أحمد ضلال: لسان الحكومة الكذوب

أطلق وزير الدعاية السياسية للزعيم النازي ادولف هتلر و أبرز رموز الرايخ الثالث جوزيف غوبلز العبارة التي صارت عنواناً لأبواق الأنظمة الفاشية في كل زمان ومكان : أكذب .. أكذب حتى يصدقك الناس.

وقد كان غوبلز خطيباً مفوهاً, وصاحب ملكات فذَّة في توظيف الآلة الإعلامية للتأثير على الناس, و إستطاع بإحتكاره لوسائل الإتصال الجماهيري تجييش الشعب الألماني خلف الفوهرر في حروبه العبثية التي حصدت أرواح اكثر من ثلاثين مليوناً من البشر.

غير أنَّ وزير إعلام حكومة الإنقاذ أحمد بلال (ضلال), ليس من أصحاب المواهب أو المهارات مثل جوبلز, بل هو أحد خبراء التملق والتزلف لأصحاب السُّلطان, شأنهُ في ذلك شأن كل المرتزقة الذين رأيناهم يبرعون في تمجيد الطغاة, و في ترويج الأكاذيب, بدءاً بصحَّاف العراق, وليس إنتهاءاً بموسى ليبيا.

خرج أحمد ضلال على شاشات التلفزة ليتهِّم المتظاهرين السلميين بإستخدام العنف وتخريب المنشآت, وهو يعلم علم اليقين أنَّ الجماهير المسالمة التي إمتلأت بها الشوارعُ إنما خرجت بعد أن إستنفذ نظامه الفاسد كل مبررات بقاءه, وكانت آخر سهام جعبته تلك العبارات المستفذة التي أطلقها رأس النظام ووزير ماليته يمتنَّون على الشعب الأبي بكماليات الطعام وأصنافه المستوردة.

يعلمُ أحمد ضلال أنَّ هذه الجماهير إذا كانت تحملُ السلاح لأبادت عناصر أمن النظام ومليشياته, ولما إستشهد خيرة أبناء هذا الوطن في عُمر الزهور جرَّاء إصابات قاتلة في الرأس والصدر والبطن لا يُجيدها إلا قناصة محترفون.

ويعلمُ بوق النظام كذلك أنَّ المعركة التي حشدت لها الحكومة كل آلة القتل التي تمتلكها, هى بكل المعايير الأخلاقية ليست معركة متكافئة, هى معركة خالية من أبسط معاني الرجولة والشرف, دعك من قيم الدين, إذ كيف تواجهُ سلطة واجبها حماية الناس الشعب الأعزل الذي يدفع لها أجورها ويؤمن لها لقمة العيش من الجبايات العديدة بكل هذا البطش والتنكيل.

و لا يعلم أحمد ضلال أنَّ زمن إحتكار المعلومة الذي إستفاد منهُ جوبلز قد ولى إلى غير رجعة, فالفضاءات المفتوحة أضحت قادرة على نقل صورة النمل في أسفل الجبل, وهى الصور التي عكست للعالم كله فاشية النظام رغم محاولات التعتيم و إغلاق القنوات الفضائية.

قال بوق النظام إنَّ ( التحقيقات سوف تفتح حول ما حدث ), وأضاف انهم ( حريصون على سير العدالة ).

أىُّ تحقيقات هذه التي يكون الخصم فيها هو الحكم ؟ وأىُّ عدالة هذه التي ستحاكمون بها أجهزة أمنية هى فوق الدستور والقانون ؟ إنَّ هذا الكلام المجَّاني لا يمرُّ على أي إنسان لديه ذرَّة من عقل و يعرف طبيعة نظام الإنقاذ الذي إعترف رئيسه أن عشرة آلاف شخص قتلوا في دارفور ومع ذلك لم يُدان أى شخص.

أىُّ تحقيقات هذه التي سوف تفتح يا أحمد ضلال, ونظامكم قتل في الماضي الأبرياء في أمرى وبورتسودان وكجبار, وسلب أرواح الطلاب بإغراقهم في الترع, و مع ذلك لم نر تحقيقات تفتح أو عدالة تطبَّق.

ثم زاد البوق على قوله ( نتقدَّم بتعازينا للأسر التي فقدت بعض ذويها, ونحن نعلم أنَّ هناك ضحايا أبرياء لم يشاركوا حتى في الأحداث ).

بالله عليكم أي نفاق هذا الذي يجعل القاتل يعزِّي أهل القتيل ؟ وأىُّ جرأةٍ هذه التي يتحدث بها هذا البوق وهو يعلم في قرارة نفسه أنَّ سلاح مليشيات النظام هو الذي حصد أرواح هؤلاء الأبرياء من الأطفال والشباب ؟

و يقول البوق ( لا يمكن الآن التأكد من أرقام الضحايا, سوف لن نتسرع في إيراد أرقام, وسننتظر وصول الأرقام من وزارة الصحة ).

ونقول لك يا أحمد ضلال ? حتى يطمئن قلبك المريض- أنَّ عدد الضحايا فاق بكثير كل أعداد القتلى الذين سقطوا في معارك الإستقلال ضد المستعمر البريطاني وثورة اكتوبر المجيدة وإنتفاضة أبريل, ودليلنا على ذلك صور الشهداء وسرادق العزاء وثلاجات المشرحة التي إمتلأت عن آخرها بالجثث.

إنَّ التصريحات المُضللة لوزير إعلام النظام تضعهُ في مرتبةٍ واحدة مع القتلة الذين ضغطوا على الزناد وحصدوا أرواح المتظاهرين الأبرياء, وهى تصريحات موثقة بالصوت والصورة, وغير قابلة للإنكار عندما تحين ساعة الحساب والقصاص العادل.

حينها لن تجدي الأكليشيهات الجاهزة و المُبررات الواهية من شاكلة : كنت فقط أذيع المعلومات التي تردني من الأجهزة الأمنية ولم يكن لي يدٌ في ذلك.

سيلقى أحمد ضلال عقابه العادل في الدنيا, و بإذن الله سيقتصُ الشهداء منه يوم الموقف العظيم حيث لا تنفع عربة حكومة أو منزل أو نثرية, وحين يقفُ أمام الديَّان الأعظم ويُسألُ عن الدماء البريئة التي سفحت دون ذنب, عن البنين والبنات الذين مضوا إلى خالقهم مُخلفين الحسرات والأسى في قلوب الأباء والأمهات والأهل والعشيرة, في ذلك الموقف لن ينقذك نافع أو على عثمان أو محمد عطا.

( و كلُّ إنسانٍ ألزمناهُ طائرهُ في عنقهِ ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشورا ). صدق الله العظيم.

بابكر فيصل بابكر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اين انت يا دكتور بابكر ولماذا صمت قلمك طيلة هذه الفترة ؟
    الوطن يحتاجكم في مثل هذه الظروف لدعم شرفائه فرجاءآ لاتكثر
    من الغياب ياصاحب الفكر العميق

  2. ألم يكذب بوش الصغير وادارته بزعمهم امتلاك العراق أسلحة دمار شامل وكذب بوش الصغير
    بعلاقة نظام العراق السابق بتنظيم القاعدة ؟
    ألم يكذب توني بلير حين قال : ان العراق يستطيع اطلاق صواريخ تصل لندن خلال 45 دقيقة ؟

  3. هو أحد خبراء التملق والتزلف لأصحاب السُّلطان,

    والله لم أكره أحداً في عصابة الانقاذ ومنافقيها من الأرزقية مثلما كرهت هذا الشخص المفنوص كأن على طهره صخرة، والله أحيانا – رغم كراهيتي له- أخجل له وأتساءل ما الذي يجعل الرجل قوادا لهذا الحد..أي مال وأي سلطة تجعل من الرجل مومساً مثل هذا ..وستكشف لنا الأيام من أي الأيادي الموجعة مسكت الانقاذ هذا المسخ

  4. الشقيق الرفيع .. تحياتي مع الأســى ..
    لك الشكر الجزيل فقد أجدت في الوصف عدلاً وقصداً (ضلال)
    فأحمدٌ لا تشبه هذا البوق .. فليكن ( أجــمد ضلال )
    فهل يُلام كلب إن تتبع عـاره ؟؟

    تثريبٌ على التاريخ إذ يُخفِي البوار

    تثريبٌ ..

    على الطرقاتِ

    تحملُه الأسى

    عجباً ..

    وقد غطتْ أجبالَ ليلِها

    سودُ المخازي

    مذ رأينا ( القيعانَ ) يعلو ماؤها كذباً يُقال

    ثم أكتوينا بالبشاعةِ لفحةً رعناءَ

    ينفثها ( العوارْ )

    وتمازج الصنوانُ فيها

    بالشنار !

    رضيَ ( الصفيقُ )

    قبحَ الدناءةِ في مجالسِها ..

    وتفننَ

    في لبسِ عوراتِ ( الجناةْ )

    مُجَاهِراً وضح النهارْ

    أيُلام كَلْبٌ

    إن تتبع عاره ؟!

    إلى رحلة اللؤم الدمارْ

    وقد غوى

    ما دامَ

    أن القولَ يأبى البوحَ

    مثله إلاِّ ( تذللاً )

    لا بأس ..

    بالإنكارِ والقولِ (الضلالْ)

    ما دام في الزمنِ الرديءٍِ

    تمائمٌ تعوي

    كفواصلِ الكلبِ المُثار

    إذا أُستجير ولا أجارْ

    والكلبُ لا يُزرى به

    أن تختفي نبحاتُه

    إن قيدوه

    (( فالكلبُ حافظٌ للودِ ))

    لكن كلبَ القومِ ضالْ

    سطو المكذبِ على الحقيقةِ مروعٌ

    وعلى الشفاهِ الواجفاتِ

    دهشةٌ

    والقيدُ ( جاهٌ ) ما أفاضَ ولا أجالْ

    عروة علي موسى ،،،

  5. ليس أمام هذا النظام غير أن يرحل بعد أن أصبح الحال الي ما آل إليه الآن. أغبياء النظام لا يشعرون بالغضب الشعبي ولا يشعرون أن أيامهم قدإنتهت وهم يحلمون بالبقاء ولا زال لديهم الأمل في الاستمرار في الحكم ويتحدثون ببجاحة وتهكم وسخرية والدائرة تدور حولهم ويضيق الخناق وحتى الآن ليست هنالك مزلة شاهدها الناس مثلما شاهدوا نهاية القذافي – رجموه كالكلب حتى مات – إنهيار الاقتصاد هو نهاية الحكومة وليست نهاية الدولة ولكي تستمر الدولةيجب أن تذهب هذه الحكومة الفاشلة لا نريد هذا المشهد( مشهد الثوار وهم يلتفون حول القذافي وينهالون عليه ضربا) أن يتكرر في السودان – دعوتي صادقة لحقن الدماء تسليم السلطة للشعب بشكل حضاري ولا أريدالمسؤول أن يهرب فقط ليسلم نفسه للدولة للمحاكمة العادلة, تكوين مجلس عسكري مدته خمسة سنوات لسلامة وأمن البلاد – اللهم إني قد بلغت الله أشهد.

  6. لن استغرب وزير ضال يتفسح فى هذا المؤتمر لأنه مثل اى معلم فى فصل يتحدث فيصفق له الحضور مثل هولائى الصحفيين صحفى الغفله وهو يقول لهم مثل ما قال فرعون انتم لا ترون الا ما ارى ولا تسمعون الا ما اسمع
    هذه هى بلادى اصبح فيها كل شئ مسخ حتى صحافة بلادى شكرا لك عزيزى برهام لانك على الاقل اصبحت قبلة للحقيقه بدل كل قنوات بلادى وازاعاتها وبعض صحفى بلادى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..