لا رجعت ..ولا رجع الحمار !

لا رجعت .. ولا رجع الحمار !
محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]
الفرق كبير بين العاطفة الوطنية لأي شعب تجعله يقيس معطيات مصداقية الحكم والحاكم بتمرير هذه العاطفة عبر قنوات العقل ، وبين العاطفة الاجتماعية الهلامية التي يستغلها نظام الحكم وحكامه في شعبهم ، فيركنون الى استحلابها في الازمات التي تقع على رؤوسهم بايديهم لا بيد غيرهم لتصب عصارة تلك العاطفة الشعبية في خزان ماكينتهم الذي يطيل مسيرة بقائهم في السلطة ، ولا يحفلون بالنتائج الا التي يحصدونها هم من طول ذلك البقاء الذي يحلمون بديمومته !
يشعلون الحروب ، فيتباكون مرتمين على أكتاف الأمة ليعزونها في مصيبتها ، فتجهش معهم بالبكاء ، وهي تعلم من الميت ومن القاتل ، ثم يستعدون الخارج وهم يعلمون ان لا قبل لهم بمناطحته و من ثم يتظاهرون بمظهر المستهدف في عقيدته ويحرضون الجماهير لتخرج الى الساحات للثار لكرامة هم من عرضّها للذل والمهانة !
حينما سئم العالم من نظامهم وسجل قوائم المطلوبين واولهم رئيس البلاد وهو في سدة الحكم ..مسجلا سابقة فريدة في العالم ، ضغطوا على عروق عواطفنا المتأججة لعلمهم أنها تبغض الحقارة و تستجيب لاستفزاز من يشكك في نخوة أهلها ، فخرج الناس ، وهم على قناعة بان الرجل وعصبته فعلوها وزيادة ..حتى الزعماء الذين يفترض أنهم أكثر أدراكا بالعموميات وتفاصيلها في الشأن المعني .. قالوا
( جلد البشير جلدنا ولن نسمح لأحد بان يجر فيه الشوك )
وهم وياللمفارقة المبكية يدركون أن البشير هو من جر الشوك في جلد الوطن وأدماه ، تحت أحذية القوات الدولية التي جاءت كنتيجة لكل الذي فعله هو ونظام حكمه ، فأصبح السودان محمية تمرح فيها الوان من بزات القوات الأجنبية بمختلف الدعاوي !
بل و كل الدلائل على تغليب عاطفتنا على وعينا الوطني ، تشير الى ان الصمت حيال أفعال هذا النظام ، لن تقف عند هذا الحد من أقلمة وتدويل وتقسيم البلاد !
فالي متى الصمت ياشعبا تمرمطت كرامته في كل المحافل وباتت الدول تهرب بالمؤتمرات على أهميتها المعنوية والمادية، بعيدا عن عواصمها تحاشيا للاحراج ان هي قبلت حضور الرئيس السوداني أو تمنعت عن دعوته !
بالأمس خرج علينا النظام بالضغط على وتر ( هجليج الحساس )و المدبر احتلالا وانسحابا أو تحريرا حتى لا يشكك أحد في وطنيتنا المشتتة في المنافي ، بفعل عدالة حكم الانقاذ وديمقراطية حزبها الحاكم ..فخرج الناس ونحن نقدر اعتبارات انفعالهم !
ولكن قبل أن ينجلى غبار أرجل المواكب ، تكشفت الكثير من الحقائق وراحت السكرة وجاءت الفكرة، ولم تستوي ثمار اللعبة في رصيد استثمار النظام وحزبه لها الا لفترة محدودة فقط!
فوجد حكامنا أنفسهم محاصرين بازمة اقتصادية خانقة وخطيرة جعلتهم يتسالون من سيدفع فاتورتها ؟
وباتوا يرددون نشيد الخيبة تباكيا ، بعد ان أضاعوا الذهب الأسود المسكوب جنوبا
( ذهب الحمار بأم عمرو .. لا رجعت ولا رجع الحمار )
و الآن تلفهم الحيرة عن كيفية ومن سيقوم بتعليق جرس ازمتهم في رقبة الشعب ، حتى يقرع متى ما أنتفض المارد ، فيهربون قبل ، بلوغه أجحارهم !
ذلك ما يفكر فيه فريق منهم ، ولكن فريقا آخر ، يرى أن يتم تدبير كذبة أخرى ، تفجّر قنبلة يستغلونها جيدا لالهاء الشعب عن سماع صوت مصارينه متى ما أعلنوا اجراءتهم الأقتصادية الجائرة ، فيكون لكذبتهم القادمة دويا اكثر من كل
( كذبات محمودهم ) السابقة بقصد خم عاطفة الشعب من خلالها تلمسا لفرصة بقاء جديدة تتوفر لهم ..!
فهل أنت مستعد يا شعبا تسامى عن منازلتهم ، طويلا ، فتمادوا في احتقارك أكثر ، ولا زالوا يقرنون القول بفعل اذلالك !
ويظل السؤال معلقا على حبال التحدي .. وعندك يا شعبي الخبر اليقين و الجواب الشافي .. يا شفاك الله من طول ظلمهم !
مقال جميل واسلوب رائع وراقى
شكرا لك و لكن حقيقة نتساءل اين ذهب شعب السودان و ما الذي اصابه حتى تحكم هذه الطغمة الباغية قبضتها عليه و تذيقه العذاب اصنافا و الوانا ، فتنهب موارده و تسخره لخدمة ذواتهم و تبيع بلاده و مواردها و تسرق بتروله و ذهبه و تجعله شعبا من العبيد يكدح و يقتطع من لحمه ليدفع لعبدة شيطان السلطة و المال ليقيموا القصور و يركبوا الفارهات و ينكحون النساء ثلاث و رباع و لكل قصرا؟
ما الذي اصاب الشعب الذكي اللماح حتى اعميت بصيرته فيساق للذبح – عاريا جائعا سقيما مهانا- و هو يرقص؟
فعلا بدأ الشعب اليوم تسديد الفاتورة فقد تمت زيادة تعريفة المواصلات كفقاعة اختبار ستتلوها تدريجيا الزيادات الأخرى فقد زادت المحروقات دون الاعلان عن زيادتها وبدأ الحديث الممجوج عن زيادة الرواتب ودعم الشرائح الضعيفة وغيره من الترهات التي ظللنا نسمعها منذ قيام مايسمى بالانقاذ فهل هذا هو الانقاذ ؟ من ماذا من هو الانقاذ ؟
حلوة ( برقاو) دى….على وزن جينتاو…تحيلتى يا ظريف