مقترح مبادرة سودانية لطي ملف النزاع بين أريتريا وإثيوبيا

تقرير : محمد كامل
القائم بأعمال سفارة دولة أريتريا يؤكد التزام أريتريا بقرار اتفاقية الجزائر بخصوص إقليم بادمي
د. حسن مكي : بدلاً من الصراع علي الزعامات لابد من تكوين اتحاد لدول القرن الافريقي
مقدمة :
أقيمت بمركز دراسات المستقبل صباح أمس ورشة عمل مهمة بالتنسيق مع سفارة دولة اريتريا حيث اختير لها عنوان بعناية فائقة يقول ( عدم ترسيم الحدود وأثره علي التنمية في القرن الافريقي ) ، الورشة شهدت حضوراً تخصصياً وإعلامياً كبيرا وكشفت عن قضية النزاع الحدودي بين أريتريا وإثيوبيا ? كأنموذج ? وتأثيراته علي مجمل الاوضاع في المنطقة .
كلمة القائم بالأعمال الاريتري :
تحدث إبراهيم إدريس إبراهيم القائم بأعمال دولة أريتريا بالسودان مقدماً الشكر للسفراء المعتمدين بالخرطوم وللمضيفين مشيراً إلى أن الورشة تكتسب أهميتها بسبب أنها تصادف مرور 24 عاماً علي استقلال أريتريا ، ورغماً عن ذلك لا تزال أريتريا تتعاطي مع النزاع الحدودي بينها وبين الجارة أثيوبيا علي اقليم ( بادمي ) بإيجابية ، وأكد إبراهيم أنه في الوقت الذي اجتمع فيه البرلمان الإثيوبي عام 1998 لإعلان الحرب علي أريتريا ، اجتمع مجلس الوزراء الأريتري برئاسة الرئيس أسياس أفورقي وقرر معالجة النزاع الحدودي عبر الوسائل السلمية وليس القوة العسكرية ، وقال إدريس إنه ،ومنذ استيلاء الأخيرة علي الإقليم وعدم التزامها بالإتفاقية المبرمة بين الطرفين في الجزائر في 12 ديسمبر 2000 وحتي اللحظة تمتنع أثيوبيا عن ترسيم الحدود وتبتعد عن قرار المحكمة الدولية الصادر نصاً وروحا ، وأضاف إدريس :إن تعطيل قرار المحكمة يطيل أمد الأزمة بخلق حالة اللاسلم واللاحرب في الشريط الحدودي بين البلدين ، وبما ينعكس تالياً علي مجمل الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها ، وأشار القائم بالأعمال إلى أنه لابد من ترسيم الحدود ،أسوة بما تم في النزاع الأريتري مع اليمن علي جزر حنيش، حينما التزم الطرفان بقرار التحكيم مؤكداً أنه في الحالة الاثيوبية فإن الاتحاد الأوربي والاتحاد الافريقي وأمريكا ومجلس الامن كانوا الضامنين لاتفاقية الجزائر التي نصت علي أيلولة ( بادمي ) إلى أرتريا .
كلمة ربيع حسن أحمد :
قدم الاستاذ ربيع حسن أحمد ، مدير مركز دراسات المستقبل التهنئة للشعب الأريتري بمناسبة العيد الرابع والعشرين لاستقلال أريتريا وأوضح أن المركز ،وضمن اهتماماته ، يعني بالقضايا الافريقية وضرورات طرحها للتناول الإيجابي وصولاً إلى رؤى موحدة وتوصيات تؤخذ بعين الاعتبار ، ثم قدم ربيع معدي أوراق الورشة حيث قدم د. الزمزمي بشير في الجلسة الأولي ورقة بعنوان ( أريتريا جهود بناء الدولة والتحديات ) مذكراً بالشهيد الراحل المقيم المفكر السوداني أبو القاسم حاج حمد ودوره الكبير في الفكر الثوري الأريتري ، وأشار الزمزمي في ورقته إلى أن عدم ترسيم الحدود يساهم في إشعال النزاعات المسلحة بين الدول وخلق مناخات مؤاتية للتوترات .
مقترح بروفيسر حسن مكي :
في معرض تعليقه علي ورقة الزمزمي ، مدير جامعة افريقيا العالمية السابق البروفيسر المثير للجدل حسن مكي قال إن مبادرة السفارة الأريترية برعاية ورشة عمل حول عدم ترسيم الحدود وأثره علي التنمية في القرن الافريقي هي مبادرة طيبة وأكثر جدوى من اقتصار الاحتفالات بالأعياد الوطنية علي الطرائق النمطية المعهودة وسط السفارات ، وأشار مكي إلى أن كل الأزمات في دول القرن الافريقي سببها الرئيسي النزاع علي الحدود ، بيد أنه عاد وقال إن النزاعات بين دول الجوار علي الحدود بينها لا يجب أن تتحول الي سبب للحرب والخراب، واقترح مكي تحويل كل مناطق النزاع الحدودي بين دول القرن الافريقي إلى مناطق تكامل ، ورأى حسن مكي أن منطقة ( بادمي ) حكمت المحكمة الدولية بأيلولتها إلى أريتريا ولكن الشاهد أن الأزمة بين البلدين علي هذه المنطقة الحدودية لا تزال محتدمة ، رغم مخرجات مؤتمر السلام والتحول الديمقراطي الذي عقد بأثيوبيا وأعلن فيه ميلاد أريتريا كبلد ذي سيادة علي ترابه ، وعزا مكي الأسباب إلى وجود منافسة علي فرض الزعامة في القرن الافريقي و أن هنالك رأي اثيوبي يستمد منطقه من تاريخ صناع مملكة اكسوم من السليمانيين الحاكمين في أثيوبيا اليوم بأن أريتريا كلها تتبع لإثيوبيا وأن اثيوبيا وفق كثافتها السكانية واحتياجاتها الاقتصادية تحتاج إلى ميناء بحري وهو الوضع الذي تتمتع به أريتريا ذات الكثافة السكانية القليلة ، بيد أن بروفيسر حسن عاد وختم حديثه باقتراح وجهه للرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير والرئيس الاريتري أسياس أفورقي وقال إن السودان مؤهل لقيادة مبادرة لطي ملف النزاع الأريتري الإثيوبي بذات المرونة التي طوي بها ملف النزاع المصري الإثيوبي الخاص بسد الألفية وإن علي قادة دول القرن الافريقي اختطاف المستقبل من بين أيدي الأزمات والشروع في تكوين اتحاد لدول القرن الافريقي ،علي غرار الاتحاد الاوربي يتكامل مع الاتحاد الافريقي ويكون عاصماً لها من الدوران حول فلك النزاعات والتوترات .
متحدثون آخرون :
وتحدث في ورشة العمل العديد من المهتمين والباحثين حيث قدم د. الطاهر الفادني ورقة بعنوان ( ترسيم الحدود الأريترية ? الإثيوبية وعلاقته بالتنمية والاستقرار السياسي بدول المنطقة ) حيث أمّن علي ضرورة إحقاق الحق بالطلب من إثيوبيا ترسيم الحدود بينها وبين أريتريا وفق معاهدة الجزائر الموقعة بإشراف المجتمع الدولي وإنه لابد من احترام سيادة الدول علي أراضيها، مشيراً إلى أن الرئيس الأثيوبي الراحل ملس زناوي كان قد اعترف بأيلولة إقليم بادمي إلى أريتريا ولكنه تعرض لضغوط داخلية ليعود ويرفض الترسيم ،إضافة إلى أن رئيس مفوضية ترسيم الحدود بين البلدين بروفيسر ليهو لوترياخ كان قد أكد عبر تقرير شامل تضمن 11 نقطة بأنهم اجتهدوا لترسيم الحدود ولكنهم لم يجدوا تعاوناً من الطرف الإثيوبي . وتحدث حسن حامد ، خبير ترسيم الحدود بمصلحة المساحة السودانية مؤكداً علي ضرورة توفر الإرادة السياسية للأطراف لتنفيذ الجوانب المتعلقة بالعمل الميداني والفني لترسيم الحدود . يذكر ان نائب رئيس بعثة سفارة دولة جنوب السودان ( كاونك ) شارك في الورشة وقدم رؤية جيدة لأسباب النزاعات الحدودية وكيفية معالجتها كما تحدث الاستاذ عثمان عمر الشريف وشارك بمداخلة في الورشة كما تحدث كل من حسن كنتباي القيادي المعروف وعبدالقادر إبراهيم علي الباحث والمهتم بقضايا القرن الإفريقي.
عبد السلام

التيار

تعليق واحد

  1. هذا النزاع يجب ان ينتهى والاهتمام الكبير لمنطقة باديمى يضر بالموقف فقط … على الدول الثلاثة ترسيم الحدود نهائيا و و ضع علامات ثابته عليها
    فبادمى ليست المنطقة الوحيدة المختلف عليها
    ان شعب المرتفعات الارترية لا يمكن فصله من التعامل مع اثيوبيا وكذلك شعب النخفضات مع السودان فالحل فى ترسيم الحدود واعطاء كل شعب حق المشاركة فى وطنه
    ان المثلث الحدودى ( ام حجر _ همدايت – حمره ) يمكن جعله ملتقى طرق وتجارة وتعليم عالى وابحاث وسياحة للدول الثلاثة ومنه توصل جميع الطرق بين الدول الثلاثة وممكن يستفاد من مطار كسلا او مطار حمره
    فالحرب والعداوة لا تخدم الشعوب
    الاسقرار والمشاركة فى الحكم هي الطريقة المثلى للتقدم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..