الحوثيون يخسرون فرصة الهدنة

الرياض تعلن هدنة إنسانية مدتها خمسة أيام تبدأ من يوم الثلاثاء، وتدعو الحوثيين إلى إظهار حرصهم على الشعب اليمني.
العرب
جون كيري يحيي أمس وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في باريس قبل حضور اجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في أول مهمة خارجية للجبير منذ توليه منصبه
الرياض – ردت السعودية بقوة على العمليات التي استهدفت أراضيها الأربعاء والخميس على الحدود مع اليمن، وأعلنت صعدة معقل المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران هدفا عسكريا مفتوحا، في خطوة تعكس حزما سعوديا وعربيا جديدا في التعاطي مع الأزمة اليمنية.
وقال مراقبون إن دول التحالف أرادت إبلاغ الحوثيين أن إيقاف عاصفة الحزم لم يكن ناجما عن ضغوط خارجية، أو لعدم القدرة على الاستمرار في إدارة المعركة، وإنما لإتاحة الفرصة أمام المتمردين لمراجعة مواقفهم والعودة إلى الحوار على قاعدة مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية.
وبدا أن الميليشيا الحوثية فهمت توقف دول التحالف عن الغارات وكأنه استجابة لضغوط خارجية ناجمة عن تدخل إيران لدى عواصم غربية.
وعرضت السعودية هدنة إنسانية مدتها خمسة أيام تبدأ الثلاثاء القادم لمساعدة المدنيين الذين يعانون من نقص الطعام والدواء والوقود إذا أوقف الحوثيون القتال. لكن بعد ساعات عادت لتهددّ برد عنيف على الحوثيين بعد الهجمات التي تعرض لها مدنيون سعوديون في مناطق الحدود.
ودعا نشطاء سعوديون على مواقع التواصل قوات التحالف العربي إلى فرض منطقة عازلة بين 30 و50 كلم داخل الأراضي اليمنية لمنع استهداف مواقع أمنية وعسكرية سعودية، فضلا عن الأحياء السكنية والمدارس التي طالها القصف العشوائي الحوثي.
وسبق أن طالبت أوساط سعودية بفرض منطقة عازلة داخل الأراضي اليمنية بعد المواجهة مع الحوثيين في 2009، وبدأت السلطات في بناء سياج أمني عازل داخل الأراضي السعودية لم تنته أعماله بعد.
وقال بيان لقيادة التحالف إنها أسقطت منشورات على الأهالي في مدينة صعدة تدعو المدنيين إلى المغادرة.
وقد شهدت المدينة موجة نزوح كبيرة خوفا من توسع دائرة القصف الذي نتج عنه تدمير مقر قيادة الميليشيات في ساقين، ومجمع اتصالات المثلث بشكل تام، وتدمير مركزين للتحكم والسيطرة في بني معاذ، ومصنع ألغام، ومركز قيادة للميليشيات في مذاب الصفراء.
وقال سكان من صعدة إن الغارات دمرت كذلك ضريح حسين الحوثي مؤسس الجماعة.
وكان المتحدث باسم قوات التحالف أحمد عسيري توعد بأن يتخذ التحالف الإجراءات اللازمة لردع هجمات الحوثيين على المناطق السعودية القريبة من الحدود اليمنية، وأن القصف سيتواصل 24 ساعة على 24.
وأكد عسيري أن قيادة التحالف والقوات المسلحة السعودية ستتخذ الإجراءات الكفيلة ?بردع هذا العمل سواء على الأشخاص الذين خططوا له أو المواقع التي انطلقت منها هذه العمليات والمدن التي تؤوي قادة من نفذوا هذا العمل وخططوا له?.
وأضاف أن ?ميليشيات الحوثي رفضت الالتزام بالقرار الدولي منذ البداية، وأن أمن السعودية خط أحمر?، في إشارة إلى ما تعرضت له مدينتا نجران وجيزان.
وأطلق الحوثيون قذائف من صعدة على مدينة نجران السعودية الثلاثاء والأربعاء مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وقصفوا منشأة سعودية للدفاع الجوي قريبة من نجران الخميس. وقتل سعوديان آخران في قصف للحوثيين أصاب قرية في منطقة جازان.
وفي محافظة شبوة جنوب شرق اليمن قالت مصادر أمنية محلية إن طائرات التحالف شنت خمس غارات جوية على الأقل في محيط مطار مدينة عتق وفي المدينة نفسها. واندلعت اشتباكات بين الحوثيين ومسلحين مناهضين لهم في المدينة.
وشنت الطائرات غارات أيضا في عدن في وقت متأخر من مساء الخميس وفي وقت مبكر من صباح الجمعة.
وقال مراقبون إن الرد القوي للتحالف على العمليات العدائية للحوثيين سيقوي من موقفه خاصة في دحض مزاعم حوثية إيرانية بأن قصف عاصفة الحزم يعقد الأوضاع الإنسانية ويمنع وصول المساعدات للسكان المحاصرين في عدن، لكن بان بالكاشف أن الميليشيا المرتبطة بإيران عملت على توظيف الوضع الإنساني لإحراج التحالف وأن لا نية لديها لوقف المعارك.
وأضافوا أن القصف العشوائي الحوثي على أراضي السعودية سيكون رسالة سريعة لوزير الخارجية الأميركي الذي بذل جهودا كبيرة لإقناع السعودية ودول التحالف بالتوصل إلى هدنة إنسانية، لكن رفض المتمردين وقف إطلاق النار والعودة إلى الحوار سيجعل الولايات المتحدة تعيد حساباتها.
وأجرى كيري في باريس أمس محادثات مع نظرائه الخليجيين قبيل قمة في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل حيث سيعمل الرئيس باراك أوباما على طمأنة قادة دول مجلس التعاون تجاه النووي الإيراني.
وأكد وزير الخارجية السعودي بعد اللقاء أنه يأمل أن يعود الحوثيون إلى صوابهم ويوافقوا على الهدنة، بينما قال كيري إن الحل السياسي وحده هو ما سينهي الأزمة وينبغي استئناف المحادثات دون شروط.