الرئيس البشير بطة عرجاء

درجت الأوساط الإعلامية و السياسية في الولايات المتحدة الامريكية علي تسمية و وصف الرئيس المنتهية ولايته في اخر أيامه بالبطة العرجاء و هي كناية عن حالة العجز التي تنتاب الرئيس في هذه الفترة و عدم قدرته علي الفعل و تمرير السياسات وبذلك تتحول إدارته الي إدارة تسييرية و هذه الحالة تشبه كثيراً هذه الحالة الماثلة السودانية التي تحول فيها البشير الي بطة كسيحة تنفيذيا علي الأقل لحين اجراء الانتخابات القادمة.
و بذلك تتحول حكومة البشير و كما زكر هو علي لسانه في خطابه الأخير ان اهداف حكومته في المرحلة القادمة يتمثل في تحقيق الحد الادني من الواجبات تجاه البلاد و المواطن و هذا يعني محاولة الحفاظ علي الوضع القائم و عدم الإتيان باي جديد بالنسبة للمشاريع و الخدمات للمواطنين.
و هذا يقود بالضرورة الي توجيه أنظار جميع العاملين بالدولة و المواطنين تجاه الانتخابات القادمة و ما قد تسفر عنه من قيادة و مشروع سياسي جديدين علي الرغم من ان نتائج تلك الانتخابات محسومة منذ الان و بأغلبية كاسحة للرئيس البشير مع تمثيل نسبي للأحزاب الديكورية المعارضة و المشاركة في كعكة السلطة.
و من الوارد خلال هذه المرحلة حدوث بعض التصدعات السياسية في جسد المنظومة الحاكمة و المعارضة و بروز و اشتداد الحركات المطلبية السلمية الجهوية و المطالب النقابية و الفئوية و التمرد السياسي العناصر القبلية الموالية للحكومة بطريقة سياسية او عسكرية و تكون محصلة كل هذا الحراك الموت الفعلي التنظيمي للمؤتمر الوطني الذي تحول حاليا الي مجرد واجهة إعلامية.
كل هذا يحدث في ظل تدمير كامل للبني التحتية المنتجة و غياب للحلول المستقبلية و استمرار في عملية التصدع و الانهيارات الاقتصادية و التي قد تعبر عن نفسها في شكل احتجاجات و اضطرابات اجتماعية سرعان ما سيتم قمعها بعنف مفرط و التعويل علي الحلول الأمنية .
ليس هذا التحدي الوحيد اذا اخذنا في الاعتبار استحقاقات السلام و الالتزامات الدولية المرتبطة بسقوف زمنية و أولي هذه المحطات هي في شهر مايو القادم و الذي من المتوقع فيه صدور قرارات أممية من مجلس الأمن بخصوص النزاعات الطرفية يتم التوصل بها الي اتفاقات سلام كاملة أو جزئية و متزامنة أيضاً مع عملية الحوار العبثي الداخلية.
تليها مرحلة المؤتمر العام للحزب الحاكم و مؤتمراته القاعدية في أواخر العام لتضيف فصلا اخر من فصول الحبكة السياسية و الذي قد يشهد اندماجا لأحزاب الحركة الاسلامية الإصلاحية و الشعبية و الوطنية لتخوض الانتخابات في مطلع العام القادم بسهولة و اكتساح بأغلبية.
لذلك علي المجتمع و قواه الحية التعبير في هذه الفترة الحساسة من عمر البلاد عن المطالب الاحتماعية بعيدا عن الأيديولوجيا السياسية و الحديث عن الخدمات و الاستحقاقات لإخراج الفئات النخبوية و لكي لا يتم قمعها بدعاوي سياسية او أمنية.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..