنها تمتص الجزيئات المتعادلة مثل ثاني أكسيد الكربون والنشادر والمركبات العضوية كما أن الزيولايت يستخدم حفازاً حمضياً وهو مجال قتل بحثاً في الكيمياء، فقد أستخدم حافزاً لتحويل الميثانول لجازولين وتحويل البنزين لإيثيل البنزين، والأمثلة كثيرة. والفصيل الثالث لسيليكات الألمنيوم هو الألترامارين الذي يتميز بألوان عميقة.
وتجدر الإشارة الى أن الأسبستوس الأزرق والرمادي ما هو إلا سليكيات الحديد والصوديوم والحديد والمغنيزيوم بالترتيب مع وجود أيونات هيدروكسيديه، وسيليكات الألمونيوم بوجود أيونات الهيدروكسيد وهي ما يعرف بالكاولين وهو مادة تستخدم في تنعيم آليات الحفر وتسهيل عملية الحفر، وكذلك التالك سيليكات الناعمة والملساء. وتختلف مواقع هذه السيليكات في محتواها المعدني فنجد منها النقي والخليط.
أما ارتباط عنصر السيليكون بذرتي أوكسجين ((SiO2 فيوجد في عدة هيئات منها الكوارتز الذي يتوفر بكثرة في هيئة زجاجية. ولا تكتمل الصورة إلا بالحديث عن عنصر السيليكون نفسه، إذ تنتج سنوياً مئات الألاف من أطنان السيليكون باختزال ثاني أكسيده، ويستخدم جزء منه في صناعة أشباه الموصلات وصناعة سبائك الحديد والألمونيوم وسبائك المغنيزيوم. إلا أن 98% منه يدخل في صناعة ميثيل السيليكون الكلوريدي الذي يصنع منه خمسمائة مليون كيلوجرام سنوياً من مطاط السيليكون والزيوت والمواد الصمغية (الراتنج). وبالرغم من أن المراجع تذكر أن خامات العناصر النادرة – أي اللانثنيدات – توجد في هيئة فوسفاتية إلا إنني لا أستبعد جودها في هيئة سيليكات، وهي معادن تدخل في الصناعات الإلكترونية والمواد المتقدمة وتحتكرها الصين وتمتنع عن تصديرها.
أشير في عجالة الى إنجازات مركز التقنيات المتقدمة والإبداع بوادي السيليكون الواقع بشمال ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأت صناعة الدوائر الإلكترونية السليكونية المكونة للمعالجات الدقيقة أملا أن أكتب بالتفصيل عنها. وأخيراً، من الواجب علينا تحليل رمالنا تحليلا دقيقا لمعرفة محتواها وقيمتها المادية حفاظاً على حقوقنا. وهل يجوز التفريط في هذه الثروة القومية النفيسة؟ .
بالمناسبه يا بروف، مسؤل من الخير، الحصل شنو للذهب و البترول و الجنوب و ناسه و غاباته، و مشروع الجزيره و السكه حديد و النقل البحري و النهاري، و الثروه الحيوانيه، و القروض و المنح و الهبات و الإغاثات، و الإبادات و القتل و التعذيب و التشريد…. إلخ… إلخ… او هلمجرا…
إنت كدا تكون نبهت “الدماعه” لموارد فساد جديده “ما كانت على بال”.
اول خلينا نجيب” الحريه و السلام و العداله”… باقي الحاجات و “الرمله” حا تجي تحصيل حاصل.
شكرا على المقال، و الثوره السودانيه مستمره حتى النصر بإذن الله؛؛؛
يا بروف كده حتنبه الجماعة