
✍️ الدعوة لعقد أي مؤتمرات تشاوريّة في الوضع الحالي.. لن يكون لها كبير أثر في الحل الناجع للأزمة السياسية بشرق السودان.. حتى وان كانت هذه المؤتمرات جامعة لكل المكونات..
لأنّ المؤتمرات الدستوريّة التشاوريّة الناجحة تكون المشاركة فيها على أُسس المدنيّة الحديثة وليس القبليّة البدائيّة.. وهذا يتطلب قيام منظمات المجتمع المدني الحديثة.. وتأسيس أحزاب سياسية قويّة.. لينال كل انسان بشرق السودان استحقاقه الدستوري في اختيار من يُمثّله..
✍️ يجب أن تكون هنالك دعوات قوية ومبادرات لتأسيس أجسام سياسيّة مدنيّة قبل الدعوة لانعقاد أي مؤتمرات تشاورية..
✍️ الصراع الدائر الآن بشرق السودان.. هو نتيجة طبيعية لغياب منظمات المجتمع المدني الحديثة.. وتحكّم جسم سياسي واحد عبر شقّيه الاثنين في ملف الشرق.. وهو الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة بشرق السودان.. التي انقسمت لقوتين.. الاولى شاركت في مؤتمر الحوار الوطني لحكومة الانقاذ بقيادة سيد أبو امنة.. والثانية شاركت في عهد ثورة ديسمبر بمفاوضات جوبا للسلام بقيادة الأمين داؤد وخالد شاويش..
✍️ اختفت من شرق السودان أجسام سياسية تاريخية مثل حزب الامة القومي.. الحزب الاتحادي الديمقراطي.. وحزب المؤتمر الوطني بأمر الوثيقة الدستورية اختفى كذلك من الساحة.. كما أنّ انقسامات حزب مؤتمر البجا أضعفته سياسيّاً.. وصارت هذه القوى المدنية السياسيّة.. لا وجود لها حقيقي على أرض الواقع..
✍️ شرق السودان الآن كغيره من أجزاء السودان.. يعيش فراغ سياسي كبير.. ويحتاج لظهور أجسام وقوى سياسيّة برؤية جديدة.. يجب أن يكون من أهم ملامحها.. انهاء جاهلية “قبيلتي وقبيلتك”.. فمتى تختطف القوى المدنية هذه السانحة لتقوم بتشكيل أحزاب سياسيّة تستطيع آن تتنافس في مجالات التنمية المختلفة للسودان ولانسانه..؟
✍️ سيبقى المؤتمر الوطني أقوى تنظيم سياسي تمّ تكوينه في السودان.. ويحتل الآن كوادره المشهد السياسي بالسودان.. بعد غياب الجسم السياسي للحزب من المشهد الراهن، يشاركون عبر الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، فبعض شبابه الآن يشارك بفعالية بشرق السودان ويقف في صف مؤتمر سنكات.. وآخرين من الأساسيين في مسار شرق السودان..
✍️ أناشد الحكومة الانتقالية بتعديل الوثيقه الدستورية.. بأسرع ما يمكن، حتى يتم توسيع المشاركة الوطنيّة واستيعاب كافة القوى الوطنية الفاعلة، لأن اغلاق الحكومة الانتقالية نفسها في حضن قوى الحريّة والتغيير فقط أدّي لنزاعات وصراعات سياسيّة قد لا تنتهي الا بتمزيق البلاد وتقسيمها..
✍️ اللهم أحفظنا من.. “اسكت يا كوز يا مندس..