المُدهش وعلاج الثغرة وراء ثلاثية ريال مدريد في الديربي

EFE ©
وضع ريال مدريد قدما في نهائي دوري الأبطال الأوروبي لكرة القدم، بعد فوزه الكبير في ذهاب الدور نصف النهائي على غريمه العاصمي أتلتيكو في ديربي مدريد بثلاثية نظيفة حملت توقيع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ونجح المدرب الفرنسي زين الدين زيدان في التغلب على نظيره الأرجنتيني دييجو سيميوني بفضل تغييراته التكتيكية داخل الملعب.
وفيما يلي أهم خمسة أسباب قادت الريال لهذا الفوز:-
1- العرض المدهش لكريستيانو رونالدو:-
عاد المهاجم البرتغالي مجددا ليكشف إمكانياته المدمرة في موعد كبير ليقود هجوم ريال مدريد ويعزف ألحانا جديدة بتسديداته علما بأن 8 من آخر 12 تسديدة لـ”الدون” انتهت بهدف.
وركض كريسيتانو أكثر من أي وقت مضى لمساعدة الدفاع والبحث عن ثغرات في دفاع أتلتيكو، وبحث عن المساحات في منطقة جزاء المنافس كمهاجم صريح ونجح في مسعاه مسجلا الهدف الأول من رأسية.
وعندما كان فريقه يلعب على الهجمات المرتدة زاد غلته بهدفين من تسديدتين رائعتين بيمناه ليصبح أكثر لاعب يسجل في تاريخ التشامبيونز ليج بالدور نصف النهائي، وليعود ليصبح مرشحا بقوة لنيل جائزة الكرة الذهبية للمرة الخامسة، خاصة بعد خماسيته في مرمى بايرن بالدور ربع النهائي.
2- انتصار تكتيكي لزيدان على سيميوني:-
أجرى زين الدين زيدان تغييرا تكتيكيا في خطة الفريق، في غياب نجمه الويلزي المصاب جاريث بيل، ليضيف لاعبا آخر في خط الوسط للسماح له بالسيطرة على مجريات اللقاء.
فمع تحرك كريم بنزيمة، الذي ساعد لاعبي الوسط في العديد من المرات، كان للفريق الملكي التفوق في منطقة وسط الملعب، ما منحه اللعب بأريحية، قبل أن يغير الخطة بعد تفوقه بهدف، ويعتمد بعدها على الهجمات المرتدة كسلاح فتاك، والتي منحته هدفين آخرين.
الانتصار التكتيكي لزيدان على سيميوني تحقق عبر التفوق أيضا على الأطراف، عبر مساهمات مارسيلو وتحركات كريستيانو وصعود كارفاخال للأمام في الشوط الأول، ما أضعف من قدرات ظهيري الروخيبلانكوس، فيليبي لويس ولوكاس هرنانديز.
3- الريال يحافظ على شباكه للمرة الأولى:-
حافظ ريال مدريد على شباكه نظيفة للمرة الأولى في دوري الأبطال هذا الموسم، وذلك بعد أن تلقى 15 هدفا في عشر مباريات، بمتوسط هدف ونصف في المباراة.
وكان الفريق يعلم بأن السر للتأهل إلى نهائي كارديف هو معالجة هذا الأمر، وواثقا في لاعبيه الذين سيمنحونه الأهداف.
الملكي كان متماسكا بشكل رائع في الدفاع ولم يقدم للمنافس أي ثغرة حتى أنه لم ينجح في تسديد سوى كرة واحدة تجاه مرمى كيلور نافاس في الثواني الأخيرة، لينجح الحارس الكوستاريكي في الحفاظ على شباكه نظيفة للمرة الأولى بعد 17 مباراة، ويتألق في التصدي لانفرادة الفرنسي كيفن جاميرو.
4- دور هام لأسينسيو ولوكاس فاسكيز:-
إذا كان خط الوسط للريال قد تألق في الشوط الأول بقيادة مودريتش وإيسكو، فإن الأمر تغير بعد ظهور أسينسيو وفاسكيز في الشوط الثاني ليقودا المرينجي إلى صناعة الفارق ليزيد من غلته التهديفية.
فزيدان حمى إيسكو من الطرد واستبدله بأسينسيو الذي أعطى مزيدا من السرعة لكرة القدم المباشرة التي يطبقها الفريق الملكي.
أما لوكاس فنزل بعد تسجيل الهدف الثاني كبديل لكريم بنزيمة، بهدف قتل اللقاء، وبالفعل نجح في التوغل في عمق المنطقة حتى اقترب من الخط وأعطى التمريرة الحاسمة التي ساهمت في إنهاء كريستيانو لليلته الساحرة بهدف ثالث.
5- مودريتش يتولى القيادة:-
كان بعيدا عن مستواه، الذي شهد تراجعا مقلقا في أهم أوقات الموسم لريال مدريد، لكنه عاد مرة أخرى ليقترب من أدائه المعهود في آخر مباراتين للفريق، قبل أن يؤكد في نصف النهائي الأوروبي استعادته لكامل لياقته بعد المستوى الرائع الذي قدمه.
مودريتش كان حاسما في نسبة التمريرات الصائبة، 78 من أصل 83 تمريرة، مدهشا في قرائته للملعب وفي تحركاته بكلتا قدميه ليخترق دوما خطوط المنافس، مقدما طريقة للعب كرة القدم استمتع بها جميع زملائه.
كراته الست التي استعادها من المنافس تظهر الشخصية التي فرضها في فريقه الذي كان متحدا على بذل الجهد طوال اللقاء ليخرج بثمار الانتصار العريض، الذي فتح له الأبواب لخوض النهائي الأوروبي الثاني له تواليا.