في اليوم العالمي للبريد والبرق.. (ما في حتى رسالة واحدة بيها اتصبر شوية)

صادف السبت السادس عشر من أكتوبر اليوم العالمي للاحتفال بالبريد والبرق وهذا التاريخ تم اعتماده عبر مؤتمر عالمي عقد في اليابان في العام 1969 وفي العاصمة السودانية الخرطوم اسست مصلحة البريد في 1910 أي قبل أن يتم تحديد يوما عالمي للبريد.
الخرطوم: رنده بخاري
الوسائل الالكترونية أصبح الجميع يعتمد عليها لم يعد للرسائل الورقية مكاناً في حياتنا واصبحت مجرد ذكري منسية لا تصحو إلا عندما يقلب أحدنا في أوراقه القديمة كيف لا ولم الشمل اصبح متفرق ما بين فيس بوك والتواصل الفوري واتساب وغيرها من الوسائل الأخرى مثل انستغرام وتلغرام.
لو بكلمة
مصلحة البريد والبرق السودانية لم تكن مجرد مصلحة فقط يقصدها من يرغب في ارسال رسالة بل هي كانت وجهة ايضا لكل مطرب يبحث عن شاعر صاحب مفردة رصينة إذ أن البريد والبرق عمل بها عدد من المبدعين تنوعت مشاربهم الابداعية وعلى سبيل المثال الشاعر الراحل محمد يوسف موسى رئيس اتحاد شعراء الأغنية عمل بالبريد وعما بها ما بين 1978 وحتى العام 20002 وتنقل فيها الى أن وصل.
لمنصب مدير العلاقات العامة وموسى جمعته تعاملات غنائية كثيرة غير أن أبرزها تجربته مع الفنان الراحل صلاح بن البادية الذي تغنى له بصدفة غريبة وكلمة وتغنى من كلماته ايضا الفنان عثمان حسين محمد وردي زيدان إبراهيم وسميرة دنيا وعادل مسلم.
بعد الغياب
شاعر الفراق والشجن محجوب سراج أحد الرموز الشعرية التي خرجت أيضا من البريد والبرق قبل ردحا من الزمان ومحجوب غيبه الموت قبل ثلاثة أعوام من الآن بعد رحلة مع فقدانه للبصر ليبقى حبيس منزله لسنوات طوال يعاني من الوحدة بعد أن تفرق شمل الاصدقاء عنه، وسراج أيضا يطلق عليه كثيرين شاعر الحزن النبيل لأن تجاربه العاطفية ألقت بظلالها على كتاباته الشعرية وأجملها حبه شوق التي تعتبر من أجمل الأغنيات بثانئيته مع صلاح مصطفى الذي صاغ لحن الأغنية ومن ثم زادها جمالا على جمال مفرداتها كما قدم لمصطفى أيضا اغنية بعد الغياب وغيرها من الأغنيات التي شكلت وجدان الشعب السوداني وسراج أيضا هو الذي ساند الملحن وفردة ثنائي العاصمة السني الضوي وقدم له أول نص لحنه وتغني به الفنان إبراهيم عوض (الزرّي) رحمة الله عليه.
غرام وأمل بسام
عبدالله النجيب (شاعر العيون) هو ايضا من شعراء مصلحة البريد والبرق وهو الذي فرق الموت بينه وبين من زاملهم بمصلحة البريد والبرق، وقال عبد الله للبساط احمدي :ان مشواره الشعري بإرسال قصائده إلى الصحف، ولكن كانت معظم الصحف لا تنشر له باعتباره أن ذاك شاعر صغير وكان يرسل قصائده الى جريدة “السودان الجديد”، و”الرأي العام”، و”الصراحة” ويضيف النجيب لكن كانت قصائدنا تنشر عبر جريدة “الرياضة والفن” التي كان يكتب بها إبراهيم المغربي حيث كان ينشر لي وصديقي الشاعر والمسرحي الراحل إسماعيل خورشيد وذات يوم أعطيته (سلام وكلام وغرام وأمل بسام) التي تم نشرها في مجلة “هنا أم درمان” واتذكر جيدا ان ذلك كان بالخمسينات ووقتها كان شاعر العيون يعمل في “البوستة”، وبالجانب الآخر في مكتب التلفونات كان يعمل الفنان صلاح مصطفى فقرأ القصيدة وأعجبته، وقام بتلحينها ثم سأل صديقه إبراهيم سنهوري أين أجد شاعر هذه الأغنية فقال له إنه الشاعر عبد الله نجيب الذي يعمل معنا في نفس المكتب، فالتقينا مساء في قهوة جورج مشرقي وكانت الانطلاقة الفنية، وهذه الأغنية (سلام وكلام وغرام وأمل بسام) التي سجلها صلاح مصطفى للاذاعة والمصلحة خرج منها مبدعين بمجالات أخرى مثل المقدم البرامجي المعروف الشفيع عبدالعزيز.
رسائل
ونجد أن هناك شعراء كتبوا للرسائل منهم الشاعر الصادق الياس الذي كتب أغنية (من طرف الحبيب جات أغرب رسائل) التي تغني بها الفنان الراحل احمد الجابري وكذلك الشاعر سيف الدين الدسوقي الذي روى ذات لقاء تلفزيوني عن الاسباب التي دفعته الى كتابة قصيدة رسائل اذ شاءت الاقدار أن يغترب خارج السودان وكان يسال أحد (المراسلات) بمقر عمله ان جاءته رسالة من السودان فكان يجيب بالنفي فكتب (ما في حتى رسالة واحدة بيها اتصبر شوية).
الجريدة