الشيخ- علي عثمان ..الفكي ..تمرو شايلو ومشتهي .

الشيخ- علي عثمان ..الفكي ..تمرو شايلو ومشتهي .

سارة عيسى

هذا المثل شائع في السودان ، وهو يضرب به للتدليل على حالة الإنسان الغني الذي لا يحس بطعم ثروته ، كما يقول الفنان حمد الريح :
جنبك … ومشتهيك يا عيون
حمي هجليج الأخيرة أفرزت الكثير من المفردات الجديدة على الحياة السياسية في السودان ، كان علماء الإجتماع يعتقدون أن السودان دولة أفريقية ، وإن مفردة العبيد إنتهت مع تطور الحياة المدنية في أوروبا ، لم يكن الملاك في أوروبا يستخدمون العصا في تأديب عبيدهم ، فكانوا يحرمونهم من الطعام أو من الممكن جلدهم بالسوط ، أما العصا كوسيلة للتأديب فهي مستقاة من الثقافة العربية ، ولذلك كان يقول لنا مدرس اللغة العربية المصري وانا كنت في ثانوية الابيض :
العصا ..لمن عصى
فالعصا هي أداة لوأد التمرد وتأديب العبيد ، وقد وجدت العصا شهرتها كسلاح فاعل بعد قصيدة المتنبئ الشهيرة التي قالها في حق كافور الأخشيدي حيث قال :
لا تشتري العبد إلا والعصا معه ..إن العبيد لأنجاس مناكيد
لذلك كان المشير البشير يقصد هذا المعنى ، فلو تأملنا سياق حديثه عن تسليم الجنوب للحركة الشعبية ببتروله ، ثم تمرد هؤلاء الجنوبيين ومطالبتهم بهجليج مما يدل على جحودهم ونكرانهم للجميل ، فكان لا بعد من إستخدام العصا لأنها السلاح الذي يخيفهم ، لذلك كشفت حرب هجليج الخطاب العنصري الذي كان مستتراً لمدة من الزمن ? أو كان بعض المثقفين ينكرونه ، في خطاباته الأخيرة كرر الرئيس البشير عبارة ( هؤلاء الناس لا يشبهوننا ) ، فهذه العبارة كان يستخدمها الطيب مصطفى ، لكن بعد حرب هجليج تحولت هذه العبارة لشعار حزبي عريض يصفق له الناس من دون تدبر كلماته ، فالرئيس البشير يخاطب الآن الحمية الجاهلية في المجتمع السوداني ، وخطورة هذا الطرح العنصري أنه لا يمكن السيطرة على أتباعه ، وقد تجلى ذلك في الهجوم على كنيسة الجريف بالخرطوم مما يعني فهم هذا الخطاب وتطبيقه قد تطور ، فقد كان الغوغاء يهتفون :
لا كنيسة بعد اليوم
هذا يعني أن يوم هجليج كان يوماً فاصلاً لقيم التسامح الديني والعرقي في السودان ، فنحن على وشك أن نغرق في حرب على طريقة التوتسي والهوتو في رواندا ، فقد كان الهوتو يحكمون في رواندا ، وقد كان الصرب يحكمون يوغسلافيا ، لكن بسبب الخطاب العنصري فقد الهوتو مركز قوتهم وتقسمت يوغسلافيا إلى مسلمين وكروات . وفي السودان من الصعب تحديد الفواصل العرقية كما حدث في رواندا أو يوغسلافيا ،
ويجب أن لا يظن الناس أن الحرب ضارة لنظام الإنقاذ ، فهي سوق رابح ، فالحرب تجدد شرعيتهم في الحكم وتمكنهم من تكميم الأفواه ومصادرة الحريات ، والحرب تعزز مقدرتهم العنصرية الموجهة نحو أهل الهامش ، وقد راينا كيف ركب الصحفيون وكتاب الأعمدة غمار هذه الحرب ، فبعد إنسحاب الحركة الشعبية أمتلأت هجليج بالمقاتلين والذين تفننوا في إلتقاط الصور التذكارية ، فخسائر الإنقاذ في هذه الحرب تساوي صفر ، فقوائم الشهداء لم تشمل أناساً في قامة الدكتور محمود شريف أو دكتور محمد أحمد عمر ، وحتى نجلي الدكتور نافع نجيا من هذه الحرب وقد نشرت صورهم في الصحف وهم في أتم الصحة والعافية ، إذاً من هم أولئك الجنود المجهولين الذين ماتوا في الخنادق وهم يمسكون بالزناد ؟؟ وقد بث تلفزيون جنوب السودان صورهم ، واين كان هذا الدعي كمال معروف عندما دافع شبان في عمر الزهور عن خطوطهم الأمامية ؟؟ واين كان نجلي نافع وقتها ؟؟ فهذه حرب تخونها المبادئ وينقصها الشرف ، فهي حرب من أجل الذهب ، لو كانت هجليج أرض جرداء ترمض الجندب لتخلت الإنقاذ عنها وبكل سهولة .
في السابق كنا نتندر على ( حقنة ) كمال عبيد ، و ( جكة ) مصطفى عثمان ، و ( ثور ) الطيب مصطفى و ( عصا ) البشير ، وبالأمس اضاف الاستاذ/علي عثمان مفردة جديدة إلى غدير هذه الثقافة ، فهو يقول أن شق ( تمرة ) لن يذهب للجنوب ، وربما نكون قد أعتدنا على الخطب النارية للمشير البشير والتي في العادة تنتهي بكارثة ، اما حديث علي عثمان يوم أمس فقد سلب منه صفة الحكمة ، فهو الذي فصل الجنوب ببتروله وسلمه للحركة الشعبية ..فكيف يبخل عليهم الآن بشق تمرة ؟؟؟ ، كما أن التمر ليس هو السلعة المعيارية في السودان ولو قال ( كيلة ) ذرة لكان المثال مقبولاً ، بل أن السودانيين عافوا ( العجوة ) الكويتية في ايام مجاعة 1983 وفضلوا عليها البسلة ودقيق ريغان ، لكن على الرغم من هذه الخطب النارية إلا أن الطرق ما زالت سالكة لروما السلام ، فالسودان ليس هو البشير في الخرطوم أو سلفاكير في جوبا ، السودان بلد تحكمه الواقعية السياسية ، وربما يكون هذا السبب هو الذي جعل سودان الإنقاذ لم يتقدم برياً داخل أراضي دولة جنوب السودان ، وقد إكتفى فقط بقصف المناطق الحدودية عن طريق سلاح الجو ، وحتى هذا القصف إنكره العقيد الصوارمي مما يعني أن نظام الإنقاذ يتحسس من ردة الفعل الدولية ، صحيح أن دولة الجنوب فقيرة وغير مجهزة عسكرياً ولكن هذا لا يعني انها بلا حلفاء ، فبلدة هجليج سقطت مرتين خلال شهر واحد ، وقد إستغرق تحريرها أكثر من عشرة ايام ، فالحرب ليست نزهة على شاطئ النهر ، ومن يريد تحرير جوبا وسحق الحشرة الشعبية عليه أن لا يرقص في الساحة الخضراء بالخرطوم ..والحرب ليست زياً عسكرياً يرتديه الوزراء عند الظهور في الفضائية السودانية ..سألني أحدهم لماذا لم تفرحي بتحرير هجليج ؟؟ قلت له قبلها حررنا توريت وكبويتا وياي والجكو ويرول .. فقصة حياتنا يجب أن تغادر مربعي التحرير والإحتلال .

سارة عيسي
[email][email protected][/email]

السوداني

تعليق واحد

  1. هذا هو الأساس الحقيقى لرؤيتنا لهذا الوطن إن أردنا نعيش وننتصر على معارك الحياة اليومية والتواجد على خارطة الكرة الأرضية كشعب فاعل فى الأنجازات العلمية والفكرية و الرياضية مش الكروية التى لم ننجز فيها سوى أستيراد اللعيبة….. وكلما أحتاج الوطن : الى حفر ترع مشروع الجزيرة (مثلآ)مشوا جابوهم من هناك، لعيبة كرة قدم برضو من هناك!أنا خايف حكاية مثنى وثلاث تستعينوا بالشريف من هناك! !!
    ( فقصة حياتنا يجب أن تغادر مربعي التحرير والإحتلال .)

  2. كلام في المليان يا أخت سارة .. وأنا كذلك قيل لي لماذا لم تفرح بعودة هجليج ؟ فكنت أقول إن هجليج لم تحتل ولم تُسترد ، وإنما هي عنجهية نظام البشير الذي تعود على اللعب بعقول الناس وبمالهم وبارواحهم… يا أخت نيفاشا التي فصلت البلدين كانت اتفاقية بين مجموعة الكيزان وبين سلفاكير وهذا الأخير لو لا الحرب الدينية الجهادية التي شنها الترابي وأعوانه ــ لما فكروا في الانفصال أصلا فنيفاشا لم تكن برضى كل السودانيين في الشمال والجنوب …وهذا الانفصال الذي تم بين حزبين قاد إلى الحرب الأخيرة في هجليج فهجليج أرض سودانية لا هي ملك البشير ولا هي ملك سلفا …
    أما الحية النائمة المسمى بالاتاذ علي ومرة الشيخ فدائما عند ما أراه يرد إلى ذهني الجمر المتوقد تحت الرماد فسمته وخطابه دائما يوحي لي بأن تحت هذه الجبة بركان من الحقد والمكر ..ولا ادري من أين استوحى الناس حكمة علي عثمان هذه.. هذا الرجل انقلب على شيخه الترابي في انفصال 2000 في سلوك لا يشبه الحكماء أصلا ثم إن الحكمة هي ضالة المؤمن ، والمؤمن لا يخون وهذا الرجل خان شيخه من أجل السلطة … ولذا أنا شخصيا عندما رأيت التسلط والتكبر في كلمته الأخيرة لم أكن مستغربا ..
    وأخيرا أقول ان السودان سيلتأم فتقه ان شاء الله وسيعود بلدا واحدا بعد قبض القانون الرباني على هؤلاء السفكة الظلمة

  3. مقال جميل الاخت سارة اضيف ان هذا كله لايعني شئ سوى الفقر السياسي الذي يعيشه المؤتمر الوطني بعد ان صار مكشوفا وشرب المقلب في نيفاشا واستعصت عليه الامور داخليا وصار ينخبط لا يدري ما يفعل واصبحت تفوح روائح الفساد التى ظل زمنا طويلا يداريها ففاحت الروائح من اجسادهم وتكشفت عورتهم فكان لابد لهم من ان يجوطوها على وعلى بن عمي وعلى الغريب ليس لديهم برنامج او طرح او خطة ليعملوا عليها هجليج ليست اهم من حالة الاقتصاد السوداني الحرجة التى تستحق الوطنية الحقة ان تلتف حوله لتخرجه الا بر الامان فهجليج لها من يجب ان يقلق بشانها ويعيدها دون رقيص فهذا واجبه وهو الذي اضاعها ولكنه الفراغ السياسي والاحتيال والتملق والعنتريات التى لاتقتل ذبابة الذي يجعل كل مسئول يرتدي زي الحرب ويعتلى المنابر ويتوعد وينذر ؟ وهم يعلمون تماما ان دولة الجنوب لا تستطيع ان لم اقل لا تريد ان تختل هجليج او تسيطر عليها او تضمهالاراضيها فالاولى لها ان تضم ابي ان كانت تريد وهي متفاجاءة تماما كحالنا من احتلالها لاراضي سودانية بهذه السهولة حتى بتنا نصدق من يقول انه اتفاق تم بينهم
    هذا ليس الا سخف وعبط سياسي وينبغي على الشعب ان يعي هذا باتت الامور واضحة استعصت الامور على المؤتمر الوطنى واصبح ليس لدبه اى حلول لاى مشكلة فاصبح تارة بصطنع المشاكل ليحلها او يوهمنا بحلها وتارة يسوف القضايا ويخلق مشاكل اخرى تلهينا عن ماهو مفترض بنا ان نجتهد في حله وليست النزعة العنصرية في الخطابة هذه الا لجر الثور او الحمار الى الطين مرة اخرى .
    لك التحية

  4. فالحرب ليست نزهة على شاطئ النهر ، ومن يريد تحرير جوبا وسحق الحشرة الشعبية عليه أن لا يرقص في الساحة الخضراء بالخرطوم ..والحرب ليست زياً عسكرياً يرتديه الوزراء عند الظهور في الفضائية السودانية …
    Indeed…”Albashir” and his (rotten circle) will never be in the front line…we should not ask why…Heglig is just a battle in the ongoing war, its over, but the real battle is the miserable economy condition, and how the regime can run the daily affairs of the Sudanese people

  5. النائب الأول فقد رزانته و وزنه لكلامه و ركب موجة الهياج الخطابي من داخل المجلس الوطني عندما دعا لإطلاق الرصاص على تجار الحدود و قتلهم , و هو من ناحية تانية يقول ما عندنا مشكلة مع الشعب الجنوبي . يعني كيف تكون ما عندكم مشكلة معاهم و إنت بتحرمهم من السلع التموينية عشان تطحنهم المجاعات ؟ و هل نسيت الشماليين العايشين في الجنوب ؟

  6. يا سلام عليك با بت الأبيض
    عديلة على عمر البشير الخلاك بقيتي لاجئة اقتصادية في أميركا تتبرجي زي ما عايزة ولو لم يأت البشير تكوني لليوم قاعدة قدام أبيار كرياكو عاوزة ليك باغة موية. كتر خيرك يا البشير

  7. بالظبط كدا… هي دعوة الجاهلية. لماذا نقفز على الحقائق؟ سوف لن تستقيم العلاقة بين شقي السودان الا بإعتذار الشمال للجنوب عن فترة الرق واستباحة شعب السهول النيلية وهي مسؤولية أدبية وحق تاريخي يجب الاعتراف به ويجب ان يكون الاعتذار في اطار معالجة سياسية وفكرية ومجتمعية شاملة. مستقبل الأجيال القادمة هو في السلام والمآخاة.

  8. للاسف رئيس الدولة لا يعرف السياسة وحصافة القول ولا نجد عنده قوة الرجل العسكرى كنميرى مثلا رجل ضعيف وفاشل فى كل شيىء لا يجيد غير الرقص والطرب كالغوريلات الافريقية من اين اتى هذا الرجل ؟؟ فعلا الطبع يغلب على التطبع لقد ظهرت عنصريته كالشمس وهو يسىء القول والفعل باخواننا الجنوبيين ( امثال لا تشترى العبد و ……) وهؤلاء لا يشبهونا !!!!!! من انت ؟ والله لو انحرفت شرقا لليبيا او شرقا الى الخليج فلا تعرف إلا بأنك عبد افريقى !! وهناك الجهال وسفيهى الكلام يسمعونك لها جهرا يجب ان نعترف كلنا بأن جذورنا كلها افريقية زنجية ولا عيب فى ذلك ايها العبد المغرور . هذه قمة العنصرية والاضطهاد وانك كنت تخفيها طيلة هذه السنوات سرا ولكنك تمارسها عملا من تحت . لم ولم يمر على السودان رئيس مثلك يرقص ويمارس العنصرية ويشتم شعبه انت بكلامك هذا لم تشتم الجنوبيين فحسب بل اسأت لكثير من قبائلنا السودانية الشمالية متى تعرف الادب وحسن المعاملة . الله ينتقم من الترابى الذى اتى بك الى هذه الرئاسة فقد انتقمت منه فى الدنيا ولكن لا ندرى كم يكون عذابه فى الاخرة هو السبب الرئيسى فى معاناتنا بجلبه لكم الى هذه الوظائف التى انتم ليس اهلا لها .

  9. الاستاذة سارة ، حمد الله على سلامة العودة على الكتابة ، افتقدنا كتاباتك منذ مدة طويلة ، لابد من القول ان هذا الاهبل والراقص ومعه جوقته رغم انهم اصبحوا غير مؤاخذين فيما يقولون ويفعلون الا انهم وبتصريحاتهم وافعالهم الاخيرة اثبتوا بما لايدع مجالا للشك انهم قد افلسوا فى كل شيئ ولم يتبقى لهم حتى ورقة التوت ، لابد لهم ان يولعوا النيران حتى يستطيعوا الهاء الناس عن القضايا الحقيقية التى يعيشونها ومن ضمنها قضية الفساد ، اما الخطورة فى تصريحات ذلك الاهبل الراقص والتى تحوى العنصرية الواضحة فانها تشعل نارا من الصعوبة اطفاءها وهذا هو مكمن الازمة الاخلاقية والسياسية التى يعيشونها حاليا والتى يمكن تاكيدها بحديث النائب الاول والذى ينسب اليه بانه صاحب كل الامور والسياسات التى تدار بها البلاد الان ، هذا المتشيخ والمسمى على عثمان يعتبر اس البلاء فى هذة الازمات التى يعيشها الشعب السودانى لم يكفيه فصل الجنوب والان يسعى الى تفتيت وتقسيم ماتبقى من البلاد من منطلق حقدة وامراضه النفسية التى تظهر جلية من خلال النظر الى وجهة ، لقد ابتلينا بهم واذا لم يتم تدراك هذا الامر فسوف يواصلون الرقص على اشلاء وجروح هذا الوطن

  10. كلامك عين العقل يا سارة – لكن انا ما مستغرب من تمرة على ولكن من حديثة عن تمرة الجن هذه خاصة وهو رجل قانون – وباعتباره كبير الحركة الاسلامية اليوم – – فكل من يدخل الجنوب من الشمال يتهم بانه مهرب – وبما انه متهم لا يقدم للمحاكمة لتثبت عليه هذه التهمة ام لا – بل يقتل من طرف شخص ليس له علاقة بتطبيق قانون التهريب – كما ان شيخ على للاسف جعل من نفسه مشرع ومنفذ لقانون كشف عنه شفاهة وبالصدفة في منصة البرلمان – واي برلمان يصفق كتلميذ ابله يريد ان يشارك في مولد لم يدع له
    السؤال موجه للعقلاء هل من يدخل من الشمال الى الجنوب يدخل من غير زاد ؟
    وهل الحركة الاسلامية تريد ان تنشر الهداية ام تقتل الناس بالشبهات؟ السؤال موجه لهيئة علماء السودان والى رابطة انصار السنة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..