خلف أسوار قيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان… قلعة البيلفام المُخيفة..رئيس الأركان: مستعدون لشراء السلاح من الشيطان.. مساواة كاملة بين الرجال والنساء في الجيش

خلف أسوار قيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان… قلعة البيلفام المُخيفة… من حلم القوة إلى كابوس الانفصال
رئيس الأركان: مستعدون لشراء السلاح من الشيطان… وهناك في الجيش من يدعم الانفصال
مساواة كاملة بين الرجال والنساء في الجيش… وعدالة في توزيع المؤن والمناصب على القبائل

جوبا – رفيدة ياسين

كثيراً ما سمع الناس عن قوة «الجيش الشعبي لتحرير السودان»، بعدما خاض واحدة من أطول الحروب في القارة السمراء، تلك التي استمرت أكثر من عقدين، وكان ضحاياها أكثر من مليوني شخص، وأنهاها اتفاق السلام بين الشمال والجنوب «نيفاشا» عام 2005. «الجريدة» دخلت الأسوار «الوعرة» لقيادة هذا الجيش لتحاور رئيس أركانه، وتستطلع أعداد الجنود والعقيدة القتالية والتسليح والميزانية السنوية ومصادر التمويل.

يسمع الناس الكثير من الأساطير عن قوة ‘الجيش الشعبي لتحرير السودان’، دون أن يعرف أحد كم تبلغ أعداد جنوده ووحداته ونوعية السلاح المزود به، وكيفية تدريبه والجهات التي تدعمه ومدى جاهزيته للسيناريوهات المقبلة للتعامل مع العالم كجيش لدولة مستقلة.
كل هذه الأسرار ظلت حبيسة ذلك المبنى المخيف ‘البيلفام’، مقر قيادة الجيش الشعبي الذي استطعت أن أجد فرصة لدخوله خلال زيارة للعاصمة الجنوبية ‘جوبا’، فعرفت كيف أصبح الطريق إلى أسوار ‘البيلفام’ وعراً إلى هذا الحد.
تبددت هذه الأسئلة وأنا في الطريق إلى لقاء رئيس هيئة أركان الجيش جيمس ووث شيئا فشيئا، في مكتبه الكائن داخل مقر القيادة العامة للجيش في قلعة ‘البيلفام’ الشهيرة، التي سيكون من واجبها أن تحمي شعباً وكياناً قد يُعلن انفصاله بعد أسابيع قليلة، اعتماداً على رجال في هذا المبنى، الذي بدا كل شيء فيه على ما يرام.
عبر الهاتف وافق الفريق أول جيمس ووث على رغبتي في إجراء حوار صحافي معه، بعد إلحاح، وفي تمام الثامنة صباح اليوم التالي لتلك المكالمة، عبرنا أمام مبنى ‘نيو سايد’، وهو جزء من القيادة العامة للجيش والمخابرات العسكرية، لكن عدداً كبيراً من الجنود استوقفوا سيارتنا شاهرين أسلحتهم، لأننا اقتربنا من منطقة عسكرية، بعضهم سألنا بالعربية الدارجة في جوبا، وبالإنكليزية أيضاً عن الهويات، وجهة الإصدار وإلى أين نحن ذاهبون، حاولت حسم كل هذه التساؤلات بإبلاغهم أنني على موعد مع ووث، فهدأت قليلا نبرة الحدة التي بدأوا الحديث بها، على اعتبار أنني ذاهبة للقاء الرجل الأول في الجيش، فأخبروني أنه لم يصل بعد، وطلبوا مني إثبات الشخصية، لكن بطاقتي الصحافية لم تكن كافية بالنسبة إليهم فأعطيتهم جواز سفري. وما إن أخرجته إلا وبدا الانزعاج على ملامح الرجل الذي كان يحدثني، عندما عرف أنني سودانية، وشمالية تعمل في الصحافة أيضاً، رفض الرجل أن يفتح لي الأبواب للدخول، طالباً بأن أتصل بووث شخصياً ليبلغه أنني على موعد معه، حين فعلت ما طلب تعامل مع دخولي باعتباره أمرا من قائده، لكنه طلب مني الانتظار في الخارج لحين وصول الرجل، بقيت حوالي عشرين دقيقة أمام المبنى، رأيت خلالها صفوف العساكر الصغار تدخل المبنى والطريقة البدائية التي يتم تفتيشهم بها.
الجميع في ‘البيلفام’ يرتدون جاكيت طويلاً أو ‘بالطو’ من الجلد الأسود والأخضر، حماية لهم من زخات المطر الذي يتساقط بين الحين والآخر، حاولت مراقبة المبنى الذي أصبحت مساحته كبيرة جدا، لدرجة أن نظري لم يستطع تحديد نهايته، الأسوار العالية جعلته يبدو أمامي قلعة كبيرة منيعة الحصون، رؤيتها تُدخل الرهبة والخوف في النفس، من اكتشاف ما خلفها.

خلف الأسوار

تصافح عيناك أولاً تمثالاً كبيراً لزعيم ‘الحركة الشعبية لتحرير السودان’ الراحل جون قرنق، مرتدياً زيه العسكري، رافعاً يده بإشارة الانطلاق، هذا التمثال يعد رمزاً ومعلماً روحياً للعساكر في الجيش الشعبي، لكن المفاجأة تمثلت في وجود عدد كبير جداً من النساء على شكل مجموعات يتدربن داخل المكان، هذه المشاهد جعلتني- دون أن أشعر- أخرج الكاميرا وأنا داخل السيارة التي تعبر بي داخل المبنى المهيب، ولكن فوجئت بالجنود يتجمعون بأعداد كبيرة حول السيارة، مُحذرين من عدم استخدام الكاميرا مرة أخرى في المكان ووعدتهم بذلك، كانت المسافة من الباب إلى المكتب الذي أقصده بعيدة جدا، لدرجة أنه لا يمكن الوصول إليها سيراً على الأقدام.

عدالة ومساواة

أمام مكتب ووث الكبير كانت مجموعات كبيرة من النحل تحلق بالقرب من المكان قبل أن تلدغ بخفة، أصابني طنينها بنوع خاص من التوتر، لكن الترحاب الذي استقبلني به الرجل شجعني لأبدأ حواري معه الذي استمر قرابة الساعة، واجهته فيه بكل ما يدور من تساؤلات حول العقيدة القتالية للجيش الشعبي والتسليح والميزانية السنوية ومصادر التمويل وعدد المعتقلين في سجون الجيش الشعبي وعدد النساء وكيفية إصدار العقاب بحق المارقين، إضافة إلى كيفية توزيع الأجور والمؤن.
جاءت ردوده واضحة بعض الشيء في بعض التساؤلات، لكنها لم تخل من المراوغة في أغلبها، كشف ووث أن ميزانية الجيش الشعبي تبلغ حوالي 40 في المئة من الميزانية السنوية لحكومة الجنوب، معترفاً بتزويد الجيش بالسلاح بكميات كبيرة في الفترة الأخيرة، دون أن يوضح الجهات التي جاءت منها، مكتفياً بالقول إن الجيش الشعبي على استعداد لشراء السلاح ولو من الشيطان.
وأوضح رئيس هيئة الأركان أن العقيدة القتالية للجيش الشعبي ليست واحدة، مشيراً إلى أن هناك من يعتقد في الانفصال، لكنه حاول أن يؤكد أن هناك عدالة في توزيع المؤن الغذائية والتسليح العسكري وسط قوات الجيش الشعبي، نافياً ما يتردد بأنه يتم وفقاً للتكوين الهيكلي القيادي والقبلي، وأشار إلى وجود عدد كبير من النساء في الجيش الشعبي لم يكشف عن أعدادهن، مشدداً في ذات الوقت على أنهن على قدم المساواة مع الرجال ثواباً وعقاباً.
وعن الأعداد الحالية والأرقام الحقيقية للجيش الشعبي رفض ووث أيضا التعليق، مكتفياً بأنها كبيرة جداً دون تحديدها، علماً أن الجميع يعرف أنها تضاعفت عشرات المرات، وأنه تم تأهيل الكوادر عبر التدريب بأحدث الإمكانات في عدد من الدول.
ووفقاً لتقديرات غير رسمية بلغت أعداد الجيش الشعبي في عام 1986 حوالي 70 ألفاً، وفي عام 1989 ارتفعت إلى 100 ألف، أما عام 1991 فبلغت حوالي 150 ألفاً، لكن لم تتسرب أي أرقام حقيقية رسمية أو غير رسمية عن العدد الحالي للجيش الشعبي.
يرجع تاريخ تأسيس الجيش الشعبي إلى لحظة انتخاب العقيد جون قرنق في أغسطس 1983 رئيساً للحركة الشعبية وقائداً عاماً للجيش الشعبي، بعدها تم تعيينه رئيساً وقائداً للجيش الشعبي لتحرير السودان، وعلى الرغم من أنه ينتمي إلى واحدة من أكبر القبائل في الجنوب هي قبيلة الدينكا، فإنه كان حريصاً على تنويع الأصول القبلية لقواد جيشه، فالرئيس الحالي لهيئة أركان الجيش الشعبي هو ووث، وهو ينتمي إلى قبيلة النوير، ثاني أكبر قبيلة في الجنوب، كان يسبقه في تولي المنصب الفريق أول وياي دينق المنتمي إلى قبيلة ‘الشُلك’، وهو لم يحرز أي نجاح في انتخابات حكومة الجنوب الأخيرة التي اجريت في أبريل الماضي.

الجريدة

[ALIGN=CENTER]

تمثال جون قرنق داخل مقر قيادة «الجيش الشعبي لتحرير السودان»[/ALIGN]

تعليق واحد

  1. قوة ايه واسطورة ايه واين سمعتي بذلك وعندما وقعت الحوكومة نيفاشا كان الجيش الشني في اضعف حالاته ولم يكن يحتل اي مدينة مهمة لكن انتن صحفيات اخر ذمن الواحده تروح جوبا وتجي تكتب عن سلفا او باقان او ووث بكل اعجاب وتعتبر ذلك سبق صحفي استحين يا اشباه الصحفيات

  2. يا بتي إنت دخلت مثلث برمودا ولا جالست الغول؟؟ خوفتينا بالجد!!!!
    فى مثل بيقول : "تسمع بالمعيدي خير من أن تراه" وخاصة عندما تكون الصورة هلامية، والكضب حبله قصير..

  3. قلعة البيلفام المُخيفة ياجماعة بلاش نستخدم الاسماء الكبيرة دى يعنى البنتقون على الفكر الجنوبى الجنوبين راس مالهم كل كاس بعد المغرب مهما علا منصبهم وين الفرق بين الحركة والجيش الحالى كلهم حشرة تمص دم واموال الجنوب ربنا يرحم العقيد عبد المنعم ابو الرجال وشمس الدين شيال التقيل ومرق الجيش الزبير تمساح الدميره وكثير من امثالهم مافى غيركم يا اهل الصحافة البكبر امثالهم ويعطيهم اكبر من حجمهم يعنى الجيش السودانى صفر بالنسبة ليهم والمفروض نشر كل شئ ويعنى ماننشر الدايرنو و الما دايرنو ما ينشر

  4. اين اللقاء الصحفى امحق صحفية يجب عليك فتح صالون مكياج وتسريح الشعر كما هو بادى على محياك

  5. نعتز ونفخر بالجيش الشعبي والذي يعتبر من اقوي الجيوش الثورية في افريقيا والشرق الوسط كفانا فخراً به انه حقق حلم الملايين بتحقيق مصيرنا وكفي انه جيش قومي وليس كالقوات المسلحة السودانية العنصرية (اغلبية الجنود من الهامش والعكس صحيح الظباط من الشمال) الآن الجيش الشعبي له من القوي تجعله يحلم بل يسعي لدخول الخرطوم نهاراً____________والسواي ماحداث.God bless SPLA

  6. ما هي حصيلة اللقاء الذي استمر قرابة الساعه ؟ بضع اسطر بلا معلومات مفيده؟ كل ما سبق اللقاء عباره عن سرد لما ترينه ولكن اين اللقاء

  7. "… قلعة البيلفام المُخيفة…" البسمع كلامك ده يا بنتي يقول إنت بتتكلمي عن قلعة للكونت دراكيولا أمير الظلام
    "الجميع في ‘البيلفام’ يرتدون جاكيت طويلاً أو ‘بالطو’ من الجلد الأسود والأخضر، حماية لهم من زخات المطر الذي" أهي دي العقيدة القتالية والجاهزية والتسليح والإستعدادات البتتكلمي عنها؟؟؟؟
    عموما إنت حاولتي والدور ده أولى أن يقوم به صحافيي السلطان والأبواق المأجورة بدلا عن النواح على البترول الضائع!!!

  8. يوم 16 مايو ميلاد
    العهد الذهبي انطلقت
    دانت مدفع بتشق في
    عنان الغابه مبروك
    للجيش الشعبي ولجيش
    الشعب برافو
    SPLA وي وي …………..

  9. قال مخيفة ياخى كما اتفاقيت السلام الغبية الادتم الجنوب وحتات ماكانو بيحلمو بيها كانو لسع مشتتين فى الغابات وما قادرين يخشو اى مدينة
    عاوزة تعمل بطولة البت الوهمية

  10. SPLA without USA zionists support =a paper tiger they are dreaming for long time let them try to insure their dream as at the end of the journey they will dream for the old situation and they will not achieve, only one strong rain all of zionist americans will scape from south , south of sudan without the north =zero, otherwise whymillions of southern stay in the north ? nothing but the nature of land since they are sudanese they have the right to live at anywhere in sudan but splm attracted them to south for bad intention wich will fall on the head of splm leaders but the normal southern citizens will stay the heart of sudan always on the head of their brothers in the north (No separation of one nation ) as all will see at the end of the attempt for the division of sudan
    إن الحركة الشعبية الجنوبية بدون الدعم الصهيوني الأمريكي لها تساوي نمر من ورق و هم يحاولون تحقيق حلم خبيث قديم بالإنفصال لكم هيهات سيصبحون في النهاية يحلمون بوضعهم القديم و لن يصلوا اليه مع احترامنا و تقديرنا للمواطن الجنوبي العادي و الذي عملت الحركة على جذبه للجنوب لنفس الهدف و نتساءل لماذا تواجد هذا العدد الكبير من الجنوبيين بالشمال أليست لأن طبيعة الرض بالشمال أفضل من الجنوب هذه هي الحقيقة و بالنسبة للأمركان الصهاينة فإن مطر إستوائي غزير واحد سيجعلهم يهربون خارجاً (لا إنفصال لجنوب السودان عن شماله في نهاية المطاف و لتذهب قيادة الحركة الإنفصالية الى الجحيم و سنرى كيف تكون نهايتهم البائسة في نهاية المطاف و بقاء السودان موحداً .

  11. يا خوانا ما تحقرو بالجيش الشعبي، كل الاموال الاستلمتها الحركه الشعبيه معظمها مشي للجيش، ناس اسحق بقولو فساد بس ما اعتقد، لو كده كان قياداتهم شالو قروش تاني من الحكومه ووحدو البلد، بس الناس دي عندها قضيه وعندها عدو بستعدوا ليهو، ما في داعي نستخف بيهم زي ما استخفينا بيهم زمان بسبب الاعلام السلبي، والنتيجه شربنا اكبر مقلب في التاريخ، خلونا صريحين ، عدا زمن الغباء

  12. الليلة يوم الرجال..الليلة يوم الرجال! سمعتوا بيها الجلالة دي.
    لمن يجي اليوم وده يوم الدواس. والدواس مابعرفوا الا الرجال..انحن مختلفين تماما مع الكيزان 3-0 لكن يازول هوي ماتتكلم في العسكرية السودانية..اكبر جيش نظامي قومي في افريقيا جنوب الصحراء.اكان ماعارفين اسألوا. عقيدته القتالية واضحة ومعلومة. قومي للنخاع برغم لغاويس الكيزان لكن فيه كل السودانيين من الشرق والغرب والوسط والشمال وكمان الجنوب لوماعارفين.
    بالمناسبه الاداكم الجنوب ياها سياسة ناس البشير وعلي عثمان ما الجيش لا اتهزم ولااستسلم حاشانا. مع انو عارفين كنا نحن بنحارب في امريكا ومسخايطها.اقول شنو بس السواي ماحداث قال الخرطوم قال!

  13. أن حكومة المشروع الحضارى الفاشل تذهب بعيدآ الى حيث الصين الشوعية التى تقمع الاقلية المسلمة عندها ولا تعطيهم كامل حقوق المواطنة .
    لذلك يجب ان لا نلوم الحركة الشعبية عندما تسعى لكسب اسباب القوة و المنعة حتى تتمكن من الدفاع عن الدولة الوليدة التى نتمنى لها الاستقرار و التطور وقالوا أن اردت السلام يجب ان تستعد للحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..