زول تكفيري

في مدينة كسلا وقع حادث مأساوي، حين أقدم رجل على قتل شخصين وإصابة 8 آخرين، داخل أحد مساجد قبل أن يلقى مصرعه على يد المصلين الذين هاجموه.

وقع الحادث عقب صلاة العشاء في مسجد في حي مكرام، حيث أن المهاجم طلب، في البداية، إذناً من إمام المسجد لإلقاء خطبة، لكن الإمام رفض طلبه، بحكم معرفته بأفكاره التكفيرية، ليدخلا في مشادات كلامية عنيفة انتهت بالجريمة.

برزت قضية التطرف الديني في السودان إلى السطح مطلع تسعينيات القرن الماضي وظهرت كمهدِّد للأمن وقضية ملحة تستوجب المحاربة والقضاء عليها، وفيما عدا ذلك التاريخ لم يشهد السودان ضحايا نتيجة لأحداث التطرف الديني، ومثلما خلا تاريخ المسرح السياسي السوداني حتى وقتٍ قريب من ظاهرة الاغتيالات السياسية تمامًا، خلا أيضًا من ظاهرة التكفير والغلو الديني وإباحة دماء المسلمين وغيرهم.. الكثيرون يرجعون البداية الفعلية لبروز الفكر التكفيري في السودان إلى العام «1992م» وذلك عندما قرَّر السودان إلغاء تأشيرة دخول البلاد للأشقاء العرب والمسلمين تشجيعًا للاستثمار وهو الأمر الذي عُرف بسياسة الباب المفتوح أو فتح الحدود، وطبقًا لذات القرار تدافعت جماعات التطرف الديني من دول الخليج وشمال أفريقيا إلى السودان، ودخل البلاد عدد كبير من المتطرفين والإرهابيين مثل (كارلوس) الذي سلمته الخرطوم لباريس إنتهاء بالإرهابي النيجري المنتمي لجماعة بوكو حرام والذي إلقي القبض عليه فى أقل من (24) ساعة وقد شهدت الساحة أحداثاً دامية نتيجة التطرف ظلت محفورة فى الأذهان مثل حادثة مسجد الجرافة والخليفي.

والهدف من الإرهاب خلق عدم استقرار لتحقيق غايات وأهداف معينة والإرهاب هو العنف المخيف المرعب الذي يستخدم ضد الإنسان وضد حقوقه الأساسية في الحياة .

تلك الحوادث أدخلت الرعب والخوف في نفوس المواطنين ونبهت عن خطر قادم بقوة لاختراق المجتمع السوداني المتماسك ولم تكتفِ العمليات الإرهابية ويبقى السؤال هل هذه الحوادث ستكون الأخيرة أم إنها نواة لفئة يمكن أن تشكل خطراً في المستقبل؟.

وفي اعتقادي وكما يرى مراقبون إن من أسباب الإرهاب الجهل بين الأفراد والجماعات و الفقر والبطالة التي يعاني منها الناس والظلم

لابد أن تأخذ الأحزاب السياسية دورها وتعدل ممارستها، فلا يكون هدفها الاقتتال وإنما عليها أن تعاون على الإيضاح وحسن الممارسة، وصدق المصارحة، ولابد لوسائل الإعلام المتنوعة أن تباشر حوارًا حول التطرف وأبعاده وأسبابه المختلفة وبين كافة القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، مبصرًا بالمخاطر الحقيقية التي يمثلها التطرف والعنف والإرهاب.

حديث أخير

فى تقديري إن هنالك تحرك للخلايا النائمة يجب التصدي له تفادياً لوقوع انفلات أمني يصعب السيطرة عليه ومن ثم يصبح حقيقة وأمراً واقعاً اللهم أكفنا الفتن ماظهر منها وما بطن.
التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..