لو سمحتي

..
*لو سمحتي ماشه القنطرة ؟ سؤال برىء من طفل الحادية عشر لشخصي ،وانا اقف علي جانب الطريق ، اجبته نعم تفضل ، ليست القنطرة طريقي تماما ،ولكن يمكننا الاتفاق علي طريق وسط ،يقودك الى المواصلات،وانا الي منزلي ،ولكن خبرني الي اين انت ذاهب في هذه الساعه ،واذان المغرب لم يتبق له غير ساعة فقط ؟؟ثم يعم الارض الظلام مع (صعوبة شديدة في الحصول على مقعد او شماعة في بص الوالي او غيره ) ،نظر قليلا الي ثم خصني بقصة ذهابه يوميا ، في مثل هذه الساعه الى وسط الخرطوم والعودة ،بعدة صلاة العشاء.
*والدي ياسيدتي يعمل على طبلية قريبة من الشارع الرئيسي ، وانا اكبر اخوتي ،اذهب صباحا الى مدرستي ،اعود بعد الظهر استذكر دروسي ، واجمع اشيائي واذهب راجلا ،مايزيد على نصف ساعة،لاستغل المواصلات الي فلب الخرطوم ،افعل ذلك يوميا ، فانا اعمل على درداقه ،اجمع فيها (اكياس الفول والتسالي ) ،واسعد كثيرا بما يرزقني الله به ،اعود لامي وفي يدي ،بيض ولبن ودقيق .
* كان (….) يجلس في مقعد السيارة الخلفي ،ويتحدث بادب جم ، ووكلمات تسبق عمره الغض ،استرسل في وصف عمله ، الذي احبه جدا ، وكان وفق وصفه ،بوابة التواصل بينه وبعض الشباب ، الذين وصف اخلاقهم بالعاليه والحميدة ، شارحا لي ان العلاقة بينه وبينهم ، تمتد وتتسع يوميا ،يبادر هو لمشاركتهم افراحهم في اي مكان وهم طلاب العلم والمعرفة .
*حدثني وبلسان شاكر لله ثم لاصدقائه الطلاب ،انهم كثيرا ما يستقطعوا من مصروفهم اليومي بعض الجنيهات لاهدائها له ،ليعود لمنزله وفي يده ماتيسر للعشاء له ولاخوته او افطار الغد …..
*بادرته بالسؤال ..هل تسأل دائما ، احدهم،وانت في طريق المواصلات ان يقلك الي الخرطوم في طريقه ؟ رد بصوت عال ..لا لا افعل ذلك ابدا ، لاني اؤمن ان بعضهم (كعب ) ?قالها بنفس اللفظ ? لذلك لا ادخل في طلب توصيل هنا او هناك ،واعتمد على المواصلات والسير على قدمي .
*صمت (…..) لحظة ،ثم تابع حديثه ،وفضفض عن غضبه من سلطات المحليه ، التي تصادر درداقته ،يوما بعد يوم ، ولاتردها الا بعد دفع مبلغ (خمسون جنيها ) بالتمام والكمال ،مايجعله يجمع هذه الجنيهات ،من بيع الماء ليدفعها للمحلية، لتعود له درداقته !!!!!
* فاجاني بل باغتني بسؤال عاجل ….لماذا تاخذ المحليه (درداقتي ) وهي تعلم انها مصدر رزق اسرتي ؟ لماذا تردها لي مقابل المال ،وهي تعلم انها ستاخذها بعد يوم او اثنين ؟اين يذهب المبلغ الذي ادفعه لها ؟ لم يجد عندي اجابه ، فلقد تحولت بدوري الى سائل ،انتظر اجابه من المحليه التي تجمع الدرداقات وتعيدها وفق قانون( ادفع ..تستلم )ثم تسلم ….
*ايقنت تماما ان منهجية وخطط وزارة الرعايه الاجتماعيه ،ومجلس الطفوله ،وغيره من مؤسسات الدوله المعنيه بالطفل ،تحرث في البحر ،وتبدي اصرارا عجيبا ،في كشف حسابات حرثها من اجل الاطفال ، تتلوه على مسامعنا ،وهو خال من الانجاز تماما !!!!!!!
*قانون الطفل 2010 يحمل في طيات (امنياته) الاهتمام والعنايه والرفاه ،لطفل اليوم رجل الغد ، فلا عمل لطفل ،بل مقعد في فصول الدراسة ،وهذا لم يتحقق بعد ، كثر من هم خارج الاجلاس، ،يمتهنون دفع الدرداقات وبيع الفول عليها ، رغم ان عمالة الاطفال ممنوعة تماما بامر القانون ،والمواثيق والاعراف الدوليه والاقليميه ، والسودان (مصادق على ذلك ) لكن ، هنا في بلدي ندفع الصغار دفعا للعمل ، بفضل السياسات الاقتصاديه الخرقاء ،ومطلوبات ورسوم وزارة التربيه والتعليم !! لتمد فوق ذلك المحلية يدها ،لتكسب هي الاخرى !!
*تحللوا باسم قوانينكم المصنوعة ،،من اموال الاطفال ،فانها بالكاد تكفي اسرته الصغيرة .
همسة
غابت شمس يومه الاول …
فابترد بدفء شعاعها ……
ونام على كف واحدة ….
يحلم بغد جديد ……
حاله من الاف الحالات فى وطن لم يخلص له احد كان الله فى عوننا جميعا.
حاله من الاف الحالات فى وطن لم يخلص له احد كان الله فى عوننا جميعا.