سيول وسيول

بعد التهنئة لكل القراء بالعيد ونسأل الله أن يعيده علينا وبلادنا في خيرين وزيادة. طبعًا من القراء من هو في هم آخر اقصد كل من تأثر بالسيول التي عمَّت البلاد وخصوصًا شرق النيل والولاية الشمالية وأخيرًا الجزيرة وخور شمبات.
وهنا يطرأ سؤال: لماذا دمرت السيول قرى بأكملها وجرفت طرقاً مهمة هل معدل السيول غير عادي ام طرأ على الأرض ما طرأ؟ بعض المسؤولين يعيب على الناس أنهم بنوا منازلهم في مجرى السيل والمواطنون يقولون إن ما طرأ على جعل الأرض وتحضيرها للزراعة هو السبب بحيث قامت ترع وحجزت المياه او غيرت مجرى السيل القديم.
كل هذا يجب مراجعته ويجب ألّا تكون «الهندسة بالنظر» مثلها مثل الدفاع بالنظر كأغرب نظرية. هندسة الطرق يبدو انه ينقصها عمدًا او سهوًا او جهلاً من اين يأتي الماء ولم تحسب حسابات العبارات مما يضطر الأهالي عندما يقع الفأس على الرأس بقطع الطريق لتمرير المياه هذا لم يحدث مرة ولا مرتين ولا عشرًا بل اصبح امرًا في عداد الأمور العادية حيث لا يُحاسَب المتسبِّب ولا الفاعل بغض النظر عن خسائر قطع الطريق وتعطيل الحركة وما تكلفه من وقت ووقود وعكننة.
إذا ما سُئلت عن رأيي لقلت يجب مراجعة دراسة الطريق الذي تعرض للقطع ومن أعدها مكتب استشاري خاص أو عام ويُحاسَب على كل هذه الخسائر التي تحدث بل ويلزم بعمل العبارة أو المواسير التي تمرر الماء في لحظات هذا إذا كان العقد يسمح بذلك وإلا رُفع الأمر للقضاء. لا يُعقل أن يستلم صاحب دراسة كل ما له ولا يفطن لما عليه إلا بعد أن تأتي السيول. أليس هناك مراجعات من عدة جهات لهذه الدراسات، دراسات الطرق؟ ولا أستبعد أن تأتي جهة صاحبة دراسة وتقول دراستنا صحيحة وتصميمنا صحيح ولكن ما طرأ على الأرض بعد ذلك هو السبب، نحن لم نكن نظن ان الأراضي ستجعل من مصارف السيول خططًا سكنية أو ان يقولوا وما كنا نظن أن الزراعة ستمد القنوات بلا رجوع لدراستنا. أحيانًا يكون المواطن مرجعًا مهمًا في مثل هذ الأمور.
ونعود لمعالجة الكوارث كيف عالجت ولاية الخرطوم كارثة شرق النيل التي كانت البداية؟ هل مجرد زيارة المسؤول الكبير وتصويره يمد عصاه يمنة ويسرة ويعود لطائرته هل تكفي لتضميد الجراح؟ والأطفال في العراء يشكون البرد والجوع وحطام بيوتهم أمامهم ومتاعهم تحته ويبحثون عن مكان يقضون فيه ليلهم الذي أصبح ليالي.
ماذا لو أعلنت حالة طوارئ؟ ماذا لو استنجدنا بالعالم أمريكا ذات نفسها أعلنت حالة الطوارئ بعد الإعصار الشهير وتلقت عونًا خارجياً. الخوف من مد اليد وأن تأتي فارغة يجب أن تتجاوزه الجهات المسؤولة، المحنة كبيرة، هذه آلاف المنازل، وأمة محمد بخير، فربما يجد هؤلاء المتضرِّرون من يمدهم بخيام على الأقل إلى أن ينجلي الأمر. أما ادعاء ولاية الخرطوم أنها قادرة على تجاوز الأزمة فيبدو أن الزمن كذب هذا الادّعاء والخريف مازال في أوله.
ورغم كل ذلك السيول ولا الجفاف والقحط. اللهم لك الحمد ولك الشكر.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الخبر ده مهداء لكاتب انتكاسة ود مصطفى دلوكة
    (( الجزيرة / الأنصاري

    قامت عناصر من شرطة الحاج عبد الله بمحلية جنوب الجزيرة بالإعتداء بالضرب المبرح على شاب بسبب حلاقة شعره على طريقة أحد لاعبي فريق برشلونة الاسباني وذلك في الشارع العام بقرية البيلاوي ثم تم ترحيله إلى قسم الحاج عبد الله ليتم ضربه مجدداً، واحتجز لمدة(7) ساعات وتمت حلاقة رأسه (صلعة) كعقوبة وأطلق سراحه بالضمان، وقال أنه سيفتح بلاغاً ضد الشرطة.

    الميدان))
    ماتكلم صحبك الطيانى اسحق فضل وصحبو الشى ميل اربعين الهندى عز الدين يشفوا ليكم طريقة لوقف السيل ده اصلهم خبرة عريقة فى اعمال الطين والطى والاطماء والعيكورة

    الطريفى ود كاب الجداد
    عن اولاد الجزيرة التركوا المدارس والمزارع وبقوا باعة للموية والهتش بشارع المك نمر بالخرتووووووووووووم

  2. باسم لجتنا الفتية الشابة الواعدة نحى الكاتب حامل الماجستير فى تكنلوجيا العلوم على هذا المقال الرائع الهادف ونعلن من هنا باسم نقابة عمال الطين والطى والاطماء والعيكورة عن اتم استعدادنا لتلبية كافة حاجات ومتطلبات الفتيان والغلمان من شطف وتطهير كل الاماكن بواسطة تكنلوجيتنا الجديدة المتمثلة بالشطف بالهواء
    عن لجنة نقابة عمال الطين والطمى والاطماء والعيكورة
    اسحق فضل والهندى عزالدين والضو بلال وحسين خوجلى واولاد البلال اصحاب جريدة الدار قبل الجار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..