قاتلها الله

ويسألونك عن الوضع المأزوم، قُل هو نتاج ُ أمرين الأول: فشل الإدارة وسوء التدبير، والثاني:غياب الإرادة السياسية، وما سواهما أعراض لداء عُضال… وسوء الإدارة نعني به فشل الإدارة الاقتصادية في إدارة موارد البلاد وهي موارد قادرة على تنمية ونهضة قارة بأكملها إذا ما وجدت الكفاءات المُخلصة،وفشل الإدارة كان نتاجاً طبيعياً لسياسة “التمكين” قاتلها الله فقد أوردت البلاد مورد الهلاك، فأحالت كل الكفاءات والخبرات للصالح العام وأتت بـأصحاب “الولاء” فأغنتهم وأفقرت الشعب، ومكنت لحزب المؤتمر الوطني وجعلته من أغنى الأحزاب باستثماراته الضخمة، مكنته على حساب الدولة فاستقوى بمواردها ورضع من ثديها فضعُفت الدولة ووهن عظمُها.. وسياسة التمكين ذاتها جاءت بأصحاب الولاء إلى جهاز الخدمة المدنية بلا خبرات ولا مؤهلات بل بـ “حصانات الولاء” التي كانت بمثابة القلاع المحصنة للمحتمين بها من المحاسبة والمساءلة.. الحكومة تركت لأهل الولاء الحبل على الغارب فدمروا جهاز الخدمة المدنية شر تدمير، وأجهزوا على الوظائف العليا والمناصب السياسية بمعيار الولاء السياسي، وقد قصصتُ عليكم الأسبوع الماضي حكاية صديقي ” الكوز” الذي دمّر مؤسسةً كاملة وأحال نهارها إلى ليلٍ بهيم وتركها تهيم على وجهها بسوء الإدارة وقلة الخبرة رغم أنه شاب ورع وخلوق لكنه لايفهم شيئاً عن إدارة تلك المؤسسة الضحية.. أصحاب الولاء جاءوا أيضاً بمفاهيم أن الحكومة “حقتنا” وبالتالي أي شيء عام هو ملك خاص لنا: الوظائف العليا والمناصب السياسية، المال العام، الموارد العامة من بترول وذهب ونحوهما فتعاملوا معها كأنما هي ملك خاص، أو “تركة” وبذلك احتكروا كل شيء: القرارات، الصواب، الحقيقة والدين أيضاً.. وأما غياب الإرادة السياسية فكان واضحاً في إصدار القرارات والتراجع عنها، وإعلان محاربة الفساد، ثم التهاون والتساهل مع المفسدين والعجز عن اتخاذ القرارات الحاسمة التي تحمي المال العام والاقتصاد من المضاربات والنهب والتهريب والتجنيب وكل أشكال الفوضى، وفي كل ذلك لم نجد لهم عزماً..والنتيجة والمحصول النهائي هو دمار شامل لكل شيء للدرجة التي يستحيل معها الإصلاح.
في تقديري أن فرص الإصلاح معدومة تماماً في ظل الأوضاع القائمة وذلك لأسباب منطقية وموضوعية وهي أن العقلية التي صنعت الأزمات داخل الإدارة الاقتصادية لايمكن أن تكون جزءاً من الحل، وكذلك العناصر التي صنعت الأزمات داخل الإدارات السياسية التي غذت غياب الإرادة السياسية لايمكن أن تكون جزءاً من الحل..وهنا تكمن المُشكلة لأن “السيستم” الآن مبرمج على الفشل وقبول الفاشلين وبعض الفاسدين، وهو تلقائياً يلفظ أهل الكفاءات وصُنَّاع النجاح ..”السيستم” الشغال دا شغال “حفر” و”مُقاولات”، و”بناء” الذات فقط…الوضع الآن بات أشبه بـ”جنازة البحر” الممزقة حتى أصحاب الولاء أمثال كرتي ومحمد حاتم والصادق الفقيه تراهم يهربون من حملها على أكتافهم..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة
الصف الأول منهم والثاني والثلث كلهم استوزروا وتذوقوا حلاوة الوظيفة والمغنم والنهب من أموال الشعب،وبعضهم تذوق أكثر وبعض ٱخر ثلاثة وأربعة مرات إقالة ثم تعيين مع تغيير الوظائف وهكذا.أما صغارهم من النمل والهوام متشبثين بالخدمة المدنية لا يفرقهم عنها سوى الموت.
الصف الأول منهم والثاني والثلث كلهم استوزروا وتذوقوا حلاوة الوظيفة والمغنم والنهب من أموال الشعب،وبعضهم تذوق أكثر وبعض ٱخر ثلاثة وأربعة مرات إقالة ثم تعيين مع تغيير الوظائف وهكذا.أما صغارهم من النمل والهوام متشبثين بالخدمة المدنية لا يفرقهم عنها سوى الموت.