بورتسودان سخانة وعطش وإحتجاجات

المثل العربي الشهير يقول المصائب لا تأتي فرادى وهذه الأيام جاءت المصائب لبورتسودان فرادى وجماعات وأقوام،بعد أن وجدت أن الجو هناك مواتى لها،والبيئة مناسبة لها، لتتكاثر وتتوالد وحيث لا أحد يحاربها ولا أحد يعترف بها ليحاربها أصلا من مسؤولي الولاية التنفذيين المكلفين منذ أن جائهم الهادى واليا،والتشريعيين النائمين منذ أن أصبحوا تشريعين،والمصائب حينما وجدت بيئتها الملائة وأرضها المناسبة الخصبة تداعت لبورتسودان من كل حدب وصوب وتجمعت بها وسكنت فيها دون خوف من أحد،وبتخويف المواطن وبمساندة بعضها البعض وبإذاء المواطن والتسبب له فى مشاكل إضافية ليلية ونهارية لمشاكله التى تزيد فى كل لحظة ينقص فيها عمره وبمتوالية هندسية مستمرة….والغريب بورتسودان بزعم رجالات الإنقاذ ليست مدينة (هينة) أو (سهلة) وليست كأي مدينة فى السودان بل هى المدينة الوحيدة التى تحمل ألقاب أكبر منها ومن خدماتها،يلقبونها تارة بدبي أفريقيا وتارة أخرى بشنقهاي أفريقيا،وشنقهاى افرقيا ودبي افرقيا للمفارقة تعانى من غياب أبسط الخدمات كالكهربا والمياه علاوة على أنها تعانى هذه الأيام من إرتفاع فى درجات الحرارة، والناس فى أواخر ايام شهر رمضان الماضي وتقطع الكهرباء بشكل كامل وتام، وهل يا ترى فى دبي الإمارات وشنقهاي الصين تقطع الكهرباء وبشكل كامل وتام كما حدث ذلك فى (دبينا) المقارنة بهما بورتسودان ولما يقارب اليومين،وجوز الموية فى دبينا ما بين 10 و20 وثلاثين جنيها وأكثر وبسعره هذا قد لا تجد المياه وهل (دبيهم) و(شنقهايهم) يا ترى يعانون من عطش وعدم توفر المياه وإرتفاع أسعارها بشكل لم يسبق له مثيل كما الحال عليه فى (دبينا) بورتسودان….
وبالتأكيد مواطنو بورتسودان بعد أن بلغ بهم السيل الزبى عبروا عن رفضهم للحال الغريب الذي وجدوا فيه أنفسهم ليس فجأة وإنما بالتدرج وكنتيجة طبيعية وحتمية متوقعة لسنين وسنين من الكلام الساكت والوعود الجوفاء التى يطلقها الساسة من كبيرهم الى اصغرهم،وكان أبلغ أنواع الرفض للواقع المؤلم خروج نساء فى بعض الأحياء رافضين للحال الغريب، ومطالبين بالماء وبالماء وبالماء موصلين صوتهم وبإنضمام العديد من الناس العطشى لهم من مختلف الأحياء بالمدينة، كما ان العديد من النشطاء كتبوا ويكتبون فى مواقع التواصل الإجتماعى معبرين عن إستيائهم من الحال،ورفضهم لإستمرار الأزمة (المصائبية) التى حلت فى ديارهم.
وحكومة البحر الأحمر التى وزرائها ومعتمدوها (مكلفين) بإعتبارهم حكومة الوالى السابق على حامد، وحينما لم يكونوا مكلفين لم يعرف لهم أي إنجاز يذكر والمعناة التى يعيشه المواطن جزء من إنجازاتهم وإنجازات أسلافهم ،المهم الوالى ووزرائه ومعتمدوه المكلفون لم يكلفوا أنفسهم بإصدار حتى بيان إنشائي توضيحى عن أزمة المياه التى تعانيها مدينة بورتسودان سوى إقالة مدير هيئة مياه الولاية والذي بإقالته لم تحل المشكلة،وقد تكون معناة المواطن شيء خارج إهتماماتهم وأمر لا يعنيهم بما أنهم لا يعانون منها والإمداد المائي والكهربائي متوفر على مدار الساعة فى بيوتهم ويصلهم بأمان وبسلاسة كما كان وبل ربما بأفضل مما كان، والمواطن يعاني أو لا يعاني فى نظرهم هذا شأنه ومصيره، أو إبتلاء إبتلي به وحده وهم معصومين من هذا الإبتلاء (المواطني)، فالمواطن والمعناة وجهين لعملة واحدة فليس هناك حكومة فى السودان مركزية،أو ولائية تشغل بالها بالمواطن ومعاناته وإلا لم نكن قد وصلنا الى هذا الحد الذي يكون فيه هم المواطن جرعة ماء تنسيه همومه الأخرى على كثرتها،والمؤسف حتى مصيف بعض مواطني بورتسودان سنكات وجبيت حالهما المائي ليس بأحسن من بورتسودان وتعانياني وخاصة سنكات من شح حاد فى المياه وتعتمد بقدر كبير على أبار جبيت التى تعمل ليل نهار لتغطية ذلك العجز إن إستطاعت، وبأكبر من طاقتها،وهناك فى جبيت بعض الأبار الجاهزة الواقفة عن الدخول فى الإنتاج لسبب غريب وعجيب عدم وجود (طلمبات) لها وهى فى وسط خور (أديت) الموسمي ويمكن لأقل (سيلة) أن تدفنها وتجعلها قصة ورواية وحكاية ولا سيما نحن فى بداية أيام الخريف،ومنظر إصطفاف (الكاروهات) والعربات (الباكسي) والتناكر ونهيق الحمير مللا من الإنتظار من الصباح الى المساء أصبح منظر عادى جدا،والجماعة الحاكمة دائما بعد وقوع الفأس فى الرأس ووقوع الكارثة حيث إستحالة الحل تلتفت للمشكلة والمشكلة تكون حينها أصبحت مشاكل فى مشاكل يصعب حلها إن لم يكن مستحيل،وكان بإمكانها إحتواء الموقف وتدارك الحال بأقل الجهود وبأقل الإمكانيات لو توفرت الإرادة والنية.والحلم مياه النيل ومدها للولاية،ففى رأيي الشخصي الحديث عن أحلام بحد ذاته أحلام سيئة وغير منطقية، فالمياه ليست بترولا يدر دولارات للحكومة وإنما المياه حياة الإنسان وهنا يظهر الفرق الكبير فى أوليات الحكومة المقلوبة بإهتمامها بموارد الإنسان، وليس بصاحب الموارد الإنسان السوداني.

عمر طاهر ابوآمنه
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..