استراتيجية كيس الصائم..اا

استراتيجية كيس الصائم!

صلاح الدين مصطفى
[email protected]

كل ما يهل شهر رمضان المعظم يظهر في الشاشة ” ناس الزكاة” وتنهمر الاخبار والتقارير حول الربط المقدر واللجان القاعدية والاطر الاستراتيجية ومصطلحات” كدة ” ما انزل الله بها من سلطان !
وعلى سبيل المثال جاء في صحيفة الرأي العام امس ما يلي” أقَرّ ديوان الزكاة، بفشل عمل لجان الزكاة القاعدية في أداء دورها لتفعيل العمل الزكوي، والوصول إلى المستهدفين في معظم الولايات بما فيها ولاية الخرطوم، وأبان الديوان الذي دشّن أمس برنامج شهر رمضان لهذا العام بتكلفة أكثر من (37) مليون جنيه لـ (700) ألف أسرة في مختلف الولايات، أنه تم إصدار توجيه بإعادة بناء وتفعيل اللجان القاعدية، وطالب الديوان بعدم تمثيل أفراد من اللجان الشعبية في هذه اللجان. “!
وشاءت الصدفة ان أستمع لتقريرين في الاذاعة السودانية ضمن نشرة العاشرة مساء امس الاول وبلغ زمن التقريرين قرابة الربع ساعة ،وخرجت بانطباع واحد من كل ذلك وهو ما يصطلح على تسميته في الصحافة المقروءة ” بالمادة التسجيلية” ولمزيد من الشرح” الاعلان”!
تحدث” العاملون عليها” في التقريرين عن صرف من لا يخشى الفقر ،وقد اذهلتني الارقام التي وضعت من اجل ” المساكين والفقراء” في السودان وهذا طبعا بعد ان” فشلت اللجان القاعدية في اداء دورها لتفعيل العمل الزكوي” حدي فاهم حاجة!
وفي الحقيقة فأنني ومن خلال ما سمعته “وليس من سمع مثل من لم يسمع” ارتفع حاجب الدهشة عندي ولم يعد لمكانه حتى كتابة هذه السطور فالاخوة في ديوان الزكاة رسموا صورة لعملهم لايستوعبها الا اولي العزم من الراسخين في العلم وفي تعقب ماثر الصحابة والتابعين ،وايقنت وانا اتأمل في ما طرق سمعي في تلك الليلة حال الفقراء والمساكين و-بالطبع العاملين عليها- ونفحاة الديوان تتدفق عليهم “كجلمود صخر حطه السيل من عل”!
اذن وبلغة الارقام ،فأى “كيس الصائم” لهذا العام سوف يغطي 700 الف اسرة بكلفة تصل الى 37مليون جنيه بالجديد الذي اصبح قديما بعد طباعة العملة الجديدة ،ويساوي الرقم ” بالقديم حقنا البنعرفو داك” 37مليار جنيه!
وغدا عزيزي القاريء تكتشف ان هؤلاء الفقراء هم من العاملين في مؤسسات الدولة المختلفة ويصرفون رواتب شهرية ،وليسوا من المتسولين والعاطلين عن العمل ومرفودي ” الشالح العام” ولاتسأل عن الطريقة التي تتوصل بها الى هذا الاكتشاف المثير،فسوف تجد ” المكسر شايل الاعمى” وشايل معاه كيس الصائم وكرتونة رمضان وزاد الخلا ” كمان”!
وهنالك ازدواجية في هذه المنحة الالهية ، حيث يصادف ان يصرف العامل كيس الصائم من “مكان عمله” ،ثم تنفحه “النقابة” بكرتونة الصائم وينال شوال الصائم ضمن كوتة المجاهدين! هذا غير منحة المعتمد والوالي والرئيس.
يحدث هذا في الوقت الذي تحفى فيه اقدام المعدمين ،وتبلى مؤخرة جاليبهم وهم يساسقون ويجلسون الساعات الطوال امام مكاتب ” المحسنين والخيرين ” غير الحكوميين”بدءا من ثبوت االشهر الكريم وحتى جلوس ائمتنا الكرام في مجلسهم العامر لاعلان ثبوت العيد او الاقرار بمد شهر رمضان ليوم اخر!

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..