الغناء بألوان باهرة : النور الجيلاني.. الوصف يعز أحايينا

الخرطوم: دُرِّية مُنير
يتميز عن بقية الفنانين بأسلوبه المختلف وطريقة أدائه المميزة، فقد تشرَّب من خضرة أبو حليمة وشاطئ النيل حيث تشكلت ملامح شخصية، وما بين أبي حليمة والكدرو وشمبات انبثقت حنجرة النور في عام 1944م، ابتدر النور الجيلاني مشواره الفني بطريقة أشبه بالرسم بالحبر السري، فبدأ بالغناء ضمن مجموعة شبابية، كانت تجلس في هدوء الليل تمارس الطرب حتى أطلق عليها أهل تلك الناحية اسم (الصعاليك)، وبكيمياء شخصية النور الجيلاني التي تتسم بالبساطة والحضور استطاع لاحقاً شق طريقه وسط العمالقة.
النور المعجزة
وعند استماعك للنور تجد أن أغنية كدراوية تتسم بما يسمى بأسلوب السهل الممتنع، إذ تغنى فيها لابنة حيه، فبالغ في وصفها، إذ رسمها كلمة ولحناً وتعبيراً، وكأنها خلطة سحرية لا يعرفها إلا هو، فيجسدها بحركاته وصرخاته النابعه من أقصى عمق في جوف إحساسه.
إنه طرزان الغناء السوداني يتجول في كل الأغاني السودانية بشتى ألوانها وقاعاتها، لذا كان فضاؤه الغنائي رحباً، متسعاً وممتلئاً بحب جارف للإنسان واحتفاء كبير بالبيئة المحيطة، وتغنى النور لأهل الجنوب، فجعل أهل الشمال يرقصون على إيقاعاتهم، ظل مطرباً جامعاً يلم شتات الألوان والسحنات عبر أغنياته الرائعات.
طرزان ارتشف من حوض الأغنية الأصيلة التي رسمها الشعراء والمغنون قبله، لكنه في طريقه هذا ظل ينحو نحو الصعب، ما يكشف عن ثقته بنفسه وقدراته الصوتية الكبيرة وموهبته الفذة، لذلك عندما يغني تشعر به وكأنه يسمو بالوجدان عالياً، وبحركته المتوازنة على خشبة المسرح يبادل الجماهير الطرب في حلقات الرقص.
الشعر خيالات سكرى
سلك النور الجيلاني خطة متفردة بوصفه مدرسة خاصة، فإذا كان الفنان خليل إسماعيل مطرب المطربين فإن النور الجيلاني هو فنان الخضرة والصحارى والكلمات المنسية والعصافير المغردة، والنور مطرب ينغمس بك في عالم مسحور بجمال المكان وعشق، فمن منا لا تحرك (مادلينا) ساكنه، إذ أبدع فيها وسحر الجميع فكانت مفاجأة داوية حاز بها على المرتبة الأولى في مهرجان الناشئين للأغنية الشعبية قبل أن يشق طريقه نحو النجومية، ولأن النور كان يطرب نفسه أولاً فيطرب له الآخرون ظل الجمهور يردد خلفه في كورال كوني رهيب (مادلينا أغنية رقت لحناً ورنيناً/ مادلينا عيناها رحاب من صحو شفاه تزداد جنونا /مادلينا الشعر خيالات سكرى وخطاها تمطر تلحينا/ مادلينا سمرتها عفواً صحبى فالوصف يعز أحايينا).
خواطر تنمو معنا
ليس الكبار فقط هم الذين تعلقوا بفن طرزان، فكان للأطفال منه نصيب، فتعلقت (خواطر فيل) بخواطرهم، وكانت مثابة مسرحية حامت معظم مسارح المدارس الأساسية في شتى المدن، فما أن يطلق صوته من مسار (خرطوم) الفيل، حتى يتحول المكان إلى دراما مهولة، فترى النور يتقافز برشاقة بينهم، ثم ينهض ويحلق كعصفور (طاوي حريتو في جناحو) ويحكي للجميع الحكاية المدهشة وقصه الفيل الذي كان النور بطلها ويبدأ تدريجيا، وهو يرسم مشوار الفيل الذي ضاع في زحمة التيه المحاصر بالفراغ: (قبضوني ليه جابوني ليه/ عاوزني أعمل ايه هنا/ ختوني في قفص كبير جابوني مسجون ليه أنا/ أنا ما عملت هناك شيء/ بيه اتسحق هذا العناء/ ما عرفت قط في دنيتي/ غير اللعب والشيطنة/ قبضوني ليه جابوني ليه/ حرموني من طعم الهناء/ أمي العزيزة هناك تكوس/ ما عارفا أبداً وين مشيت) قُيدنا في قفص حب النور، ولم نعرف غير الطرب والصوت العذب بعذوبة وصفاء قلبه، ونحن نعرف سبب تلك الحبسة في دنيا النور، وهو لم يعرف غير حب الجمهور وسعادتهم، وها نحن نهيم في بحور أغاني النور ولا ندري أين نرسي كي نصحي الذاكرة ونردد رائعته (ياصحو الذكرى المنسية).
العتاب
النور يعاتب بحنان وكأنه يتوسل الذي تركه كي يعود مرة أخرى، ويوصف ويبرر نيابة عنه في أغنية العصفور (نحنا كيف نلوم عصفور صغير مرة يقاسي الرياح/ مرة تلقاهو يغني/ فوق فريعو مع الصباح مرة في وادي المحنة / ومرة في أبعد بقاع) وعندما يصرخ النور بـ(فيفيان) أحيانا تبكي لآهاته التي ملأت قصته، وهو يبكي فيفيان، وخصوصا بعد الانفصال تجده يبكي السودان كله وليست فيفيان وحدها، ويقول (فيفيان يا أحبابي جنوبية، ضوَّت لينا الخرطوم، يا حليلك نوبة وصوفية جنب الوادي المجروف.
ويا صحو الذكريات يا طرزان الغناء يا حلم، إن الذكرى محفورة والأغنية ممزوجة منك بشخصك الموهوب المعطاء، متعك الله بالصحة والعافية لترفد حياتنا ووجداننا بأعذب وأجمل الأغنيات التي لاتنسى وتصبح ذكرى ندندن بها من بعدك يا صحو الذكرى المنسية
اليوم التالي
****** النور الجيلاني متعك الله بالصحة و العافية ******** هذا المطرب الوحيد اذا تغني تغنت معه دواخله و دواخل المستمع معا ***** فهو يغني بكل ما اوتي من احاسيس و مشاعر ****** يمكن اكثر سوداني تأثر بانفصال الجنوب ****** و ربما الان هو حزين علي الجنوب و الجنوبين في هذه الايام ****** يا ليت لو يكون النور الجيلاني عضو في هذه المفاوضات بدلا عن السياسين علي الاقل ليس لديه مصلحة ***** فقط يكفي حبه للجنوب و الجنوبين *************
مقال جميل لإنسان رائع ومبدع الله يعطه الصحة والعافية
الوان باهرة شنو؟؟…. طاقية طحالب عايزة ليها شطارة ولا يلفو ليها سيجارة ؟!!
فنان رائع و متواضع لأبعد الحدود اسألوا جيرانه في ابو حليمة عن تعامله و مجاملته لهم في افراحهم و اتراحهم
يكفي ان اهل الكدرو يعتبرون اغنية كدراوية النشيد القومي لمنطقتهم
قمة فنان يتغنى معه كل من يسمعه من شدة التطريب متعه الله بالصحة والعافية
Congratulations Dreya monir. For a great topic and what a great singer and artist ,I grew up in the area of Akadaro, and half at al millouk ,now iam a medical dr ,I have been influenced by this great artist during my childhood ,his fine tunes and higher notes that he can take easily from the Nile banks in AL kadaro ,Bahri to juba and to deep desert and to Nuba area , I personally consider him as the greatest of all times to north khartoum and all sudan area ,it enough for him to be called the inventor of a third line style of songs ,at that time there were so many critics. But he stood on what believed in and continued to give and entertain sudanese people and nearing nations with his valuable jeweled ,,I saw personally as a child visiting people and in our neighbourhood , his younger brother Ismail had a great votive and notes too ,I personally wish a good health and return
الاستاذه دريه منير لقد كفيتي واوفيتى في حق هذا الرقم الغنائي والانساني صاحب القلب الطيب والمشاعر النبيله نسال الله ان يمتعه بالصحة والعافية وجزاك الله الف خير