مبارك في قفص الاتهام :لحظة تاريخية فارقة.

مبارك في قفص الاتهام :لحظة تاريخية فارقة.
بشرى الفاضل
[email protected]
نادرة هي محاكمات الرؤساء السابقين في منطقتنا .لعل المحاكمتين الأقرب في زمنها من محاكمة الرئيس المصري السابق حسنى مبارك ، هي محاكمة زين العابدين بن على. لكن تلك تمت غيابياً؛ ومحاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.. تشكل المحاكمة الجارية حالياً للرئيس السابق ونجليه ؛ ووزير داخليته حبيب العادي لحظة تاريخية فارقة.
عقب انتفاضة ابريل عام 85 أقيمت جلسات في السودان لمحاكمة قادة مايو المسئولين عن الانقلاب لكن الرئيس الراحل جعفر نميري كان لاجئاً بمصر ورفضت مصر تسليمه للحكومة السودانية ولذا لم تكتسب تلك المحاكمات زخمها طالما أنها لم تصل إلى رأس الحية.
تساهلت الإنقاذ مع المحكومين من قادة النظام المايوي فأطلقت سراحهم فور وصولها لكراسي الحكم. الإنقاذ كان ترمي للاستعانة بالمايويين أصلاً لتكبير كوم الملتفين حولها.
انتهت المطالبة بمحاكمة نميري إلى لاشيء. فمع تقادم السنوات وعودته للسودان في عهد حكم يشبهه في العسكرة لم تكن هناك مساع جدية لمحاكمته.
أما محاكمات قادة مايو الآخرين فقد انصرفت عنها جماهير الانتفاضة رغم انها كانت تبث يوميأً عبر التلفزيون والانصراف سببه بطء الإجراءات وما شهده المواطنون من مراوغات من قبل محاميي الدفاع (شدو والآخرين).
ومن نحية اخرى فالثورات دائماً على النقيض من السلحفائية والبطء مما تتسم به عادة إجراءات تحقيق العدالة.
في محاكمة حسنى مبارك نتمنى أن يتم التأسيس في دول منطقتنا لحكم القانون واستقلال القضاء بحيث لا يتم التأثير على القاضي الذي نأمل أن تصدر أحكامه بما يرضي ضميره وضمير الشعب المصري الجمعي. ومن ناحية أخرى تشكل هذه المحطة معلماً في طريق تحقق الثورة المصرية الوليدة إذ عن طريقها يعلم الجميع ألا أحد حتى لو كان رئيساً فوق القانون وأن (القصاص لكل واحد للصنايعي وللوزير) كما تقول كلمات تلك الأغنية الأكتوبرية التي لم يتحقق شعارها إلى اليوم
بسم اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
العار
محمد سيف الدولة
لاشك ان النهاية المخزية والمشينة لمبارك، تؤكد مرة اخرى على حقيقة تاريخية ثابتة، وهى أن الشعوب دائما ما تلفظ كل القادة والملوك والرؤساء الذين يوالون الاعداء ويبيعون انفسهم للشيطان
فالمعيار الاول فى تقييم اى حاكم هو فى موقفه من اعداء الامة، من الخواجات على البر التانى.
فان جبن أمامهم أو والاهم و خضع واستسلم لهم، طاله العار حيا وميتا.
وان قاتل وناضل وجاهد حتى لو لم ينتصر، وضعته الشعوب فى منزلة خاصة ورفيعة.
بل ان التاريخ قد يغفر كثيرا من الاخطاء للقادة والزعماء الا الخيانة.
لقد انهزم محمد كريم 1798 و محمد على 1840 و أحمد عرابى 1882 و عمر المختار 1931 والحاج أمين الحسينى 1939 وعبد الناصر 1967، ولكنهم لم يستسلموا، فانصفتهم الشعوب والتاريخ معا.
أما مبارك فهو ينتمى الى سلسلة بشرية مغايرة تماما : فيها الخديوي توفيق 1881، وبطرس غالى دنشواى 1917، وامين عثمان 1944 رئيس جمعية الصداقة المصرية البريطانية، وعبد الله ملك الاردن 1951، وانور السادات كامب ديفيد، والجنرال الفرنسى بيتان حليف العدو والمحتل الالمانى فى الحرب العالمية الثانية، وكلهم كانت نهايتهم بائسة ومحاطة بأكاليل العار.
* * *
ان الدرس الاول فى حياة كل الامم والشعوب منذ قديم الزمان هو ضرورة تحقيق السيادة الوطنية فى مواجهة الاطماع الخارجية.
والدرس الاول فى حياتنا نحن على وجه الخصوص هو أن الخطر الرئيسى كان دائما يأتينا من الخارج وبالتحديد من البر الغربى.
فلقد عانينا على مر تاريخنا الطويل من ثلاثة موجات استعمارية غربية كبرى :
? الأولى استمرت ما يقرب من الف سنة من 332 قبل الميلاد الى 640 ميلاديا وانتهت بالفتح العربى الاسلامى.
? والثانية استمرت ما يقرب من مائتى سنة من 1096 الى 1291 والتى اشتهرت بالحروب الصليبية وانتهت بتحرير عكا.
? والثالثة بدأت مع غزو نابليون لمصر 1798 ولم تنته بعد، فلا تزال فلسطين مغتصبة والعراق محتل وباقى الاقطار العربية غارقة فى التبعية للولايات المتحدة والغرب.
وبالتالى فان النضال ضد الاحتلال والاغتصاب الاجنبى هو اولوية اولى وثانية وثالثة، وبعدها تأتى أى قضايا اخرى.
* * *
ولذلك فان جريمة مبارك ونظامه ليست فقط فى السلبية و التقصير فى الزود عن سلامة اراضى الوطن والتفريط فى السيادة والارادة الوطنية فى مواجهة الاعتداءات الخارجية.
وانما فى التحالف مع اعداء الأمة والتبعية لهم وتسهيل تنفيذ مخططاتهم على امتداد اكثر من ثلاثين عاما :
? فلقد تنازلوا عن فلسطين لليهود الصهاينة بموجب المادة الثالثة من المعاهدة مع (اسرائيل)، بالمخالفة للمادة الأولى من الدستور.
? وفرطوا عن السيادة الوطنية فى سيناء بموجب المادة الرابعة من نفس المعاهدة، بالمخالفة للمادة الثالثة للدستور.
? وضربوا وحدة الصف العربى بموجب المادة السادسة من المعاهدة.
? وسلموا اقتصاد البلد للامريكان وحلفائهم وعملائهم
? وجردوا مصر من قوتها واسلحتها الاقتصادية ببيعهم للقطاع العام وفقا لتعليمات الامريكان ومؤسساتهم الدولية.
? وسلموا تسليح مصر للامريكان
? ورضخوا لمبدأ التفوق العسكرى والنووى لاسرائيل
? وفتحوا بطن مصر وعمقها لاجهزة الاستخبارات الامريكية والاوروبية المتخفية تحت مظلة المعونات والمنح.
? وفتحوا المجال الجوى المصرى وقناة السويس لقوات الاحتلال الامريكى للعراق
? وحرضوا الدول العربية على التفريط فى فلسطين والاعتراف باسرائيل فيما يسمى بعملية السلام الشامل
? ونسقوا الى ابعد مدى مع العدو الصهيونى ضد المقاومة الفلسطينية والمشاركة فى حصار غزة والتواطؤ فى العدوان عليها ديسمبر 2008
? ونسقوا الى ابعد مدى مع العدو الامريكى ضد ما يسمونه بالارهاب، لتجريد الشعوب العربية والاسلامية من حق المقاومة، ليكون حق امتلاك السلاح واستخدامه حكرا على الامريكان والصهاينة وحلفاءهم.
? وعملواعلى تزييف الوعى الوطنى لجيل كامل (الجيل 33 عاما) من الشباب والطلبة، الذى قدموا له امريكا بصفتها حليفتنا الاستراتيجية، واسرائيل على انها قطر شقيق، والمقاومة على انها ارهاب، والاستسلام على انه حنكة سياسية ودبلوماسية، والنهب والسرقة لمقدرات البلد على انهما اقتصاد حر.
? وقاموا بمطاردة وحصار وسجن كل القوى الوطنية الحقيقية تنفيذا لتعليمات المادة الثالثة من معاهدة الاستسلام، من أجل تجريد الأمة من أى مقومات الدفاع عن النفس فى مواجهة العدوان الأمريكى والصهيونى.
وغيره الكثير والكثير
* * *
وبالتالى ان كان هناك من عبرة نعتبرها جميعا من النهاية المشينة لمبارك وامثاله، فهى انه على كل الرؤساء والبرلمانات والحكومات القادمة، وعلى كل الاحزاب والتيارات والقوى القائمة، أن تضع على رأس مشروعها السياسى قضية التحرر الوطنى مصريا وعربيا.
وكل من يتجاهل هذه القضية أو يحاول تهميشها أو يراوغ فى طرحها، فانه لن يختلف كثيرا عن تلك السلسلة البشرية التى جاء منها مبارك ونظامه.
حتى لو قص علينا ليل نهار أروع القصائد فى الدساتير والحريات والحقوق.
[email protected]
عزيزي محمد سيف الدولة
أشكرك على مقالك هذا الذي أوردت فيه معلومات وافية لتخدم فكرتك فأضاته بذلك اكثر من مقالي العمود القصير أصلاً الذي انشره بصحيفة .
أراك تعول على التحرر الوطني وأرى أن ذلك من شعارات الستينات.نحن بحاجة لدولة يكون فيها القضاء مستقلاً ، دولة مواطنة .ونبني فيها المدارس والمستشفيات والسكك الحديدية بارقى المستويات العالمية .دولة ديمقراطية حقاً وحينها ستكون متحررة وطنياً دون شعارات.
الأستاذ بشرى الفاضل ….بعد التحية ……أرى أن الديمقراطية في السودان وفي
الوطن العربي ودول أفريقيا وغيرها من الدول النامية لن تتحقق الا بالتخلص أولا
من التبعية للأنظة الرأسمالية وصندوق النقد الدولي …واتباع سياسة اقتصادية
تعتمد على موارد البلاد وتوزيعها بطريقة عادلة ….ألا ترى أن جعفر نميري
أدخل السودان ي سلسلة من الديون وذلك لتبعيته للغرب وخاصة الولايات المتحدة
ثم جاء الحكم الديمقراطي الثالث ولم يستطع تخفيف هذه الديون أو اتباع سياسة
اقتصادية مستقلة وذهبت الديمقراطية وجاء عمر البشير وأكمل التبعية الاقتصادية
والسياسية فدمر الاقتصاد والبلاد وضاعت ثلث البلاد بسبب هذه التبعية ( نيفاشا ) ..
تحياتي …