الشاويش عمر البشير!..

كان للراحل الاستاذ عبدالخالق محجوب مصطلح يتعاطاه واصفا به بعض كادر الحزب من محدودي القدرات الفكرية والتنظيمية حتي وان كانوا في بعض المواقع القيادية داخل الحزب الشيوعي السوداني بان يطلق عليهم توصيف ولقب الشاويشية من شاويش! وهذا ليس انتقاصا من رتبة الشاويش ولاكنها من المعروف انها في أدنى مراتب العسكرية القيادية! ولعل الاستاذ عبدالخالق كان يعني انهم بالاضافة لمحدودية القدرات ميلهم لتنفيذ الاوامر الحزبية بامتياز ودون امعان العقل والتفكير! ومثل هذا النوع من الكادر يكون مفيدا للحزب في انجاز بعض المهام علي الوجه الذي يخدم الحزب في كثير من الأحيان!..ولاكنه اي عبد الخالق كان لايميل لجعلهم يكلفوا او يوضعوا لأعمال ومواقع تحتاج الي الذكاء والقدرات العالية خاصة التنظيمي منها وماله من تاثير علي مجمل هيئات الحزب خاصة مع مبدأ مثل المركزية قد يكون فيه الكادر ممثلا لكامل الحزب او الهيئة القائدة! تزكرت حقيقة الكادر عمر البشير وهو من تنظيم الجبهة الاسلامية ومن المؤسسة العسكرية ومن الذين جاء بهم الترابي وعلي عثمان كواجهة للنظام او الانقلاب الذي تم علي ايديهم علي الديمقراطية! ولعل انهم في اختيارهم لعمر البشير لم يكونوا ليغفلوا انه من نوعية الكادر المطيع والمحدود القدرات فكريا وتنظيميا ليسهل عليهم توجيهه وكي ينفذ كل مايريدون! وتحضرني انه عندما تم اعدام شهداء حركة رمضان جي بكشف الضباط لعمر البشير يحمله ضابط برتبة رائد وهو ابراهيم شمس الدين بينما كان البشير برتبة فريق وبرغم ذلك امره ان يوقع علي امر الاعدام وعندما تلكا البشير قال له يستحسن سعادتك توقع كان مضيت ولا ما مضيت الجماعة ديل نحن اعدمناهم! ، فهو بالنسبة لهم كان مجرد كادر ينفذ الاوامر فقط!.. لاكن مع مرور الايام والصراع داخل الإسلاميين وفيما بينهم اصبح البشير مجرد مخلب لعلي عثمان تارة او لنافع او لهم الاثنين معا ضد بقية خصومهم في كراسي السلطة التي يحتكرونها! وذلك بعد ان تم اخراج الترابي من المشهد وآخرين بمثل ماهو معروف!.. ولولا ان عمر البشير كان عسكريا فقط لتمت التضحية به مبكرا! ولو كان من بين كادرهم العسكري من هو يمتلك قدرات الرئيس في اطاعة الاوامر دونما كثير ويصلح ليكون مخلب ودرقة في اان واحد لتمت تنحيته او حتي تصفيته كغيره ممن تمت تصفيتهم لتسير مركبتهم وتواصل سلطتهم وسطوتهم!.. حتي بعد ان صرح برغبته من قبل في عدم رغبته في الترشح لدورة ريياسية جديدة تم ارغامه علي الاستمرار في دوره هذا لانه ليس هنالك من تتوفر فيه الشروط وهنا سوف يصبح الصراع مكشوفا سيذهب معه كل النظام لوجود النزعة للانفراد بالسلطة وخلافة الرئيس! حتي والرئيس ملاحق دوليا لايستطيع الإسلاميين وحلقة السلطة التضحية به كي لايلحقوا هم أيضا به!ورغم كل تلك الوضاعة الفكرية واخطاء التصريحات الكارثية يظل بالنسبة لهم لابديل له وعليهم ان يتحملوا فقط فهذا هو خيارهم الأوحد واعني مجموعة من يديرون لعبة السلطة اليوم وفي الطرف الأقوى من الصراع!.. اذا هنالك مفارقة ملفتة ان تكون ريئسا تحمل اعلي رتبة عسكرية وهي المشير ومع ذلك من الواقع الحزبي التنظيمي تنطبق عليك مقولة عبد الخالق وهي الشاويشية!.. نتمنى ان تكون قد فهمت سيادة الشاويش عمر حسن البشير!..

[email][email protected][/email]