مقالات وآراء سياسية

الزمن.. يا حكم .. !ا

حديث المدينة

الزمن.. يا حكم .. !!

عثمان ميرغني

الزمن.. يا حكم .. !! مساء أمس وفي قاعة الشهيد الزبير حشد والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر مجموعة مختارة من رجال الأعمال وممثلي الجهاز المصرفي ومؤسسات التمويل الأصغر.. وبعض رؤساء التحرير.. جمعهم تحت بند (أشيروا علي أيها الناس).. أو بعبارة أخرى (ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون).. والقضية التي كان الوالي يبحث عن أفكار لضخها فيها.. هي قضية التمويل الأصغر. غالبية الذين تحدثوا لخصهم الوالي نفسه في عبارة واحدة حينما قال ببعض الضجر: (لا أريد نواحاً على المشكلة.. أريد حلولاً).. والسودانيون واحدة من مشاكلهم العويضة أنهم ميالون بكل شغف على التنسك في محراب (المشكلة) لا (الحل).. ما اجتمع سودانيان إلا كان العويل على الحال ونقد الواقع ثالثهما. ونادراً من كان الاجتماع لترسيم نقطة انطلاق (الحل).. ومع ذلك في تقديري ثلاثة كلمات معبرة نطق بها اثنان من المتحدثين لخصت خارطة طريق الحل.. حل مشكلة التمويل الأصغر.. التمويل الذي تعول عليه الحكومة كثيراً لكسر حدة الفقر وتقريب المسافة بين الأغنياء والفقراء.. العبارة الأولى قالها المهندس الحاج عطا المنان.. (الحلّ مربوط بنواصي السياسات الكلية).. التعبير من عندي لتلخيص ما قاله.. وضرب مثلاً بـ(قانون العمل) وما أدراك ما قانون العمل.. هو في الحقيقة قانون الـ(لا) عمل .. لأنه يقفل فرص العمل ويجبر أصحاب العمل على العمل على تخفيض العمالة ألى أقل حد ممكن.. لأن كل عامل جديد يعني (مشكلة) جديدة.. العبارة الثانية قالها السيد محمد عباس.. رجل أعمال معروف.. قال: (الحل في تطوير التسويق).. وفعلاً أكبر ما يواجه أي عمل ناجح هو مشكلة التسويق.. ورغم أن الأسواق السودانية واسعة تبتلع الجبل.. لكنها لحظة التسويق تبدو أصغر من فأر.. تماماً مثل ضربة الجزاء.. حارس المرمى يرى المرمى واسعاً .. والهداف أمام المرمى يراه أصغر من سم الخياط.. والمقصود من التسويق أن تنتهي مهمة المنتج عند لحظة ميلاد المنتج.. مثلاً صاحب مزرعة ألبان صغيرة.. بضع بقرات يقمن صلبه.. ما عليه إلا أن يحلب اللبن ويسلمه في مزرعته.. بينما تنشأ شركات أكبر لتسلم الإنتاج من المزارع ونقله إلى المصانع لتعبئته وتوزيعه على المستهلك. من الواضح أن (الحل) الذي يبحث عنه الوالي لا يخرج عن هذه الكلمات المعبرة.. تطوير السياسات الكلية.. وتطوير نظم التسويق.. العقاة بين طبقات الأعمال مرتبطة بنسق لا يمكن الإفلات منه.. أشبه بهرم قاعدته هي الأعمال الأصغر. ويتردج إلى أعلى في الأعمال الصغيرة.. ثم الأعمال المتوسطة.. وفي القمة الأعمال الكبيرة.. فإن كانت الأعمال الكبيرة في السودان تعاني الأمرين وتسقط كل يوم عشرات الشركات فكيف نتوهم أنه بالإمكان تطوير (الأعمال الأصغر والصغيرة).. إذا كانت ?مثلا- المصانع الكبير في المنقطة الصناعية بالباقير تغلق وتفقد قدرتها على التعايش مع سطوة الرسوم والجبايات . فكيف تنمو الأعمال الأصغر.. من الحكمة الآن أن ننفذ الحلول التي ذكرت في لقاء الوالي. لأن أكبر مشكلة تواجهنا في السودان هي (الزمن).. أحيانا كثيرة نصل للحل بعد انتهاء الزمن.. مثل الطالب الذي يعرف حل المسألة لكنه دائماً لا يجد الزمن الكافي لإكمال الإجابة في ورقة الامتحان.. فيسقط كل مرة.. بعامل نفاد الزمن..

التيار

تعليق واحد

  1. وعندما تاتي الي السياسات فحدث و لا حرج.فهي شعاراتية وغاياتها خيالية ومبهمة وقابلة للتاويل.تصاغ بلغة يفهم منها استهدافها لجميع السودانيين ولكن ضمنيا لصالح فئات محددة وفق الاجراءات المنحازة …

  2. بما انك كنت حاضرا فبما اشرت السيد الوالى نريد ان نعرف مشورتك بشرط بدون تكسير تلج اما ما قاله الحاج عطامنان ماعايزين نعرفه يكفى ما اسهم به من خراب للخدمة المدينة بولاية الخرطوم

  3. قريت بس السطر الأول من المقال ووقفت …… ود الخضرررررررررررررررررررررر تاني
    الحقونااااا يا معلقين الراكوبة

  4. التجربة الهندية للإنتاج مقسومة إلى ثلاث مراحل small cottage industry, medium cottage industry,large cottage industry ، وقد أفلحت الهند بهذه السياسة في تقوية الانتاج المحلي لصناعات نراها نحن كبيت العنكبوت لكنها كصناعات صغيرة تزود الصناعات المتوسطة التي بدورها تزود الصناعات الكبيرة والتي يتم تصدريرها للخارج ومعها بعض الصناعات المتوسطة، والهند لم تأت بهذا الجهد بمجرد الدعاء لله بأن ينزل عليها صناعةً من السماء أو أن يأتها بمصنع كبير فقد كونت هذه الدولة التي نصفها نحن عند سرد حكاية فيها مبالغة بفلم هندي لجنة تسمى لجنة الخمس عشر منذ الاستقلال وهي لجنة من الخبراء لا دخل لتغير الحكومات بها ولا للسياسة والغواصات السياسية وانما هي لجنة تعكف على صياغة الخطط وهم مجموعة من جهابذة العلماء و الخبراء على شاكلة خبراءانا الذين طردتهم الانقاذ من السودان لذا لا ريب أن يظل الاقتصاد الهندي ثابتا بل منافسا قويا في العالم، إشكالية أهل الانقاذ استيراد كلمات في مجال الصناعة ما أنزل الله بها من سلطان ظنا منهم أن هذه المسميات كافية مثل جياد، سابحات، قانتات، وهلم جر،،،

    وللأسف الشديد سمعت في إحدى المرات السيد رئيس الجمهورية يتحدث عن تصدير المنتجات الزراعية واللحوم إلى الخارج غير أنه ومع كثرة مستشاريه لا يدري أن مطار الخرطوم لا توجد فيه برادات لحفظ هذه المنتجات حتى إقلاع الطائرات التي ستحملها، وإني والله أضحك أشد الضحك عندما يتحدث أحد رجالات الانقاذ عن تصدير الخضروات واللحوم الطازجة فقد رأيت في العديد من المطارات برادات ضخمة قرب أماكن الشحن في المطارات والدفارات المغلقة المبردة مع وجود طبيب بيطري مناوب له مكتب قرب هذه الثلاجات وقد اصبت بالاحباط من كلام الرئيس حيث ثبت لي انه لا يدري أهم مقومات تسهيلات تصدير المنتجات الطازجة من خضار ولحوم لا تستحمل حر مسافات السودان الكبير ناهيك عن البقاء في مطار الخرطوم دون ثلاجات حفظ،،،، هذه من مأسي السودان سلة غذاء العالم قولاً لا فعلاً،،، غير ان موضوع الرجل غير المناسب في المكان ومسألة التمكين جعلت الانقاذ تؤمن أنها يمكن أن توظف حداد في وظيفة طبيب ارتكازاً على إيمانها التام بالنصرة الالهية لها في كافة الميادين الحياتية والتجارية والاقتصادية والعسكرية،،،

    أما قول الوالي: لكسر حدة الفقر وتقريب المسافة بين الأغنياء والفقراء :

    وأنى للصناعات الصغيرة تقريب مسافة أصبحت تنطلق بسرعة الضو بين الطرفين،

  5. للمتجهجه بسبب الانفصال تحية:

    1. الأستفادة من تجارب الآخرين سنة حميدة مع صبغها بطابعنا المحلي. إلا أن الانقازيون-

    أقصد الانتهازيون- تفرعنوا حتى ظنوا أن ما يقومون به- شيناً كان أو زيناً- بتوفيق من عند

    الله وتأييد.

    2. حصلت تجاوزات كثيرة جداً في حكاية التمويل هذه, فلماذا لا يطالب الصحفي الألمعي هذا

    بتلك المراجعة؟ ذهب المال الى من لا يتستحق – وما موضوع بيوت (شركات) تعبئة السكر

    عنكم ببعيد!!!

    3. العيار فلت يا أخوي والمباراة بين تجار الؤتمر وأبواق الؤتمر دايماً لصالح التجار: واحد/صفر

    أخيرا:
    هم …………
    لسه ……………….
    قاعدين؟؟؟؟؟؟؟؟

  6. استاذ عثمان علتنا الاساسية هي في السياسات الكلية نحن نجيد التنظير واعداد الورش والسمنارات والمؤتمرات ونرفع التوصيات الممتازة وينتهي كل ذلك بانتهاء الورشة او السمنار وكل مسئول هدفه الاساسي هو ارضاء المسئول الاعلي منه لذلك دوما نسمع تقارير وردية ونعيش واقعا مزريا ولكن المشكلة ليست في الزمن وحده ولكن في الحكم الذي يتقاضي عن ضربات الجزاء الواضحة ويحسب التصويبات في الاوت اهدافا صحيحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..