الطبقة الوسطى المفترى عليها

كمال كرار

من فاته قطار الاستوزار في عصر التمكين،صار ديبلوماسياً،ومن نزل من عربة الفرملة في قطار الخارجية،صار كاتباً ومنظراً وفيلسوفاً كمان،يفتي في شأن الطبقة الوسطى،ويقطع الشك باليقين بأن الإنقاذ لم تمسحها،وأنها حية بشحمها ولحمها،تؤيد السلطة الحاكمة،وتناصر المركز الذي(تأكل من خيره)،وبالتالي تسقط كل الإحتمالات التي تأتي بالثورة والإنتفاضة من رحم الطبقة الوسطي،ورصيفتها الطبقة العاملة..

وليس الأمر هكذا فحسب،بل تتعارض مصالح هذه الطبقة الوسطي،التي اكتشفها فجأة واحد من سدنة الإنقاذ،مع المعارضة المسلحة في مناطق التهميش،كون هذه المعارضة(بحسب خالد موسي)تريد تحطيم المركز الذي ترضع الطبقة الوسطي من ثدييه.

ومعني ما سبق من إدعاءات أن الإنقاذ باقية ما بقي(عسيب)،وأنها لا تحمي نفسها بالقوة المسلحة،بل لديها قاعدة اجتماعية كبيرة تساندها وتدافع عنها.
ولكي يبرهن علي وجود الطبقة الوسطي (المندغمة) مع الإنقاذ،تم حشو المقال بكمية من المصطلحات الهلامية علي شاكلة الهوية الإجتماعية.

في إطار التمكين الإقتصادي،والتبعية لرأس المال العالمي،تم تحطيم الخدمة المدنية والقطاعات الإنتاجية،وطرد الآلاف من الخدمة وهذه حقائق ساطعة لا يغالط فيها إلا مكابر،فدخل معظمهم إلي القطاع غير المنظم،وصاروا في زمرة الفقراء.
ومن وجد طريقه إلي القطاع الخاص،وجد نفسه داخل بؤر طفيلية،لا تعطيه من الأجر إلا ما يبقيه حياً ليواصل إنتاج فائض القيمة،فاندثرت الطبقة الوسطى عملياً بفعل سياسة مدروسة ومخططة،لتحل محلها رأسمالية طفيلية،امتهنت السمسرة والمضاربة في مجال الأعمال،أو جلست علي سدة مؤسسات حكومية تحت مسميات مدير،وخبير وطني،ومستشار فلهفت ما لهفت من المال العام..وبنت ثرواتها مما سرقته من خزائن.

هذه الرأسمالية الطفيلية التي صنعتها الإنقاذ،هي التي يرتفع صوتها تأييداً للنظام الحاكم كلما اشتدت أزماته،لكن التأييد بالمقابل المادي،وبالإغراءات والتعيينات الوظيفية،وتسقط المبادئ علي طاولة القمار كما يقولون.

وربما تشابه البقر علي صاحبنا الدبلوماسي،فظن أن هذه الرأسمالية الطفيلية،وهم مجموع الحرامية من منسوبي الإنقاذ،هي الطبقة الوسطي ما قبل إنقلاب يونيو 1989،وعليه فلا ننصح بالنظارة الطبية لأن عمي البصيرة لا علاج له.

وإن كان هنالك ما يقال،فإن محاولة طمس التاريخ،وتزييف الواقع دوما ترتد علي صاحبها،وسيبقي نظام 30 يونيو 1989 معزولاً شعبياً،لأنه نظام معادي للشعب،وعميل،والفساد يسكنه من قمة رأسه(الخاوي)إلي أخمص قدميه،وسينهار حتماً تحت معاول الجماهير التي سترمي به إلي مزابل التاريخ،وعندها سينظر خالد موسي إلي طبقته الوسطى الجديدة(حامية الحمي)فلا يراها،لأن الفاسدين مكانهم السجن،ومن يهرب سيأتي به الإنتربول،ولو كان ديبلوماسياً في غياهب الأناضول.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هو نفسه بشحمه ولحمه مثال ساطع لبؤر الحرامية والإفساد …

    دخل الخارجية ولم يكن يعرف اي لغة أجنبية …

    انتدب الى امريكا : سرح ومرح فيها لأكثر من سبع سنين تعلم فيها اللغة ..

    ثم تقلب في النعيم الانقاذي …

    الطبقة الوسطى هي طبقة كدح … الواحد بضراعو يترقى من اسكيل لإسكيل

    عليه تطوير نفسه بالشهادات والمثابرة .. لا ان يعتمد على نفوذ حزبه الذي

    سرق السلطة وفرض كوادره بالقوة على العالمين المغلوبة على امرها بالسلاح …

    وفعلا استاذ كمال … الله يؤخرهم ليوم كبير ان شاء الله لا ينفعهم فيه حزب او خلافه …

  2. هو نفسه بشحمه ولحمه مثال ساطع لبؤر الحرامية والإفساد …

    دخل الخارجية ولم يكن يعرف اي لغة أجنبية …

    انتدب الى امريكا : سرح ومرح فيها لأكثر من سبع سنين تعلم فيها اللغة ..

    ثم تقلب في النعيم الانقاذي …

    الطبقة الوسطى هي طبقة كدح … الواحد بضراعو يترقى من اسكيل لإسكيل

    عليه تطوير نفسه بالشهادات والمثابرة .. لا ان يعتمد على نفوذ حزبه الذي

    سرق السلطة وفرض كوادره بالقوة على العالمين المغلوبة على امرها بالسلاح …

    وفعلا استاذ كمال … الله يؤخرهم ليوم كبير ان شاء الله لا ينفعهم فيه حزب او خلافه …

  3. بارت نظريات الاقتصاديين في السودان ولا مكان لها
    في السودان طبقتين بس
    اولا
    الطبقه الاولى العليا :
    قادة وزراء وولاة وعضوية وموظفي المؤتمر الوطني ومن والاهم ممن يقاتاتون من فتات موائدهم من احزاب وحركات مسلحه وبعض من يعارضهم واخوانهم في الدين الذين انشقوا منهم لا ينسونهم من الاحسان ليامنوا شرهم او من سا في دربهم واعانهم على فسادهم ومفاسدهم
    ثانيا
    الطبقه الثانيه السفلى :
    وهم من سواد الشعب السوداني والمعارضه والحركات المتمرده اعداء الدين والوطن اصحاب الاجندات الخارجيه العملاء الطابور الخامس والمرجفين المتهمين باكل البيتزا والهوت دوغ خلسة

  4. لا اعتقد في شئ اسمه الطبقة الوسطي او العاملة دون دولاب عمل وانتاج.وتكون فاعليتها بنسبة سهمها في الناتج القومي الاقتصادي. فالطبقة الوسطى او العاملة ليست فصيلة دم.

  5. …يا أستاذ كمال…مررنا عليه في سودانايل…والحمد لله مقالات سودانايل لا يرافقها حيز للتعليق…قطعناها في (جوانيتنا) الطبقة الوسطى والصغرى (الوسعتها وزادت انتشارا الانقاذ)حتى أصبحت حامي حمى الانقاذ والثقافة والادب والسيما والمسرح والشعر والصحافة في زمن السموأل وحسين خجلتينا ومصطفى شحاتينا….ياراجل (زي هذا الكرور الناس تعفص ليهو)…جهل مركب على بدلة ونيكتاي…وكفين مرخرخات على الطاولة…ومنتهى الاستسهال للنظرية والمصطلح و(فهوم) باقي البشر….
    حينما يتحدث الكوز عن الطبقةاي طبقة….تستغرب وأين متلازمة الصراع….ثم (نفزع قافلين للقناعة) والقدر!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..