المريخ.. ضحايا الخصخصة (2_2)

* (نوايا المؤتمر الوطني الحقيقية تجلت في نقطة وحيدة ومحورية تؤكد أن الهدف من تقديم الوالي لرئاسة المريخ هو السيطرة بالكامل على مقاليد الأمر بالنادي الكبير وتتمثل تلك النقطة في رفع معدلات الصرف لأرقام خيالية مع عدم القيام بأي إستثمارات حقيقية تجعل النادي قادراً على الإعتماد على نفسه في تغطية منصرفاته من موارده الذاتية وهو وضع خطط له بدقة ليعجز غالبية الإداريين عن إدارة النادي الكبير حال إبتعاد الوالي).
* الجزئية أعلاه تلخص الحلقة الأولى وتسليط الضوء على المشهد المريخي يؤكد على تلك الحقيقة وأبرز دليل على ذلك (إصرار أهل المريخ على عودة الوالي عندما ترجل آخر مرة من رئاسة المجلس السابق وإعادة الجماهير له في المرات التي إستقال فيها) مثلما أورد أحد الكتاب بالأمس محاولاً نفي ما أوردناه في هذه المساحة لكنه أكد بصورة غير مباشرة على صحة كل حرف كتبناه.
* فالإصرار على عودة الوالي من قبل البعض سببه الأول والأخير والوحيد هو (معدلات الصرف الخيالية وعدم وجود أي إستثمارات تمكن النادي من تسيير شئونه بنفسه بعيداً عن الإعتماد على الأفراد) وهو وضع جعل المريخ خلال الأحد عشر عاماً الأخيرة وكأن النادي تعرض لإعادة صياغة كاملة لتفصيله على (مقاس جمال الوالي) الذي بات الآمر الناهي والمتحكم الأوحد في كل مفاصل العمل المريخي.
* الواقع الذي يعيشه النادي الكبير حالياً والذي تربط فيه فئة ليست بالقليلة إستمرارية المريخ كنادٍ كبير بإستمرارية الوالي على رئاسته والهلع والذعر الذي يسيطر على البعض من فكرة رحيله لم يتحقق بالصدفة وهو واقع مرير ومهين ومذل لنادٍ تأسس في العام 1908 وتعاقب على رئاسته عشرات الرؤساء دون أن يكون في يوم من الأيام مهدداً بالفناء ودون أن يربط أحد مناصريه مصير كيان كامل بمصير فرد واحد ما يعكس عمق الأزمة التي يمر بها المريخ والنفق المظلم الذي دخل فيه.
* الوضعية أعلاه مستفزة وغير مقبولة حتى لو كان رئيس نادي المريخ الحالي أفضل رئيس نادٍ على وجه الكرة الأرضية، لأن الكيان باقٍ والأشخاص زائلون ومن المؤسف أن نجد أنفسنا يوماً أمام واقع يضع فيه البعض (المريخ في كفة والوالي في أخرى) وأمام واقع يصبح فيه المال هو الفيصل بين من يرغب في رئاسة النادي الكبير بغض النظر عن القدرات الإدارية وأمام واقع يغض فيه كثيرون الطرف عن كل مساوئ وإخفاقات وأخطاء من يرأس النادي لأنه يملك المال.
* المؤسسية في المريخ وعلى مدى أحد عشر عاماً غائبة تماماً ومن يدفع هو من يقرر في كل الأمور والنظام غائب تماماً والإحترافية كذلك والإستقرار على صعيد الأجهزة الفنية واللاعبين (من سابع المستحيلات) وعشرات المدربين يحضرون ويغادرون بقناعة واحدة أن بيئة العمل في النادي سيئة وأن محيط الفريق به الكثير من مقومات الفشل.
* هيبة النادي الكبير تلاشت وكلمة إسمها (إنضباط) لم يعد لها وجود في قاموس المريخ فإنفرط عقد اللاعبين والأجهزة الإدارية كذلك، وصارت الفوضى واللامبالاة العنوان الأبرز ولم يعد هناك أي وجود لمبدأ (الحقوق والواجبات) في تعامل النادي مع لاعبيه لتغيب الروح القتالية التي تميز بها المريخ عن غيره من الأندية في الماضي.
* قيم عديدة إنهارت ولم يعد الناس في المريخ أخوة ولا إختلاف الرأي يجعل المريخ أقوى، الرأي الآخر مرفوض ومفقود والمطلوب (أن تمدح الوالي أو تصمت) وكلمة الحق صوتها خافت وغير مرغوبة، ومجتمع النادي الكبير بمختلف قطاعاته إمتلأ بالمنتفعين والأرزقية والإنتهازيين الذين تسيدوا المشهد لخدمة مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة الكيان، فسادت ثقافة القيل والقال وتمددت النميمة ولم يعد هناك مجال لحسن الظن ولا مكان لأصحاب الشخصية القوية والأيادي النظيفة العفيفة التي تصدح بالحق وتفكر في مصلحة المريخ فقط لا غير.
* المريخ صار غريباً في العقد الأخير وإرتضى كثيرون أن يخسر الكثير من قيمه ومبادئه وتقاليده وهيبته مقابل أن يبقى المال حتى لو لم يصنع التطور وحتى لو لم يقد إلى البطولات وحتى لو لم يصاحبه أي فكر يقود لإستثماره لتحقيق النجاح ولا شخصية قوية لإبعاد المنتفعين والإنتهازيين عنه.
* في المريخ إعلاميين تعرضوا إلى حرب قذرة وإداريين كذلك ومدربين لا شيء سوى أنهم كانوا يصدحون بالحق ويتحدثون عن أخطاء صاحب المال ويقولون له (لا) عندما يخطئ، فالمريخ صار لدى مجموعة كبيرة مهنة ومصدر للإسترزاق من ورائه وهي مجموعة لا تتورع في فعل أي شيء ليبقى الوالي رئيساً أبد الدهر.
* أحد عشر عاماً والأخطاء تتكرر في كل الملفات بصورة كربونية، أخطاء لم يبقَ إلا الجدران لتتحدث عنها، أخطاء يعلمها القاصي والداني وما زالت البعض يصر على النظر للوالي بعين واحدة وهي عين الرضا التي لا تبدي سوى النجيل السندسي والإضاءة الفسفورية.
* أحد عشر عاماً وأي نجاح أو جانب مشرق خلالها يحسب لـ(الوالي) وأي إخفاق يحسب على (المجلس) والمدرب واللاعبين.. يبررون من أجله كل الإخفاقات.. يستخدمون كل ما هو متاح من مساحيق لتغطية عوراته.. لم يتركوا مخدراً إلا وإستعملوه ونجحوا في جعل كثيرين يعيشون في (عالم إفتراضي) بعيد كل البعد عن الواقع الفعلي ونسوا أن شمس الحق مهما غابت فلابد لها أن تشرق ونسوا أن الزبد سيذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس.
* إستفاقت الجماهير وإنتهى زمن التخدير.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا ليس ايميل الكاتب…المقالات عجبتني..لانو شخص الوضع المريخي الان..اسف للكاتب..رسلتهم للراكوبة حتي تعم الفائده..حتي ينصلح الحال في المريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..