سيد سلفا ..تذوق هذا !ا

سيد سلفا ..تذوق هذا!!

عبدالباقي الظافر
[email protected]

خلال إقامتي في الولايات المتحدة كنت أحرص على التسوق من متجر (سامز كلوب).. المتجر يبيع للمستهلكين من أمثالي بأسعار البيع بالجملة.. كلما ولجت إلى المتجر طاردتني فتاة تحمل بين يديها طعاماً.. الفتاة كانت ترجوني أن أتذوق مما تحمل.. تمنعت مرة وأخرى ثم استجبت.. بعدها أصبحت زبوناً دائماً لذلك المنتج.
تجار القمح في أمريكا الشمالية كانوا ينظرون في نهم إلى نيجريا.. بلد ثري مأهول بالسكان، ولكنه لا يأكل قمحهم.. بدأوا في إرسال شحنات شبه مجانية.. بعد سنوات أمست نيجريا من كبار مستوردي القمح في أفريقيا جنوب الصحراء.
ذات الأمر عزيزي القارئ تمارسه معك دبلوماسية رقائق الحاسوب.. شركات تسويق الـ (سوفت وير) تمنحك نسخة تجريبية.. بعد أن تعتاد على الخدمة المجانية تشهر لك فاتورة الحساب.. في الغالب تستجيب للإغراء وتدفع عن يد وأنت صاغر.
يزور بلادنا هذه الأيام الرئيس الشقيق سلفاكير.. بين جوبا والخرطوم أكثر من ملف عصي الحسم.. حدود مختلف عليها.. كل عاصمة تمد المعارضين بأسلحة منع الاستقرار الشامل.. ديون تبحث عمن يتحملها.. أصول لا تقبل القسمة على اثنين.. سلفاكير يعرض الفصل بين الملفات.. الخرطوم تريدها حزمة واحدة تحوي كل ما تريد.
الملف الاقتصادي أيسر الملفات المعقدة.. يحوي هذا الملف ثلاث قضايا.. البترول وتجارة الحدود وقسمة الديون.. من الأفضل أن يبدأ الجانبان بملف سهل الاختراق.. الجنوب إن احتمل نصيبه من الدين الخارجي منسوباً لعدد السكان سيجد العالم يزيح الأمر عن كاهله عبر سياسة إعفاء ديون الدول الفقيرة.. هذا الامتياز ليس يسيراً للسودان.. التجارة العابرة تحتاجها البلدان.. الجنوب يعيش في فجوة غذائية استصرخ وزيره للشؤون الإنسانية العالم من أجل مد يد العون.. الخرطوم لديها فائض من الغلال خاصة الذرة وفي أمسّ الحاجة للدولار الأخضر.. الجنوب أيضاً بلد تحت الإعمار وفي بلدنا صناعة اسمنت ناهضة وشركات نالت خبرة في تعبيد الطرق وعطالة على قفا من يشيل.. بمعنى أن سياسة الأبواب المفتوحة تفيد البلدين.
البترول الجنوبي لن يجد منفذاً خارج الحدود في الوقت الراهن إلا عبر مرافئ شمال السودان.. الميزان التجاري السوداني في حاجة عاجلة إلى أربعة مليار دولار حتى تستقيم أحواله.. كل الحقائق تجبر الطرفين على اقتسام هذا الزيت.. حتى المجتمع الدولي بما فيه أمريكا يقر بضرورة انتفاع الخرطوم ببترول الجنوب.
الآن الرئيس سلفاكير يريد أن يمنح السودان حصته من البترول العابر.. إن عرض سيادته نسبة الخمس تكتفي الخرطوم بما دون ذلك.. هذه الفكرة تشجع دولة الجنوب على الاعتماد اقتصادياً على السودان.. وفي نفس الوقت تجعل فكرة إنشاء خط أنابيب جديد يعبر مرتفعات كينيا مجرد مزحة لا تثير الضحك.
ربط الجنوب اقتصادياً بالسودان ليس فكرة استغلالية إنما انصياع لأقدار التاريخ والجغرافيا.. خلق منافع للجنوب يجعل كل القضايا الخلافية قابلة للحلول.
هل تصدقون.. رغم النيران الكثيفة بين الجانبين إلا أن البترول ظل منساباً في أوردة الأنابيب.. التعليل أن جوبا والخرطوم تدركان أن اللعب بالنار في هذا المضمار مؤذٍ للطرفين.

تعليق واحد

  1. لم تصبح بعد زبونا دائما للعدس والزبادي بتاع الوالي ؟
    مشيت اميركا تعمل شنو ؟ و علي حساب منو؟ ماقلتو ليكم تسلحنا….
    و عليك الله عجبك المنتج ولا البت الحديقه؟
    ولما ذكرت اسم البقاله مش كان اولي انك تذكر اسم المنتج الخلاك تلصق
    وبعديك انا داير فهامه تربط كلامك بتاع اميركا مع جيه سلفا

  2. دئما مايصف الاستاذ في المرحلة الابتدائية الطالب الغبي بكلمة ( انت شارب روب ولامتعشي بعدس ) وهذا الوصف ينطبق تماما على الي في بالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..