الحداد يليق بالكترا – يوجين أونيل

تدور احداث المسرحية في بيت آزرا مانون ؛ القائد العسكري والقاضي الذي لديه زوجة (كرستين) ، وابن (أورين) ، وابنة (لافينيا ، فيني). تتحدث المسرحية عن مأساة هذه الأسرة العريقة ، حيث قتلت الأم الأب لتنفرد بعشيقها ، ولكن الابن والابنة يقتلان العشيق فتنتحر الأم ؛ ثم يصاب الابن بالجنون من تأنيب الضمير فينتحر بدوره وتنعزل الابنة في المنزل الملعون المليء بأشباح الموتى.
يستخدم أونيل التحليل النفسي لأبطال المسرحية ؛ فهو يهتم بكل الخواطر النفسية ﻷشخاصه ، ردود أفعالهم وانفعالاتهم ، استثاراتهم ، فهو يرسم التعابير في وجوههم بدقة دون أن يتجاهل المضمون النصي والحوارات نفسها تبدو في أجزاء منها أقرب إلى مدرسة اللا معقول ، متقطعة ، مترددة ، تعكس حالة ارتباك كبيرة داخل العقل ، ويستطيع أونيل أن يصنع من بساطة المسرح صورة معقدة ؛ فواجهة المنزل يتم تكئيبها وتشحيبها عبر استخدام الضوء ، وكذا الحال لغرفة الاستقبال أو المكتب ، إلا أن المسرحية تبدو عادية جدا من حيث الحبكة ، فهناك سرعة تدفق عالية جدا لتعقيداتها مما يقلل من الغموض المفترض ؛ على سبيل المثال نجد أن قصة العشيق والأم لم تأخذ وقتا طويلا من السرية ، بل وصلت إلى الابنة ثم الأب ثم الابن بسرعة ، وكذا الحال بالنسبة لقتل الأم للأب ، وقد أدى هذا إلى نتيجتين عكسيتين : النتيجة الأولى هو أن النص أصبح مشوقا لسرعة تداعياته ، ولكن من ناحية ثانية فقد النص حلاوة الغموض وبطء التكشف وأضحى أقرب إلى القصة أو القصص القصيرة .
المسرحية بشكل عام جيدة ولكنها ليست ممتازة ، فلا تحمل عمقا فكريا سوى جانب التحليل النفسي. ومع ذلك فهي تتسم بالإثارة والتشويق. ولكن يكفينا أن يوجين أونيل كان هو من حرك الماء الراكد للمسرح الأمريكي.
أمل الكردفاني
31أكتوبر 2014
[email][email protected][/email]
الاستاذ أمل
شكرا
على العرض لجنس ادبي و نوع إنساني نحن في حاجة إليه. إذ نحن في الحقيقة نفتقد هذا النوع من الكتابات و للأسف
لكني حسب ما أظن أن القصة هي تناول محدث لقصة أوديب. هل ذلك صحيح؟
لقد طال علي العهد سنوات من قرأءة أوديب و الحداد يليق بإليكترا.
أرجو الإفادة. سواء كرد شخصي أو رد عام.
و لك الشكر
أخوك محمد عبدالله
لك الشكر د امل علي العمل الجاد غلي اثراء الساحة الادبية بهذه الكتابات التي تحاول انت ان تلقي حجرا في بركة النقد الادبي الراكدة حتي اسن ماؤها
يوجين أونيل كان قد حرك المياه الراكة
للمسرح الأمريكي
و يبدو أن د. أمل الكردفاني سيعيد
للمشهد الثقافي السوداني زخمه إبان
عقد السبعينات و تفاعله مع ما يدور في
الغرب من تطورات عبر المسرح و ضروب
الفنون الأخرى
فليرفد كل من له صلة بهذا الأمر هذا الحراك
و يسهموا بعطاياهم لإثراء المشهد الثقافي
السوداني حتى ننتقل من حالة الموات الى
الحيوية و الفعل !!!؟؟…