الطالبات السعوديات في السودان أحببن طيبة الناس..وهذه أكبر همومهن

الخرطوم: سهام صالح
عاد السودان وجهة للتعليم بالنسبة إلى نسبة لا بأس بها من الطلبة العرب والمسلمين، فقد تزايد تدفق الطلبة العرب على الجامعات والمعاهد العليا السودانية حتى تجاوز حاجز الـ13 ألف طالب. ويضم هذا الرقم عددا كبيرا من الطالبات السعوديات.

إحدى هؤلاء الطالبات السعوديات اللاتي يدرسن حاليا في السودان، ضباء عبد الإله، أبدت لـ«الشرق الأوسط» إعجابها «بقوة المناهج التي تدرس في جامعة الخرطوم وبمشاهد التطور العمراني في العاصمة السودانية»، خلافا لما كانت تتصوره، حيث وجدت بلدا ينمو وتنتشر فيه الحضارة منذ أكثر من سبعة آلاف سنة.

تقول ضباء، وهي في السنة الثالثة بكلية الطب في جامعة الخرطوم، إن فكرة الدراسة في السودان راودتها «عندما تم ترشيح السودان لوالدي كواحدة من الدول العربية التي يمكن دراسة الطب فيها، لما تتمتع به الجامعات السودانية من سمعة طيبة، وبعدها بدأنا البحث عن أفضل الجامعات السودانية من خلال الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) ومعرفة كل ما يلزم في هذا المجال». وتتابع «.. وتوافقت رغبتي أنا ووالدي للدراسة في بلد عربي ومسلم، عاداته وتقاليده نوعا ما أقرب إلى عاداتنا. وها قد مرت ثلاث سنوات علي وأنا أدرس في السودان، وهي سنوات رسخت شعوري بالأمان وزادت من رصيدي المعرفي والحياتي».

ومن جهة ثانية، تقول ضباء إن تجربة الدراسة خارج الوطن «ليست سهلة، بل تحتاج إلى الصبر.. إذ إنه من الطبيعي أن يتملك الطالبة الوافدة شعور بالخوف من المجتمع الجديد، لكن طيبة السودانيين سهّلت كثيرا علي وعلى زميلاتي من الطالبات السعوديات سرعة التكيّف مع الوضع.. مع الحفاظ على هويتنا كسعوديات سفيرات لبلدنا في الخارج. لقد أحببت بساطة السودانيين وتعاملهم الراقي معها، وخاصة، زميلات السكن وحياة الأخوات والصداقة النابعة من القلب».

وعلى استحياء وبصراحة، تقول ضباء إنها لم تحب بعض الأكلات السودانية الشعبية وهو ما كان يضطرها أحيانا إلى المجاملة، متابعة «.. لكنني أحببت رقصة العروس السودانية والتقاليد المصاحبة لها رغم قلة فهمي للأغاني السودانية أو ما يُعرف بـ(أغاني البنات)، وأحيانا تفاجئني بعض الكلمات السودانية مثل كلمة (خشم) – المقصود بها الفم في السودان – وهي بخلاف ما نقصد في السعودية، لكنني أحببت كلمة (حبوبة) – ويقصد بها الجدة في السودان – وأحس أن ارتباط الكلمة مع الجدة له معنى عميق جدا».

وبعكس الانطباع الذي تخيلته ضباء، كان الانطباع مختلفا عن السودان عند رتم عبد الإله، الطالبة السعودية التي تدرس القانون (الحقوق) في جامعة الخرطوم. وتقول رتم إنها كانت تقرأ دائما عن أن السودان «سلة غذاء العالم»، فتخيلت شوارعه مليئة بالأشجار وأن نسبة الرقعة الخضراء تحتل جزءا كبيرا من خريطتها، لكنها فوجئت بكثرة المباني الإسمنتية في العاصمة. وتتابع «لقد اخترت الدراسة في السودان للقرب الجغرافي والديني، ولم أرغب في دراسة الطب ففضلت القانون، لأنه رغبتي منذ الصغر وهو مختلف عن المألوف. طبيعة دراسة القانون صعبة لكنني مصرة على إكمال دراستي وخاصة في السودان».

وتؤكد رتم عبد الإله أن تجربة الدراسة في السودان عرّفتها بالشعب السوداني أكثر ورسّخت فيها «الشعور بالأمان» الذي تشعر به بين صديقاتها ومشاركتهن في ركوب وسائل النقل العامة إذا تأخر عنها الترحيل لأي سبب. وما يزيد من استمتاعها بتجربة الدراسة في السودان تأقلمها السريع وإجادتها اللهجة العامية السودانية، التي تقول إنها «ليست غريبة علي، لأننا نسمعها في السعودية من خلال الجيران وزميلات المدرسة وحتى في (طاش ما طاش)، المسلسل الكوميدي المعروف». وبصراحة شديدة، تقول رتم إنها جربت كل الأكلات السودانية وترى أنها ذات مذاق مميز لكنها تشتاق إلى عمل «كبسة» في البيت أحيانا.

أما شذى إبراهيم، فتدرس طب الأسنان بجامعة الجزيرة، وهي تعترف بأنها تعبت جدا في السنة الأولى بالسودان لكنها الآن مرتاحة جدا، وهي سعيدة باختيارها الدراسة في جامعة الجزيرة رغم صعوبة المنهج، وتتمنى أن تتخرج وتكمل تخصصها في تقويم الأسنان أو جراحة الفك من الجامعة ذاتها، «لأن الدكاترة مبدعون هنا». وترى شذى أن تجربة الدراسة في الخارج تساعد على «دعك الشخصية وصقلها بخبرات الغير وهو ما حدث معي فعلا خلال أربع سنوات مرت بحلوها ومرها.. وكل يوم يمر أتعلم أكثر، يساعدني على ذلك رغبتي القوية في التحصيل العلمي».

وتؤكد شذى إبراهيم أن وجود جامعة الجزيرة في مدينة ود مدني، على مسافة 268 كلم جنوب الخرطوم، مكنها من رؤية مكان آخر غير الخرطوم، نظرا لعجزها على التجوال، لأن أغلب وقتها تمضيه في الدراسة. وتعترف شذى بأن ارتفاع الأسعار ودرجات الحرارة العالية من أكثر الأشياء التي تزعجها في السودان.. وباستثناء ذلك، فإنها أحبت كل ما هو سوداني بدءا بالأكلات وانتهاء بالعادات والتقاليد وقدرة الشعب السوداني على جعل الآخرين يحبونه ويحترمونه.

هذا، ويأتي السودان اليوم ضمن أول عشر دول عربية وإسلامية تختارها الطالبات السعوديات لتعليمهن الجامعي، وتتصدر القائمة دولة الكويت. وكانت الطالبات السعوديات قد بدأن عهدهن مع الدراسة في السودان منذ عام 2005 – 2006 م، وأغلبية الدارسات يسعين لنيل درجة البكالوريوس ثم الماجستير. وحسب دراسة سعودية، تحتل كليات الطب والعلوم الطبية المرتبة الأولى بالنسبة للرغبات الدراسية للمبتعثات تليها كلية القانون. وتبتعث وزارة التعليم العالي السعودية طلابها من الجنسين إلى جامعتي الخرطوم والجزيرة فقط، ويبلغ عدد الطلاب السعوديين في الثانية أكثر من 57 طالبا حسب إحصاءات منظمة رعاية الطلاب الوافدين بولاية الجزيرة.

وتتقاضى الطالبات السعوديات المبتعثات للسودان راتبا شهريا يقدر بـ4500 ريال سعودي، وتتكفل الحكومة السعودية بتذاكر السفر، كما تتابع السفارة السعودية في السودان شؤون الطلبة المبتعثين وحل مشكلاتهم مع الجامعات أو الدوائر الرسمية. وتفقد أي طالبة بعثتها الدراسية في حال عدم وجود محرم لها مثل الزوج أو الأب أو الأخ في بلد البعثة. أما عن الرسوم الدراسية في الجامعات السودانية للطالب الوافد، فتقدر بـ8 آلاف دولار لكلية الطب و4 آلاف للكليات النظرية.

الشرق الأوسط

الصورة : صحفيتان سعوديتان أيام الانتخابات الأخيرة – ابريل 2010م

تعليق واحد

  1. السودانيين طيبيين بالفطرة ومن خيرة شعوب الارض . كرم وشجاعة واقدام
    نسال الله ان تستقر اوضاعهم السياسية وتنتهى الحروب والمشاكل . احب الزول شديد
    اّ اّ اّ ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى

  2. خلاص السودانيين فرحانين انه في سعوديات بقرن عندهم ، و ياكلن اكلهم ، ياخي فكونا منكم ، دايما اعلامنا بحسسنا انه نحن ادنى من الغير يعني شنو عرب حوا اقروا في السودان ، الامر عادي ، لا كمان السعوديات قالن انه السودايين ناس طيبين ، طيبة شنو و كل يوم واحد مذبوح و واحدة مغتصبة ، الاخوة العرب جوا متاخرين ، لمن العلم انتهي و بقي اي واحد مهما كان مستواه ياخذ شهادة ، مع العلم انه دول الخليج لا تاخذ في الاعتبار شهادة اي جامعة سودانية ماعدا سبع جامعات و الحمدلله الخرطوم و الجزيرة ضمن السبعة و الباقي زي ما بقولوا عبارة عن بيوت و شجرتين و سبورة ، والله لو جيتوا قبل الان و اي واحد فيكم اخذ شهادة بكالريوس و اروح بلده احس انه اخذ دكتوراة مش بكالريوس ، لمن الاساتذة كان بشتغلوا بضمير دون تدخل الحكومات في التعريب و تعيين الاساتذة الموالين لهم
    و شكرا

  3. حللتم اهلا ودخلتم سهلا الشعب السوداني معروف من زمن بعيد بالاصالة واكرام الضيف ليس مثل كثير من الشعوب العربية والاسلامية ومن زمن بعيد نعرف بان الضيف في السودان لا يمكن ان يضايق باي حال من الاحوال والطالبات السعوديات او الطلبة من الدول العربية الاخري حتي الافريقية يعامل في السودان ضيف وضيف عزيز ولا يمكن احد من الناس ان يجرح هذا الضيف مهما كانت الظروف ولو اعتدي احد من المواطنين بكلام جارح الي اي ضيف تجد كل الناس تهب لنجدة هذا الضيف وعلية من المعروف بان الشعب السوداني شعب مضياف بطبيعة الحال والحياة في السودان في ما مضي كانت اسهل من اليوم اليوم الحياة اصبحت صعبة في كل دول العالم والحياة ما زي زمان والعيشة شوية صعبة والناس مهما فعلت لا يمكن ان تكفي وتوفي
    والدراسة في السودان دراسة تحتاج لصبر والطالب الذي يتخرج من جامعة الخرطوم يكون من احسن درجة من التحصيل العلمي والاكاديمي ونحن نشجع للدراسة في اعرق جامعات السودان الخرطوم اولا والجزيرة ثانيا والسودان ثالثا وامدرمان الاسلامية رابعا وعلية تاكدوا انتم في بلدكم وعودة موفقتة انشاء الله وانشاء الله لن يصيبكم مكروة بازن الله وعودا حميدا مجيدا والله معاكم ؟؟؟؟؟؟

  4. للأسف حضور العرب فى الزمن السئ دي غير محمود لان العرب معتمدين على السمعة القديمة للسوداني الطيب والخلوق والذي يفضل الغير على نفسة ويكرم ضيفة
    بس الان تبدل الحال ودي من فضأل ثورة الانباز

  5. يا ابراهيم محمد بتفق معاك في بعض النقاط واختلف معك ولكن لماذا نحن السودانين عندنا عقدة العربي صاحب البشرة البيضاء فلو كان هذا الخبر عن الطلبة النيجيرين او التشاديين لما قراءه احد او لما نشر من اصله ، ولكن لا ازعم انني باحث في علم النفس الاجتماعي ولكن نظرتهم الدونية لنا جعلتنا ننظر انهم اسيادنا

  6. السودانى انت ما بتفهم؟؟
    الكلام ده بالعربي يعني المفروض تقراء المقال وبعدين علق يا سوداني
    بس وريني الاخوات ديل قالوا شنو يخليك تقول كلامك ده؟؟؟؟؟؟
    بتعرف يعني شنو اماااااااااااااان يا سجمااااان؟؟

    وغصبا عنك لسه في سودانيين بقسموا اللقمة مع الضيفان… ومافي زول غيركم يا سوداني بعكس صورة سلبية عن السودان والله العظيم حتى اخلاق وطبائع الناس بتحكموا عليها بسبب اختلافكم مع الحكومة!!!!؟
    ارحموناااااا

    الفاتح محمد احمد ادريس واحد من الناس ديل يا سوداني
    يديك العافية اخوي الفاتح وتسلم من كل شر يا ابن بلدي يا اصيل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..