السودان وهيجاء الكراهية والبغضاء

بسم الله الرحمن الرحيم
لسنا في حاجة إلى أن نطيل البحث عن الأسباب التي أدت إلى إطالة وتيرة هذه الحرب المدمرة التي اشتعل أوارها قبل سبعة أشهر ونيف في عاصمة السودان, والتي حتما سوف تعيق هذا البلد المترامي الأطراف, على أن ينهض بعد انحطاط, أو يستيقظ بعد سكون طويل, هذه الحرب اليباب على اختلاف مشارب أصحابها, وتباين ارائهم, وتقاطع مواقفهم السياسية, أعادت السودان إلى دهر طويل من التقهقر والتخلف, والسودان مما لا شك فيه, يحتاج إلى أن يقطع كل ما بينه وبين التقهقر والتخلف من صلة, وأن يوثق صلاته بأسباب النهضة والتحضر, وفي الحق أن هذه الحرب الطاحنة التي سوف نتحدث عن قيمتها وعن نتائجها في هذا المقال والمقال الذي يليه, ليست وليدة اليوم ولا الأمس, إنما مضى عليها عشرات السنين, ونحن إذا ابتغينا الإنصاف في زعمنا هذا, نقول في ثقة واعتداد, أن هذه الهيجاء مضى عليها أكثر من قرن, نعم سادتي لم تخمد نار هذه الحرب منذ أكثر من قرن, بل كانت تزداد في كل يوم قوة وضراوة حتى وصلت إلى هذه الصورة الفجة والمقيتة التي نشاهدها اليوم.
من السهل علينا أن نزعم أن حرب السودان التي مضى عليها أكثر من قرن, لم تكن السياسة وحدها هي من تتحيل اجتذابها واشعال فتيلها, كلا,فبعيدا عن الأوهام, وتنميق الألفاظ, كما يقول عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين, نستطيع أن نعترف بأن من أهم أسباب قيام هذه الحرب هي العاطفة والشعور, ولعل من المعقول أن نسأل في رتابة عن سر هذه الكراهية والبغضاء بين مكونات الشعب السوداني,فطبقات الشعب السوداني على اختلافها ترزح تحت نير ضغائن وأحقاد كثيرة ومعقدة, بعضها أتحفنا بها التاريخ القريب, وأخرى جاءت من خطل الساسة الذين في العادة يجيدون العزف على أوتار المنفعة والتقريب, وبحكم الطبيعة الاجتماعية لتلك القبائل التي تسعى لخلق وشائج مع الواجهة السياسية, تذعن هذه القبائل سواء قلت أو كثرت, لتوجيهات أرباب الحكم والتشريع, ومما لا يند عن ذهن, أو يلتوي على خاطر, أن تلك القبائل قد تكلفت نظير هذه الكراهية أهوالا وضروبا من العناء, وأطيافا وألوانا من الشدة, لقد هيمنت هذه الكراهية على جميع فروع الحياة حتى شملت الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية, وبقيت أسباب هذه الكراهية والبغضاء دائمة موفورة وجذعة في حنايا القبائل والإدارات الأهلية التي تعمل على تأجيجها حتى تمتد وتستطيل, زعماء القبائل والساسة الذين لا ينزلون كل القبائل في منزلة واحدة, هم من أغرقوا الشعب السوداني في هذا المستنقع الآسن, ومن نافلة القول أن نشير إلى بعض الحكومات التي أسهمت في تأطير القبلية, وأجادت في سبك نظمها,وبلورةشخصيتها , وتعد حكومة الإنقاذ الوطني التي ظلت قابضة على أعنة الحكم لثلاثة عقود, هي أفضل دليل نستطيع أن نقدمه في طرحنا المتعجل هذا, نحن لا نستطيع أن نجيب بنفي أو إثبات عن مدى تورط الساسة في تعكير صفو النظام الاجتماعي على مدار تاريخنا الحديث والمعاصر, ولكننا نقر بقبول وتماهي بعض القبائل مع النظم السياسية التي تعاقبت على حكم السودان, سواء كانت هذه النظم السياسية معتدلة أو متطرفة, فقد تجاوبت معها هذه القبائل حتى تحتفظ بكينونة القبيلة قوية صلبة, ولعل من الحيف الذي لا يضاهيه حيف, والاعتساف الذي لا يماثله اعتساف, أن نمضي مسرعين في تهمنا التي نكيلها ضد الساسة, وضد زعماء العشائر, والإدارات الأهلية, دون أن نعضد تهمنا تلك بالبراهين الساطعة, والأدلة الدامغة, ولكن من خلال معرفتنا بطبائع شرقنا العربي والأفريقي, ومن درايتنا بالمبادئ والحقائق المؤيدة بالبرهان, لنا أن نجزم بأن صولجان الحكم يسعى دوما لحشد القبائل وأعيانها وضمهم تحت ساحته, والقبائل بدورها يسعدها هذا التقارب فهي تطمح أن ترتقي بتضافرها وتضامنها مع الرتب الرفيعة وأصحاب المجد والسؤدد, وتظهر هذه القبائل سرورها بهذه الروابط مع أهل السلطة دون حياء أو خجل. هذه العرى بين السلطة والقبائل صحيحة إذن, وعلى مدار التاريخ اندفعت معظم القبائل إن لم تكن كلها, اندفعت متجاوبة أو رافضة,اندفاعا لا حد له مع النظم السياسية, حتى أصبحت المنافع المادية هي الحالة الروحية التي نعبر عنها من أجل نصرة القبيلة, وهي الغاية التي يشاد عليها عمران الأصول في السودان, أما الوطنية والهيام بها, والحرص عليها, فليس لها في أفئدتنا نصيب وافر.
إن وتيرة الرقي في أرض النيلين بعد أن تضع هذه الحرب أوزارها, ستكون بطيئة شديدة البطء, وسيكون الانصهار مع بوتقة القبيلة, قائما على أساس منيع يضمن له البقاء والتجدد, فالعصبية التي ما هي إلا أثرا من آثار القبلية والتي تعد من أهم مقومات نظامنا الاجتماعي في السودان, ستظل على أقل تقدير محتفظة بقوالبها التي ستكون لها عواقب شديدة الخطر, خاصة بين أوساط تلك القبائل المنضوية تحت لواء قوات الدعم السريع, فهذه القبائل عصبيتها لا تخمد أو تزول, والذي آراه أن هذه العصبية وإن كانت متأصلة في كل قبائل الشرق والشمال والوسط, فهي متجذرة في قبائل غرب السودان, وفي حياة شعوبها الواقعة تحت سيطرة هذه الحمية, ومما لا ظن فيه أو جدال, أن السودان ذلك الوطن الذي تركض فيه المصائب, وتتسابق إليه النكبات, سيحتاج إلى وقت طويل حتى تكف العصبية عن نفث حممها في بواديه.
د. الطيب النقر
كلام والسلام !! مثل اي كوز متنطع الطيب عبد الرازق النقر يتحدث عن اي موضوع لا يقول شيئاً ..
المقال عن الحرب السودانية التي دامت عقودأً ولم يفتح الله عليه بكلمة عن قضف طيران القري بالانتينوف وحرقها ولا مذابح ومجازر الجنوب ولا الحملات الجهادية علي النيل الازرق ودارفور .. اكسح امسح ما تجيبو حي ومادايرين اعباء ادارية … ومقولة انس عمر : “الطلقة غالية يا اخوانا ﻣﺎﺗﺨﺴﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺯﻭﻝ ﻃﻠﻘﺔ ﺍﻟﻄﻠﻘﺔ ﺑﻲ ﺳﺒﻌﺔ ﺟﻨﻴﺔ ﻳﺎﻧﺎﺱ ﺍﻟﻄﻠﻘﺔ ﺍﻏﻠﻰ ﻣﻨﻮ … خلوهم للصقور” !!
ولكن لم التعجب فهذا هو نفس الكوز الطيب عبد الرازق النقر الذي نشر مقالاً في نوفمبر 2019 بعد سقوط نظامهم الدموي تحدث فيه وبكل صفاقة الكوز المتنطع عن “المنظومة الخالفة ”
https://sudaneseonline.com/board/500/msg/المنظومة-الخالفة…الطيب-النقر-1574882692.html
فتأمل !!
اللهم لا ترفع للكيزان ومن شايعهم راية ولا تحقق
لهم غاية واجعلهم للعالمين عبرة وآية يارب العالمين
الاستاذ المجمر
مع خالص التقدير.
بعض النظر عن ماضي الدكتور او ما كتبه مسبقا، اراني لا اتفق معك وبالضرورة الإختلاف حق، ان ما كتبه دكيور النقر هذه المرة حديث مرتب ووضح بليانه الطثير من العلل والامراض المزمنة او المتوطنة في بلد مزقته حرب السبعين عاما عجاف.
لا اظنك تخالفه الراي في ان التعصب القبلي والجهوي هو آفة الافات التي ظلت ملازمة حنى كادت ان تكون متلازمة.قد يكون هناك نقاط تجاهلها او عنيٌ على عدم ادراجها تبعا لقناعاته واكن في النهاية موضوع غاية في الأهمية ويجب البحق في تلك العلل
ولك وللدكتور تقديري
المقال في جهة و تعليقك في جهة أخري + الفجور في الخصومة ما حبابو كاتب المقال يتحدث عن العصبية القبلية و انت طوالي نطيت في الاسطوانة المشروخة كيزان و فلول.
يا مهند المجمر هل مجازر الجزيرة أبا و ودنوباوي و بيت الضيافة و عنبر جودة ( في عهد ديمقراطي) و قطر الضعين ضد الدينكا الذين تم حرقهم احياء ( في عهد ديمقراطي) هل المجازر دي تمت تحت مسمي الجهاد و الكيزان و خزعبلات دولة 56 ؟
الأوطان لا تنهض بالاحقاد و الفجور في الخصومة السياسية.
يا ابا عزو مبلغ علمي ان مجزرة الجزيرة ابا ومقتلة ود نوباوي تمت ليس في عهد ديمقراطي انما بتدبير من نظام السفاج جعفر نميري الدكاتوري العسكري ..
و مذبحة الضعين لم تقم بها الدولة الديمقراطية ولا جيشها ولا سلاح طيرانها …
وفي المقابل تم اعلان الجهاد علي مواطني السودان في جنوب السودان والنيل الازرق وجبال النوبة باعتبارهم كفار وتم قصفهم وجرق قراهم حتي الكوز السابق داؤود يحي بولاد عندما تمرد علي اخوانه في الله كتبت عنه آخر لحظة صحيفة الاتجاه الاسلامي انه ليس الصليب ومزق القرآن وعند اسره تم تعذيبة ككافر مرتد عن مله الاسلام وقتل تحت التعذيب !!
ثلاثة عقود يا ابا عزو من المجازر والمذابح اوصلت البلاد الي اعتاب تهمة الابادة الجماعية في المحاكم الدولية ومزقت وفتت البلاد الي دولتين !! وكوز المنظومة الخالفة النقر لا يزال يتذاكي ويحاول بكل غباء الكوز المعروف اعادة تدوير نفاياته الفاسدة !!
اتفق تماماً مع مهند الامين مجمر في اهمية فضح وتعرية كل كوز متخفي يحاول وبكل خبث الظهور بثوب المحلل المحايد … الطيب عبد الرازق النقر لو بطل التدليس والدغمسة لكان ذلك افضل من التخفي وعدم الامانة الادبية والاخلاقية … قول انا امثل الحركة الاسلامية وهذه هي منطلقاتي الفكرية تنال علي الاقل تقديرنا لشجاعتك في ظروف محنة الكيزان الحالية ولكن ان تتخفي وتتذاكي وتنكر تنظيمك فهذا عيب اختشي ايها الشيخ الفاشخ الجالخ كما لا حظ احد المعلقين بمقارنة صورتك الحالية بصورك المنتشرة في الاسافير !!
اختشي !!
تصحيح رابط مقال المنظومة الخالفة:
https://sudaneseonline.com/board/500/msg/المنظومة-الخالفة…الطيب-النقر-1574882692.html
مقال الطيب النقر في سودانيز اونلاين رابط قوقل :
https://www.google.de/search?q=sudaneseonline+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D9%85%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A9…%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%B1&sca_esv=597300995&ei=SAafZaC5CPaahbIP2rWp2AM&ved=0ahUKEwig_eis3NODAxV2TUEAHdpaCjsQ4dUDCBE&uact=5&oq=sudaneseonline+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D9%85%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A9…%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%B1&gs_lp=Egxnd3Mtd2l6LXNlcnAiRnN1ZGFuZXNlb25saW5lINin2YTZhdmG2LjZiNmF2Kkg2KfZhNiu2KfZhNmB2KkuLi7Yp9mE2LfZitioINin2YTZhtmC2LEyCBAAGIAEGKIEMggQABiABBiiBDIIEAAYgAQYogQyCBAAGIAEGKIESJJJUPsgWMZBcAF4AJABAJgBiAGgAd8MqgEDOC44uAEDyAEA-AEBwgIIEAAYiQUYogTiAwQYACBBiAYB&sclient=gws-wiz-serp
هذا الكوز “القرادة” حاله حال كل الطفيليين الفسدة السفلة من تربية حاج نور يرهف بما لا يعرف ويعتقد جزافا أن كل ما ينشر له يصلح كمادة تفيد إنسان السودان الذي أذاقه الملعون كرتي وثلته ويلات الحرب من تقتيل وتشريد ونهب واعتصاب. لعنة الله على كل الكيزان الملاعين، إخوان الشياطين، وعجل الله بهلاكهم وجعل جهنم مثواهم.
ما غرض هذا الكوز من نشر كل هذه “المقالات”؟ هل هذفه تشتيت أنظارنا عما تقترفه مليشياتهم في حق أهلنا الطيبين؟ أتعجب لمثل هذا النوع الأناني الفاسد من البشر الذي يخاف الله في حق الآخرين. وا خسارة الدكتوراه فيه وفي أمثاله من الكيزان الذين ابتعثوا بأموال أهلنا الطيبين وعرق جبينهم.
مقال عنصري بامتياز و يصب في اذكاء نار القبلية و لكن بصورة خفية
و حتى يكون كلامي مدعما , اقرأ ما كتبه كاتب المقال اعلاه ( فالعصبية التي ما هي إلا أثرا من آثار القبلية والتي تعد من أهم مقومات نظامنا الاجتماعي في السودان, ستظل على أقل تقدير محتفظة بقوالبها التي ستكون لها عواقب شديدة الخطر, خاصة بين أوساط تلك القبائل المنضوية تحت لواء قوات الدعم السريع, فهذه القبائل عصبيتها لا تخمد أو تزول, والذي آراه أن هذه العصبية وإن كانت متأصلة في كل قبائل الشرق والشمال والوسط, فهي متجذرة في قبائل غرب السودان, وفي حياة شعوبها الواقعة تحت سيطرة هذه الحمية, )
كاتب المقال لفرط عنصريته اصر حتى في الحديث عن مرض القبلية ان يجعل اسوأها في عرب البلاد !!!
شخص عنصري حتى عندما يتحدث عن العنصرية , نسال الله العافية و السلامة
أعتقد ان ما تقياء به هذا الدعى من هراء هو جزء من حمله اخوان الشيطان التى ترمى الى صرف الانظار عن جرائمهم التى ارتكبوها فى حق الوطن والمواطن بعد أن فشلت نظريه المؤامره التى كانت تهدف الى الرمى باللأمه على أطراف خارجيه بأشعال هذه الحرب ، ذهبت إدعاءاتهم فى هذا صدد هبائاً منثورا ، فكان لابد من أنتاج سيناريو أخر يكون كقميص عثمان تعلق عليه جبهه الشيطان إفترائتها وكذبها، فكانت الحبكة الجديده هى القبليه. لترمى باللوم هذه المره على هذا الشكل من اشكال الانتماء كسبب لما لحق بالسودان من كوارث وحروب. وهو لعمرى ادعاء كذوب يخجل منه من لم ينل من العلم نصيب ولكنه النهج الكيزانى الخبيث فى فبركه الاحداث وتدليس الحقائق هرباً من تحمل تبعات جرائمهم البشعه التى ارتكبوها ومازالوا فى حق هذا الوطن
وبدون الرجوع الى تاريخ السودان الضارب بأطنابه فى جذور الإنتماء القبلى دون أن تكون هناك حرب أهليه من شاكلة هذه الحرب التى فجر فتيلها وأجج إوارها إخوان الشيطان
ودون تنميق وتذويق للكلام (كما ذكر هذا الشئ) فى مقاله
فأن القاصي والدانى اصبح على يقين مدلل عليه بالبراهين وبأعترافات مسجله من سواقط وجرذان الكيزان بأن هذه الحرب هى من صنيعهم وقد خططوا ودبروا لها منذ أن تولى المجرم البرهان زمام الامر فى غفله من ذوى الشأن السياسي، حتى اذا كان شهر رمضان اصبحوا يجاهرون بها علناً على مسمع ومرأى من دميتهم الذى مهد لهم الطريق
فما شأن القبيله هنا؟؟؟؟ مالم تكن تقصد قبيله تيوس الكيزان على كرتى واسامه وقوش وهارون وتوابعهم من بيادق الخشب فى اللجنه الامنيه .
فى القريب العاجل أنت وأمثالك من سواقط جبهه الكيزان سيكون مصيركم مزبله التاريخ اما السودان فسيتعافى وسينهض بكل مكوناته القبليه والإثنيه والعرقيه التى ستكون مصدر وقوه دافعه للتنميه الأقتصاديه والتسامح والتعايش السلمى وسيكون هذا التنوع مصدر الهام ثقافى ينتج من الفنون والادب ما يثرى حضارة السودان.
😎 الدكتوركوز النقر لا شك يعلم ان ادبيات الكيزان لها هدف اوحد و نهائي اللا وهو استاذية العالم بعد السيطرة عليه بواسطة قبيلة الاسلام التي كما ذكر نبي الاسلام يجب ان يكون حليفتها و رأسها قرشي و الا كانت باطلة 😳
لا تلم قبائل امارة سودانستان الذين لم يفعلوا شيئًا اكثر من أتباعهم لدين الله جلا وعلا 😳😳
بين -القبيلة- و-الدولة-.
طارق حجي
(Tarek Heggy)
“سوسيولوجيا قبائل الجزيرة العربية” هي كلمةُ السرِ بالنسبةِ للشخصيةِ والذهنيةِ العربيةِ . وحتى نتمثل الملامح التاريخية لهذه الشخصية ولتلك الذهنية فإن علينا محاولة تخيل شكل ووضع الحياة في القسم الشرقي/ الداخلي من الجزيرة العربية خلال القرون العشرين الماضية . ولكن لماذا شرق (وليس غرب) الجزيرة العربية ؟ … سأتطرق لذلك بعد كلمة بانورامية عن المعالم التاريخية للشخصية والذهنية المتعلقة بأبناء قبائل شرق الجزيرة العربية وبالتحديد “قبائل الداخل” وليس قبائل الساحل .
كانت القبائلُ العربية التي عاشت خلال القرون العشرين الماضية في شرق الجزيرة العربية (وأكررُ قبائل الداخل وليس قبائل الساحل) تعيش عيشة رعوية أي غير حضارية وكان إنتقالُها يتعلق أساساً بالماء والكلأ . وهو ما شكل خلفية عدة أمور : ففكرة العربي المنتمي لقبائل الداخل في الجزء الشرقي للجزيرة العربية عن الولاء والموضوعية والحياد هي أفكار لا يمكن النظر إليها بمعزل عن سوسيولجيا القبيلة البدوية العربية التي كانت تنتقل بحثاً عن الماء والكلأ في داخل القسم الشرقي من الجزيرة العربية . الولاء هو لشيخ القبيلة وبالتالي فإن الموضوعية مستبعدة والحياد صنو الخيانة !! .
وكما قال الناقد المصري الكبير جلال العشري في كتابٍ أفرده كليةً لإبداع العرب, فإن الشكل الوحيد للإبداع الذي تألق فيه العربُ هو الشعر. فهم لم ينتجوا إلا الشعر وذلك لأسباب ليس هذا موضع تناولها وإنما الواقع أن العرب لم ينتجوا مسرحاً أو قصصاً أو روايات أو ملاحم أو موسيقى أو أي شكل من أشكال الإبداع التي عرفها اليونانيون ومن قبلهم المصريون والسوماريون .
وأظن أنني لا أبتعد عن الحقيقة إذ أقول أن الشعرَ العربي الذي أنتجه شعراءٌ من مناطق الداخل في القسم الشرقي من الجزيرة العربية هو مرآةٌ تعكس المجموعة القيمية لإنسان قبائل تلك المنطقة ومبادئه وإنشغالاته ومعالم تفكيره وسلوكه . وكل ما يعكسه الشعرُ العربي لشعراء الداخل من المنطقة الشرقية للجزيرة العربية لم يتغير على مر الزمان . فقصيدةٌ بالفصحى منذ أكثر من عشرة قرون لشاعر من نجد تعكس كل المجموعة القيمية والنظرة للحياة وللآخر التي بقصيدة بالعامية (أي بما يسمى بالشعر النبطي) لشاعر من نجد يعيش الآن في هذا الزمان . فمعظم قصائد القديم والحديث من شعر هذه المنطقة يدق الطبول لنغمة الفخر والخيلاء ورفع الرأس فوق باقي الرؤوس والإنفة (ومنها أسماء “نايف ونوف ونواف”) ناهيك عن أنهم يهزمون ولا يهزمون ولا ينحنون ولا يسألون وأنهم على الجميع يتفوقون (!!!) . تلك هي خلاصة الرسالة التي تحاول آلاف القصائد التي قالها شعراءٌ من نجد أو من الإحساء أو من القصيم أو من الهفوف أن يعبروا عنها منذ أن أصبحت اللغةُ العربية على ما هي عليه الآن (نسبياً) وحتى هذه اللحظة . وهذه النظرة للحياة التي يعكسها شعر هذه المنطقة هو ترجمة نهائية لسوسيولوجيا قبائل هذه المنطقة .
ولكن لماذا التركيز على مناطق الداخل في شرق الجزيرة العربية دون مناطق الساحل الشرقية ومناطق الحجاز ؟ الجواب ببساطة لأن هذه المنطقة (مناطق الداخل في شرق الجزيرة العربية) هى التي صاغت الطرح الإسلامي أو الفهم الإسلامي الذي يسميه الدارسون بالفهم الوهابي للإسلام والذي أنفقت المملكة العربية السعودية على ترويجه ونشره خلال نصف القرن الأخير مئات المليارات بعد أن تأثر بشكل أو بآخر بثلاث مؤثرات خارجية هى : فكر أبي الأعلى المودودي وفكر سيد قطب والمدرسة السرورية التي جاء بها الإخوان المسلمون السوريون , ولكنها مؤشرات لم تغير جوهر الفهم الوهابي للإسلام وإنما دعمته وقوته نظراً لبساطة فكر محمد بن عبد الوهاب مقارنة بأياً من المدرسة المودودية أو القطبية أو السرورية .
وهذه الذهنية (ذهنية القبلية العربية في المناطق الداخلية في شرق الجزيرة العربية) هى الذهنية التي جلست على مقعد القيادة في الحياة العقلية أو الذهنية في المجتمعات العربية والإسلامية بعد إخفاقات المرحلة الليبرالية وحقبة الإشتراكية المندمجة بالقومية العربية .إلا أن تأثر المجتمعات الإسلامية والعربية بتلك الذهنية القبلية العربية الصحراوية التي نبتت بين كثبان الرمال في المناطق الشرقية الداخلية بشرق الجزيرة العربية إنما تتفاوت وتختلف من مجتمع لآخر بحسب خلفياته التاريخية والحضارية والثقافية وبسبب ظروفه السياسية والسوسيوإقتصادية . فبينما كان التركيز شديداً في داخل الجزيرة العربية فإنه كان أقل نسبياً في مدن سواحل الجزيرة العربية كما كان التأثير أضعف نسبياً بمجتمعات ذات نصيب أوفر من الجزيرة العربية من التاريخ والحضارة والثقافة مثل المغرب ومصر وسوريا والعراق والهند . ولكن تبقى هذه الذهنية العربية البدوية الصحراوية الداخلية والتي يعبر عنها الشعرُ الذي أنتجته هذه المناطقُ هو أهم مفاتيح أو أدوات فهم الكثير من أشكال وطرق التفكير والأحكام الذائعة اليوم في العديد من المجتمعات العربية والإسلامية.
إن ذهنية القبيلة البدوية العربية الصحراوية الداخلية تحمل مفاهيماً تتناقض بالكلية مع مفاهيم الدولة العصرية . فالولاء لشيخ القبيلة شخصانياً بطبيعته بينما الولاء للدولة العصرية موضوعي أو أقرب للموضوعية . وفي القبيلة يكون الإلتزام برغبات وأقوال وتعليمات شيخ القبيلة هو البديل (الشخصاني مرة أخرى) لإلتزام المواطن العصري بالقواعد الدستورية والقانونية الرسمية في دولته . وحسب سوسيولوجيا ذهنية القبيلة (بمواصفات القبيلة المذكورة أكثر من مرة في هذا المقال) فإن “الآخر” يكون إما عدواً أو على الأقل “عدو يلزم الحياد” , أما في نظم الدولة المعاصرة فإن الآخر هو وجه طبيعي من أوجه تعددية الحياة ولا يوجد ربط ما بين “الآخر” وأي شكل من أشكال الرفض أو العداء . وفي بيئة قبلية من هذا النوع فإن الحديث عن أمور أو قيم مثل التعددية وقبول الآخر وممارسة النقد الذاتي وقبول النقد والإيمان الراسخ بعالمية وإنسانية المعرفة يكون أمراً مستحيلاً – وهى كلها من ثمار الدولة العصرية المتحضرة والمتقدمة . بل أن مفهوم “الإنسانية” يكون منتفياً في المجتمع القبلي .
وإذا إستعرنا من مفكر عظيم مثل إبن خلدون نظريته في التفرقة بين الحضر والبدو ، فإنه يكون من الممكن أن نقول أن الذهنية الإسلامية المعاصرة (وليس الإسلام) هى الإسلام كما فهمته وقدمته وروجت له خلال النصف قرن الأخير الذهنية العربية القبلية البدوية الصحراوية الداخلية . وإذا كانت جل المراكز والمدارس الإسلامية التي أنشئت في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا وآسيا غير الإسلامية وأيضاً في أفريقيا غير الإسلامية قد أنشئت بمبادرة وتمويل من جهات لا تمثل إلا هذه الذهنية (العربية القبلية البدوية الصحراوية الداخلية) فإنه لا يكون من العسير معرفة لماذا يبدو للعالم اليوم أن هناك صدام اً كبير اً بين البشرية والإسلام – والحقيقة أن الصدام هو بين البشرية وبين الإسلام الذي قدمته ومولته وروجت له هذه الذهنية والتي يم كن تسميتها بالذهنية النجدية .
ومن أخطر الأمور التي حدثت خلال العقود الخمسة الأخيرة أن الذهنية النجدية لم تقم فقط بإحتكار إنشاء المراكز والمدارس الإسلامية في شتى بقاع العالم , ولكن أخطبوطها مد أذرعه إلى الكثير من وسائل الإعلام في داخل وخارج المجتمعات العربية والإسلامية كما أنه في نفس الوقت قد مد أذرعه إلى مؤسسات دينية أخرى عريقة في بلدان مثل مصر وتونس والمغرب وسوريا فمحا عنها صفاتها الأصلية وأحل محلها الكثير من معالمه الذهنية . فبعد أن كنا نعرف من خطبة الجمعة في مصر أن المتحدث إما شافعي أو حنفي وكما كنا نعرف من خطبة الجمعة في المغرب أو تونس أن المتحدث مالكي , فقد صرنا نسمع قرع طبول حسب نوتة موسيقية واحدة هي النوتة الحمبلية بتوزيع موسيقي لإبن تيمية ولمحمد إبن عبد الوهاب .
رغم أن إبن حنبل هو أكثر فقهاء المسلمين عبودية للنص (أو للنقل) وإهمالاً للعقل (قبل أحمد بن حنبل عشرات الآلاف من الأحاديث على خلاف فقيه مثل أبي حنيفة) أما إبن تيمية فهو ثمرة طبيعية لزمانه : زمان تهاوي الدولة الإسلامية وسقوطها تحت سنابك خيول المغول والتتار – وهو لا يلام على فكره الذي كان مناسباً للحظ ت ة التاريخية وإنما يلام من أسس وا فقههم على رؤياه في زمان غير زمانه ومكان غير مكانه . وأخيراً ، فإن محمد بن عبد الوهاب ليس فقيهاً على الإطلاق وإنما داعية تياره (بالحزافير) معالم الذهنية النجدية التي يجب أن تفهم من خلال الكلمات التالية : ذهنية / قبلية / بدوية / صحراوية / داخلية . ولو لم يوجد البترول في هذه المناطق لبقت تلك الذهنية أسيرة جغرافيتها الطبيعية أي كثبان رمال نجد التي لم تنتج أي فكر أو فن تشكيلي أو موسيقى أو أدب روائي أو أدب قصصي و إنما إكتفت بإنتاج شعر موضوعه الوحيد الترويج لقيم القبيلة النجدية .