مقالات وآراء سياسية

الإعلام قبل الإطعام

فتح الرحمن عبد الباقي

بتاريخ 31/12/2012م كنت قد كتبت مقالا ، بمناسبة تحول مجلة  النيوز ويك الامريكية ، ذائعة الصيت من النشر الورقي الى النشر الاليكتروني ، وتناولت فيه بشكل عام الأسباب التي ذكرها محررو المجلة لهذا التحول ، وهي اعتماد الشعب الأمريكي على الانترنت بنسبة 70% ، وكانت هذه هي مشكلتهم ، ودلفت فيه الى مشاكل الصحف الورقية في السودان ، وعن هيمنة الدولة على الصحف وتوجيهها سواء بالتوجيه المباشر او بحجب الإعلان عنها ، مرفق رابط المقال https://www.sudaress.com/alrakoba/1028674

 

في 13/5/2012م كنت قد كتبت مقالا اتحدث فيه أيضا عن الصحافة الورقية والصحافة الاليكترونية ، ودلفت الى تلفزيون السودان ، وتحدثت عن دور كتيبة الجهاد الاليكتروني ومحاولاتها اليائسة لتدمير مواقع سودانيز اون لاين والراكوبة وعن فكرة انشاء تلفزيون المعارضة ليبث من خارج السودان ، رابط المقال https://www.sudaress.com/alrakoba/1020960

بتاريخ 1/4/2012م وجدت نفسي قد كتبت مقالا عن الصحافة ولكنه تناول تبجيل بعض الصحفيين لوالي الخرطوم وقتها عبد الرحمن الخضر ، والغريب ان الصحفيين الذين تحدثت عنهما هما الباشمهندس عثمان ميرغني والأستاذ عبد الباقي الظافر وكنت قد تناولت واقعة معينة وهما يبجلان والى الخرطوم وقتها ، رابط المقال https://www.sudaress.com/sudanyiat/1004465

 

هذا المقال كتبته بتاريخ 3/7/2012م وكنت اندب حظي وحظ القراء بان الصحفيين في هذه الحقبة قد آثروا الهروب من الواقع واصبحوا يتحدثون عن قضايا تافهة ويهربون عن مشاكل بلدهم لان الحديث عنها يجر مشاكل شخصية للصحفي يمكن لمقص  الرقيب قص اللسان قبل العبارات غير اللائقة وهذا هو رابط المقال https://www.sudaress.com/alrakoba/1022861

 

كما كتبت مقالا آخر  25/12/2013م مقالا بعنوان أورام الصحافة الورقية ،  يتحدث في نفس المضمون ويقارن بين امال والام الصحف والصحفيين في السودان على الرابط https://www.alrakoba.net/436272/%D8%A7%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A9/

قدمت كل هذه المقالات والروابط المتعددة في محاولة مني للمقارنة بين واقع الاعلام قبل الثورة وبعد الثورة ، ولقد تفاءلت كثيرا بان يكون على راس هرم الاعلام في الدولة الأستاذ فيصل محمد صالح ، دون غيره من بقية الإعلاميين لانه الإعلامي الذي عايش هذه الفترة التي كتبت عنها وأوردت الروابط المتعددة عنها ، ولأنه دون غيره قد عايش وتعايش مع هذه الفترة العصيبة وذاق ويلات النظام البائد الفاسد .

 

ذكرت هذه المقدمة لربط ما يدور بالحاضر وبما هو آت ، وقد جاءت ثورة الثوار بشعارها المعروف ( حرية ، سلام ، عدالة ) ودعونا في الشعار الأول شعار الحرية ، فقد بادر الأستاذ فيصل محمد صالح باشاعة الحريات واهمها حرية الصحافة ، وحرية التعبير ولكن أي حرية اخي واستاذي فيصل قد حدثت الان ، واي حرية وعدالة ومساواة تتحدث عنها ، وأين وصل بنا الحال الان ؟ ان الثورة التي اوصلتك الى هذا المكان ثورة وليست انتخابات ، لذا لابد من ملامسة آمال وتطلعات الثوار ، والثوار دائما ثائرون ويطلبون ما لا يطلبه صاحب الورقة الانتخابية .

 

السيد وزير الاعلام كان الثوار يموتون في الشوارع وينكل بهم ، ويضربون صباح مساء ، وكان تلفزيون السودان يقدم الأغاني والمعازف والرقص ، ونحن في عزاء احد شهداء الثورة التي انت وزير اعلامها حاليا ، فكيف بنا نرى نفس المذيع الذي كان يقدم ذلك البرنامج ما زال موجودا حتى الان ، ويطل علينا بوجهه البائس ، ليتلون بعبارات مهما كانت فلن تدخل قلوبنا .

 

كيف بنا نشاهد تلفزيون حسين خوجلي وهو يحمل اسم بقعة طيبة على قلوبنا ، جعلنا نمقت هذا الاسم ، وكيف بنا نطالع حسين خوجلي على قناة سودانية بعد ان وصفنا بشذاذ الافاق ، وانهم 98% ، وزادها في الأيام الأخيرة عبر تويتر بانهم 99% وليس 98% كيف بنا نشاهد قناة سودانية 24 حتى ولو احتجب الطاهر حسن التوم ، وحتى ولو غيرت ثوبها ولبست عباءة الثورة ، وحتى لو غيرت كل طاقمها وبقى من بقى منهم .

 

لا يخفى ما تثيره الصحافة بعد الثورة وفي الأيام الأخيرة بعد ان فهمت الفلول الانقاذية مبدا الحرية فهما  خاطئا  على حسب مبادئها للحرية ، وبدأت تثير القلاقل ، وبدأت تنشر اخبارا ملفقة ، وتغير الحقائق ، وما حادثة لقاء وزير المالية الأخيرة ببعيد ، وخاصة ما يثيره المدعو ضياء الدين بلال ، وإصدار التصنيفات ، والدرجات لوكالات الانباء وذكره بان رويترز الوكالة الأولى في العالم  ، وبدأت تتناول قضايا غريبة تمس سيادة قادة الثورة ، وما حادثة تناول مظهر ولبس الدكتور عبد الله حمدوك الأخيرة لزيارته لدارفور ببعيدة ، وظهر أمثال الهندي عز الدين وضياء الدين بلال ليدسوا السم في الدسم في كل شيء . ولا اريد ان استرسل في ذكر حوادث بعينها ولكن الامر لا تخطئه عين ولا بصيرة .

 

 

نعلم بان الثورة ثورة وعي ، ونعلم بان القران نزل بلسان عربي نستطيع فهمه ، وتناول كل القضايا بفهم من يخاطبه ليوصل له الرسالة ، وأقول بكل صراحة ان وزارة الاعلام ما زالت ليست في يد الثورة ، ونعلم الموازنات والتدرج ، ولكن لتوصلوا لنا حقيقة ما تقوم به الثورة لا بد من تحرير وزارة الاعلام وأجهزة الاعلام المختلفة ، من صحافة وأجهزة تلفزيون وجميع الوسائط الإعلامية من فلول الإنقاذ ، بعدها نفذوا ما تريدون ، وتدرجوا في بقية القضايا لنعرف حقيقة ما يدور . ولنسمعكم عبر اعلام الثورة وليس اعلام الفلول.

 

ان استمرار بقايا رموز الهوان والذل الإعلامي السوداني السابقين ، واستمرار مؤسساتهم سواء مقروءة او مسموعة او مرئية ، يزيد ذلنا ذلا وهواننا هوانا ، وجهلنا جهلا ، وأمراضنا سوءا ، وتغبيش رؤيتنا عمى ، وترنحنا هبوطا ، سنصبر على الجوع والفقر ،  سنصبر على ارتفاع الأسعار وانعدام الدواء ، سنصبر على ضياع عامنا الدراسي ، سنصبر ونصبر ، ولكن لا بد من تطهير الاعلام ،  لنرى باعين سليمة الى اين تتجه الريح ، والى اين المسار فالاعلام قبل الاطعام . والسلام

 

فتح الرحمن عبد الباقي

مكة المكرمة

[email protected]

تعليق واحد

  1. عشمك عشم أبليس في الجنة، وزارة والثقافة والاعلام عليها العوض طالما ان فيصل محمد صالح هو وزيرها ولا يرجي منه ان يأتي بالتصحيح المطلوب يكون الجماعة ماسكين ليه حاجة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..