مقالات سياسية

طلقاء الحركة الإسلامية.. حسن طرحة نموذجاً

عماد خليفة

أطلق المرحوم محمد طه محمد أحمد مصطلح الطلقاء على الذين ساندوا نظام الإنقاذ من غير أعضاء الحركة الإسلامية في بواكير أيامها الأولى التي مارسوا فيها أبشع أنواع البطش والتنكيل بخصومهم السياسيين. تم إطلاق هذا الاسم أسوة بطلقاء قريش الذين عفى عنهم الرسول محمد (ص) بعد فتح مكة وقال لهم قولته المشهورة (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
كان لطلقاء الانقاذ دور كبير في تثبيت دعائم وأركان حكم الانقاذ في سنينه الأولى بمشاركتهم المباشرة في العمل الأمني والسياسي والإداري والدبلوماسي والإعلامي، قاموا بتدريب كوادر الحركة الإسلامية الذين كانت تنقصهم الخبرة والدراية على تسيير دولاب الدولة والحكم. من أشهر طلقاء الانقاذ المحامي المشهور وربيب الانظمة الشمولية عبد الباسط سبدرات والمرحوم سليمان أبا صالح وعبد العزيز شدو و(كلب) الأمن عاصم كباشي والصحفي فتح الرحمن النحاس.
كان بعض أعضاء الحركة الإسلامية وعلى رأسهم المرحوم محمد طه محمد أحمد يحتقرون هؤلاء الطلقاء ويجاهرونهم العداء والاحتقار علنا بحجة أنهم غير مؤتمنين ولا يمكن الوثوق بهم ولا بما يقدمونه من خدمات للإسلاميين حتى وإن فاقت ما هو متوقع منهم. المرحوم محمد طه ومن معه كانوا محقين في ذلك لأن من يخون رفاقه وزملاء نضاله ويقدم نفسه رخيصة من أجل المنصب والمكسب غير جدير بالاحترام والتقدير. سجل لنا التاريخ الكثير من قصص الذين خانوا أوطانهم ورفاقهم مقابل المال أو المنصب، نذكر منها القصة الشهيرة  للضابط النمساوي الذي ساعد نابليون بونابرت في إحدى معاركه وأعطاه معلومات اعانته على كسب المعركة التي كان يخوضها ضد النمسا، ولما جاء ليتقاضى ثمن عمالته، رمى له نابليون بصُرة من الذهب على الأرض، فقال النمساوي: ولكني أريد أن أحظى بمصافحة يد الإمبراطور. فأجابه “نابليون” هذا الذهب لأمثالك، أما يدي فلا تصافح رجلا يخون بلاده.
الكثير من الأحزاب السياسية والأفراد شاركوا نظام الإنقاذ في مراحل تاريخية مختلفة عن طريق اتفاقيات جماعية أو منفردة وشاركوه السلطة لأسباب مختلفة أيضا، هذا أمر مفهوم وفقا لتقديرات وقراءات هذه الأحزاب والجماعات، وبعد قيام ثورة ديسمبر المجيدة اختفى البعض عن المشهد تماما وانبرى آخرون في الدفاع عن مواقفهم السابقة وناصبوا ثورة الشعب العداء لأنها سلبت سلطاتهم ومكتسباتهم في (كعكة) السلطة وهذه أيضا مواقف انتهازية لها ما يبررها رغم قبحها فحب السلطة وإدمانها خاصة عن طريق الارتزاق مرض يصعب الشفاء منه.
انزوى السيد حسن اسماعيل الشهير بحسن طرحة وزير البيئة ووزير الإعلام السابق في نظام الحركة الإسلامية الساقط  الذي تصالح مع الانقاذ واستوزر كعضو في حزب الأمة جناح مبارك الفاضل عقب موجة الثورة الأولى واختفى عن الأنظار تماما شأنه شأن كل لصوص الحركة الإسلامية وفلولها من الطلقاء الذين كانوا يخشون من عنفوان شرعيتها وشعاراتها الهادرة ولم يعد يذكره أحد لأنه لم يكن سوى مرتزق ومأجور ليس له (في العير ولا النفير).
ظهر السيد طرحة مؤخرا من تركيا كأحد أبواق الحركة الإسلامية و(ملكيا أكثر من الملك) يمجدها تمجيدا يستحي عنه حتى أصحاب المشروع الحضاري من اللصوص والبدريين أنفسهم، الذين لم يفيقوا حتى الآن من الصدمة العنيفة ومن الشروخ العميقة التي أحدثتها الثورة وشعاراتها في نفوسهم. ما يقوم به حسن طرحة من تطبيل وثناء على النظام الساقط لا يمكن إيجاد صفة مناسبة له سوى انه العهر السياسي في أبهى تجلياته. طرحة يستميت في الدفاع عن الإنقاذ بالرغم من أن مشاركته للنظام الساقط كانت في أخريات أيامه، صار وزيرا والنظام يلفظ انفاسه الأخيرة فأصبح كمن صام الدهر وأفطر على جيفة نتنة تعافها حتى الضباع. هذا التهافت والدفاع المستميت عن أولياء نعمته من لصوص العصر جماعة (هي لله) جعلته يتساوى تماما في السقوط المدوي كسبدرات وكل طلقاء العشرية الأولى بل فاقهم سوءاُ بإصراره على استفزاز الشعب السوداني و(مكاواته) بظهوره المتكرر في القنوات الفضائية لاسيما منصة الإخوان المسلمين (قناة طيبة) متعمدا تشويه ثورة الشعب بصورة لم يجرؤ عليها حتى (فاتية) الحركة الإسلامية حسين خوجلي.

‫10 تعليقات

  1. يقال للبنت سيئة السمعة وماشة بحل شعرها بانها بنت مطلوقة وحسن طرحة ليس من الطلقاء ولكنه مطلوق.

    1. عمرك سمعت عن فاتيه او عاهره او ساقطه، تدافع عن نفسها؟ هذه الفئات الثلاث من سواقط المجتمع، دائما ما يتوارون خجلا من افعالهم، و / او إحترام للمجتمع نفسه الذي يعيشون فيه، و يسألون الله أن يتوب عليهم.
      و إذا ظهر حسن طرحه للدفاع عن نفسه، كما تتمنى انت، فلابد لحسن طرحه هذا، إن يكون أكثر سوءا من الفواتي و العاهرات و سواقط المجتمع، الذين تم ذكرهم في هذا التعليق.
      الثوره مستمره، لكنس عفن المتأسلمين الإرهابيين، و المجد و الخلود لشهداء الوطن الأبرار.

    2. طبعاً كعادتك يا الكوز المتخفي مستر Mohd تنتظر هذا الإنتيكة حسن طرحة (الذي لبس الطرحة) ليدافع عن نفسه. هذا شخص انتهازي ليس له مبدأ والدليل على ذلك أنه وقف في سبتمبر ٢٠١٣م وجثة السنهوري أمام المتظاهرين لم تدفن فقال أمام الملأ (إننا لو ساومنا هذا النظام حنلبس طرحة). وبعد اقل من عامين لبس حسن الطرحة بامتياز ووالى الإنقاذيين مقابل الثمن. ماذا تريد؟

      1. المره الجايه، و قريبا جدا، إن شاء الله، حا يلبس حسن هذا، “الرحط” نفسه، إضافة للطرحه، و سيرقص رقصة العروس أمام الملأ.
        هم اصلهم كده: تربية، و سلوكا، و إنحرافا.

  2. العهر السياسى الذى يمارسه حسن اسماعيل هو منتج طبيعى لتربيه حزب الامه كحزب رجعى طائفى متقوقع فى ثروه درويشيه تدجيليه تمحورت حول ال المهدى. يقدم حسن اسماعيل تحليلات مناصره للكيزان ولايتورع فى مدح والثناء على الكيزان ..بالرغم من ان حسن اسماعيل رجل له نضالاته ضد الكيزان ولكن تطبيع وتنشيئه حزب الامه راهنت على نفسها الا تنتج هكذا كوادر.لا تكمن المشكله فى حسن اسماعيل وانما فى تنظيم حزب الامه الذى يحوى كوادر تبعيه استحماريه لا تمتلك التفكير خارج الصندوق ومنغلقه فى الجهويه ومتافيزيقيا المتخيل الرجعى —فلا حرج ان يصعد حسن اسماعيل كطبال للكيزان وهو سياسى محنك ولا حرج انتاج مثل محمد التعايشى وجدليه مركز الدرسات بلندن الذى يدير مشروع تقسيم السودان بقيادة دحلان —والنار تخرى الرماد –وحزب الامه يخرى الخيانه والانتهازيه

    1. الطائفيه إلى زوال في السودان.. فاطمئن يا اخي في الوطن.. لأن “التغيير” هو سنة الحياه، و حتمية تطور الإنسانيه، مذ نشأة البشريه عبر القرون.. و لك التحيه و الشكر، فقد كفيت و وفيت.

  3. وما تنسى الارزقى الشهير مصطفى البطل الذى كافأته الانقاذ بمنصب الملحق الثقافى بسفارة لندن وكان يظهر فى الفضاءيات أيام ثورة ديسمبر و يذكر أن التظاهرات قليلة للغاية والتقارير عنها مبالغ فيه ولن تحدث أى تغيير.

  4. الاخ عماد كاتب المقالة لك التحية.
    البعمل فيهو حسن طرحة وامثاله من اشباه الرجال ليس عهر سياسى … انما لواط سياسى … وده طبعا نوع من انواع السياسة مابقدر يمارسوا الا زى طرحة واشباه الرجال البطبلوا للانقاذ وحسى بلحسوا براز البرهان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..