القوى السياسية تقول رأيها.. زيارة أردوغان .. التناول من (ماعون حزبي)

الخرطوم.. عبد الرؤوف طه
حظيت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان بأصداء داخلية وخارجية واسعة.
وعلى الصعيد المحلي أبدت عدد من القوى السياسية الداخلية ترحيبها بالزيارة باعتبارها الأولى من نوعها لرئيس تركي منذ الاستقلال.
أضف إلى ذلك ما تتميز به تركيا من قوة اقتصادية لها القدرة على المنافسة داخل الأسواق الأوروبية.
الأمة يرحب
وصف نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق صديق محمد إسماعيل زيارة أردوغان بالتاريخية وبأنها على درجة عالية من التميز وجاءت في وقت تمر فيه المنطقة العربية بالصراعات لذلك من شأن الزيارة خلق حراك إيجابي.
وقال لـ (الصيحة) إنه ينبغي أن تستثمر الزيارة بعيداً عن المزايدات السياسية وعدم استخدام التصنيفات السياسية والقول أن أردوغان معنا أو ضدنا.
وطالب صديق إسماعيل أردوغان بالعمل على توفيق أوضاع القوى السياسية ودفع مسيرة العمل السياسي السوداني الى الأمام، مبيناً أن السودان تربطه علائق أزلية مع تركيا على المستويين الشعبي والرسمي رغم الهنات.
وزاد أنه بالرغم من هذه الهنات فذلك لا يفسد للود قضية، وأضاف بأنه إذا تعافي السودان فإن الأمة العربية والإسلامية ستتعافى بالتالي يجب على أردوغان أن يعمل على تعافي وتصالح القوى السياسية السودانية ودفع مسيرتها للامام بعيداً عن المزايدات السياسية.
الشعبي.. زيارة إيجابية
يقول أمين العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الشعبي نادر السيوفي عن أصداء زيارة أردوغان أن الزيارة جاءت متأخرة ولكنها إيجابية.
وأضاف في حديثه مع (الصيحة) أنه كان من المتوقع أن يزور أردوغان الخرطوم مبكراً لأنه طاف على عدد من الدول الأفريقية والعربية في أوقات سابقة مثل تونس وغيرها وأن العلاقات بين الخرطوم وأنقرة أكثر متانة من الدول الأخرى، لذا تمنيت أن يزور أردوغان الخرطوم مبكراً.
مردفاً أن التقارب بين حكومات البلدين يساهم في تقوية العلاقات بينهما. ومعرباً عن تمنياته أن تكون تركيا بوابة السودان صوب القارة الأوروبية. مذكراً بأن لأنقرة استثمارات ضخمة في إثيوبيا وعدد من الدول الأفريقية فيما السودان مهيأ أكثر من هذه الدول لاستقبال الاستثمارات التركية، وقال السيوفي إن الزيارة لا تخلو من البعد السياسي خاصة أن هنالك قواسم مشتركة تجمع بين الحكومتين السودانية والتركية .
الاتحادي.. زيارة تاريخية
تحفّظ الناطق الرسمي باسم الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد سيد أحمد عن الادلاء بتصريحات صحفية مبيناً أنه ينتظر موقف الحزب خاصة زعيمه مولانا الميرغني حول زيارة أردوغان للخرطوم.
بيد أن القيادي بالحزب ميرغني بركات قال إن زيارة أردوغان للخرطوم تاريخية بلا شك وإن صحب ذلك بتساؤلات حول ماهية الزيارة (سياسية أم استثمارية) أم لها رسائل أخرى.
وقال بركات لـ (الصيحة) إن تلويح أردوغان بعلامة رابعة العدوية فيه دلالات سياسية غير مقبولة للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل.
الإصلاح الآن … زيارة مهمة
يقول القيادي بحركة الإصلاح الآن فتح الرحمن فضيل إن زيارة أردوغان للسودان تعتبر مهمة وإن الاصطفاف في محور تركيا وقطر وروسيا هو محور أخلاقي وأكثر فائدة ونفعاً رغم أنه لا يقوم على مصلحة ويمكن الاستفادة منه.
وأضاف أن تركيا لديها تاريخ دولة عظمى ولديها نفوذ تريد توسيعه في أفريقيا، والسودان لديه الحد الأكبر في تقدير العهود والاتفاقيات، أوردوغان يتعامل مع دول ذات أخلاق سواء كان على المستوى الشعبي أو الحكومي.
وقال فضيل لـ (الصيحة) إن محور السعودية مصر والإمارات محور مؤقت وليس مفيداً ويقودنا لمحطة محددة بالتالي فالأسلم الاصطفاف مع تركيا، لأنها لا تريد منّا دفع ثمن، (على حد تعبيره).
السوداني يطالب
بدوره دعا رئيس حزب المؤتمر السوداني الباشمهندس عمر الدقير لرسم سياسة خارجية متزنة تقوم على مد جسور التواصل مع المجمتع الدولي والإقليمي بما يخدم مصالح الشعب السوداني.
مشيراً إلى أن المثلب الأبرز على الإنقاذ يتمثل في انعدام الشفافية ومصارحة الشعب بالحقائق. ثم سحب ذلك على الزيارة ليقول بأنهم لا يعلمون بما دار بين الحكومة وأردوغان ومرافقيه في الغرف المغلقة.
معلناً رفضهم التام والمبدئي للزج باسم السودان في سياسة الأحلاف ومحاور الصراعات الإقليمية والدولية أو ربطها بالتنظيم العالمي للإسلام السياسي.
مضيفاً في حديثه مع (الصيحة) بأنهم مع انتهاج سياسة خارجية مساهمة في جعل العالم أكثر أمناً وعدالة لكل الإنسانية.
وحول التوقعات باستثمارات تركية ضخمة عقب الزيارة يقول الدقير: المطلوب تهيئة البيئة الاستثمارية لجذب الاستثمارات الأجنبية سواء كانت تركية أو غيرها مذكراً بأن ذلك رهين بالواقع السياسي، وهو واقع يراه قاتماً في ظل الحكومة الحالية.



