المذلة التي لا نرضاها

بسم الله الرحمن الرحيم

اهل السودان اشتهروا بتقاليد عريقة مرتبطة بالشرف والكرامة بل وشهدنا كثير من المواقف التاريخية التي ?مهما كانت فيها درجات الخلاف ? فان الناس يكرمون عدوهم عندما يكون في موقف الضعيف .واستلهام ذلك يأتي من جذور عريقة مرتبطة بصفاء الدين ونقائه.
ان الذي حدث في الايام الماضية وغطته وسائل الاعلام الانفاذية بصورة فيها افتخار بحدث هو في الحقيقة كان مفروضا ان يكون حدثا مخجلا وفيه شئ من العار.
غيرتنا كسودانيين لا تسمح لنا ان يذل من هو يتولى قيادة الدولة ولو كان عدونا اللدود فما بيننا وبينه وجماعته هو في المقام الاول خلاف من الصعب الاتفاق حوله, ولكن , ان تأتي سيدة محتالة وتصل الى داخل اضابير القصر الجمهوري المحاط بكادر امني واداري ودبلوماسي اضافة الى كادر حزبي وتنسل من بين اصابع كل هذه المجموعات لتظهر امام رأس الدولة حاملة خرقة عليها توقيع مزور فهذا عجب عجاب …. اين هذا الكادر المحيط برأس الدولة والذي يضع الخطط الاقتصادية والادارية ويسير دولاب الدولة بل اين رجال المراسم واين الذين يتحققون من الشخصيات القادمة الى القصرمن هذا العبث ؟!!.
ثم تأتي الينا مهزلة تكريم الرؤساء الافارقة للرئيس البشير التي لم يحضرها اي رئيس والزي العجيب الذي البسوه للرئيس.
ان اي زائر اجنبي ياتي الى البلاد مفروضا ان يبدأ بتقديم طلب للحصول على تأشيرة دخول للدولة ومن ثم تعرف السفارة الغرض من زيارته وتتحقق من اوراقه وتخطر الجهة المختصة ,ولكن ان يأتي كل من هب ودب عبر المطار ويستقبل على باب الطائرة كأنه رئيس دولة وهو مجرد محتال فهذه قمة الفوضى.
عادة عندما يأتي ضيف الى البلاد ? اي بلاد – عارضا بضاعته سواء كانت تجارية او سياسية او اقتصادية فان الاجراء المتبع ان يبدأ القادم من اول السلم يعني مثلا يبدأ بزيارة المكتب المختص في الوزارة او الجهة التي يبغى التعامل معها ثم اذا ما كان موضوعه جاذبا فان الامر يخضع لعيون فاحصة وخبيرة في مجال ذلكم التخصص واذا ما دعى الحال فان تلكم الجهات تلجأ الى استفسار وزارة الخارجية واجهزة الامن بل وتتوثق زيادة عن طريق وسائل التواصل الالكتروني .كل هذه الاجراءات تتم قبل ان تصل الى الوزير المختص والذي مطلوبا منه ان يتخذ الاجراء الذي يتفق مع سياسة البلاد ومن ثم يرفع الامر الى جهة عليا اذا لم يكن ذلك يفوق ما لديه من اختصاصات.
رأس الدولة هو رمزها ولا يُزج به اطلاقا الى توافه الامور والذين يفعلون مثل هذه الفعائل كان واجبا ان يُحاسبوا من اول السلسلة الى اخرها.
اما ما حدث في اديس ابابا فانني اتسائل …. ماذا يقول الرؤساء الافارقة حيال تكريم لم يفعلوه؟ ….بل ولم يحضروه ونُسٌب اليهم !!! ان عالم السياسة والدبلوماسية به نكات واستهزاءات تطوف عبر العالم وتبقى هذه التعليقات ما بقى عالم السياسة فنحن نسمع بطرفات عن رؤساء امثال عيدي امين وصمويل دو ومعمر القذافي وخلافهم ونأمل ان لا نرى السودان في قاموس النكتة العالمية اذا لم يكن قد حدث فعلا .
اننا لا نرضى لبلادنا هذه المذلة ولا نرضاها لمن يقود البلاد والذي نختلف معه في شأن ادارة الدولة لآننا سودانيون فوق كل شئ. فهل من علاج لهذا الداء الذي استشرى وهل من امل في ان نرى انفسنا في مقام عال سامي ؟؟
هاشم ابورنات
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا أستاذ هاشم أبو رنات إن المسألة ليست هي محاسبة فلان أو علان، فالنظام كله فاسد ويحتاج إلى الاجتثاث والكنس. إذا كان المسؤول الكبير لا يفقه شيئاً فما بالك بمن تحته؟

    إن نظام التمكين قد إدى لصعود أناس بفتقدون إلى أدنى معايير التأهيل، فليس غريباً ما تري ولكن الغريب أن يظل هذا النظام الهلامي متحكماً في مصير أمة عظيمة ذات تاريخ وشرف.

  2. يا هاشم انت بتنفخ في قربة مقدودة، و بعد كل السخرية التي تناولتها أقلام لا تحصى، و كشف التمثيليتين، و من قاموا بهمل، إلا أن إعلام السلطة لا زال يعيد و يكرر المشهد و يشيد بالعزة و الكرامة التي أحاطنا بها الرؤساء الأفارقة الغائبين عن المولد، و لا زالت أجهزة الإعلام تشيد بالغضنفر الهمام الذي فاز بثقة أفريقيا و ميسي، و كمان برشلونة.

  3. يقول العلماء الامريكان من المحتمل ان يصاب الرؤساء بجنون العظمة ومرض السلطة بعد ثمانية اعوام من الحكم لهذا تم تقيد الحكم بالنسبة لرئيس الجمهورية في امريكا بثمانية اعوام في دورتين فقط ويختلف ذلك عند العماء البريطانين حيث تم تقيد الحكم بعشرة اعوام في دورتين. اما بخصوص حكم العسكر فهم كضباط مصابين بشيء من جنون العظمة ومرض السلطة والتسلط وإن تمكنوا من الحكم فلا يحتاجون لكثير وقت ليصابوا بالجنون وهذا ماحدث للنميري والقذافي وعيدي امين وغيرهم كثر.

  4. والله يا سعادتك إنت بتاع مشاكل .. كلامك صحيح بس طريقتك في طرح الأسئله و تحفيز القارئ علي استنباط الإجابه فن صحافي متقدم و ساخر … … و دمـــتم

  5. يا أستاذ هاشم أبو رنات إن المسألة ليست هي محاسبة فلان أو علان، فالنظام كله فاسد ويحتاج إلى الاجتثاث والكنس. إذا كان المسؤول الكبير لا يفقه شيئاً فما بالك بمن تحته؟

    إن نظام التمكين قد إدى لصعود أناس بفتقدون إلى أدنى معايير التأهيل، فليس غريباً ما تري ولكن الغريب أن يظل هذا النظام الهلامي متحكماً في مصير أمة عظيمة ذات تاريخ وشرف.

  6. يا هاشم انت بتنفخ في قربة مقدودة، و بعد كل السخرية التي تناولتها أقلام لا تحصى، و كشف التمثيليتين، و من قاموا بهمل، إلا أن إعلام السلطة لا زال يعيد و يكرر المشهد و يشيد بالعزة و الكرامة التي أحاطنا بها الرؤساء الأفارقة الغائبين عن المولد، و لا زالت أجهزة الإعلام تشيد بالغضنفر الهمام الذي فاز بثقة أفريقيا و ميسي، و كمان برشلونة.

  7. يقول العلماء الامريكان من المحتمل ان يصاب الرؤساء بجنون العظمة ومرض السلطة بعد ثمانية اعوام من الحكم لهذا تم تقيد الحكم بالنسبة لرئيس الجمهورية في امريكا بثمانية اعوام في دورتين فقط ويختلف ذلك عند العماء البريطانين حيث تم تقيد الحكم بعشرة اعوام في دورتين. اما بخصوص حكم العسكر فهم كضباط مصابين بشيء من جنون العظمة ومرض السلطة والتسلط وإن تمكنوا من الحكم فلا يحتاجون لكثير وقت ليصابوا بالجنون وهذا ماحدث للنميري والقذافي وعيدي امين وغيرهم كثر.

  8. والله يا سعادتك إنت بتاع مشاكل .. كلامك صحيح بس طريقتك في طرح الأسئله و تحفيز القارئ علي استنباط الإجابه فن صحافي متقدم و ساخر … … و دمـــتم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..