مليونية السابع من فبراير لوحة عودة الثوار لمعانقة الشوارع

في مستهل افتتاحية الحراك الشعبي لشهر فبراير خرج عشرات الآلاف من السودانيين يوم أمس في مواكب مليونية السابع من فبراير لإسقاط الانقلاب العسكري تلبية للدعوة المقدمة من لجان المقاومة والكتل الثورية، في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، ورددوا شعارات مناوئة تطالب قادة السلطة الانقلابية بالعودة للثكنات وتسليم السلطة فوراً للمدنيين. وكانت لجان المقاومة قد قالت بيان دعوتها ” ها نحن نلتقيكم مرة أخري في معركة الوطن الكبير في الشتاء الأخير للجنة الأمنية لنظام البشير، وفي مواصلة الطريق الذي عبدته أرواح شهداء ديسمبر المجيدة التي لن تنكسر أمام طغيان الجنرال وحاشيته”.
وعمت الحشود الضخمة مليونية 7 فبراير انحاء البلاد، ورصدت “مداميك” مواكب ضخمة في كل من مدينة مدني بولاية الجزيرة، وعطبرة والدامر بولاية نهر النيل، وبورتسودان وكسلا والقضارف في شرق السودان، وايضا حاشدة في مدينتي كوستي والدويم بولاية نهر النيل تطالب بعودة الحكم المدني والتحول إلى نظام ديمقراطي.
واستباقا لوصول الثوار للقصر الرئاسي، أغلقت السلطات الانقلابية جسر «المك نمر» بالحاويات والأسلاك الشائكة، لمنع عبور المواكب من مدينة بحري للقصر الجمهوري في وسط الخرطوم. كما نشرت منذ ليلة الاحد اعداد كثيفة من القوات العسكرية في الشوارع والمداخل الرئيسية المؤدية إلى محيط القصر والقيادة العامة. وفي الوقت الذي اقتربت فيه المواكب من محيط المنطقة المحظورة للتجمعات بوسط الخرطوم حسب اعلان مسبق من السلطات الانقلابية، أطلقت القوات الانقلابية الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع بكثافة على المواكب لتفريق الآلاف من الثوار في محيط القصر الجمهوري بوسط العاصمة الخرطوم، متزامنا مع إطلاق الرصاص ايضا، في ام درمان وبحري، مما أدى لوقوع أكثر من (200) إصابة وسط المتظاهرين.
وأفاد مراسل مداميك أن قوات السلطة الانقلابية أطلقت الرصاص وعبوات الغاز المسيل مباشرة تجاه أجساد المتظاهرين واستخدمت المياه الملونة لتفريق المتظاهرين. واضاف بانه شاهد اجلاء الثوار لعشرات المصابين بجروح وحالات اختناق بواسطة الدرجات النارية للمستشفيات، وحصرت لجنة أطباء السودان المركزية مجمل (193) حالة إصابة حتى الآن خلال “مليونية 7 فبراير” (12) حالة إصابة بالرصاص الحي، و(4) حالات إصابة بمقذوف متناثر لم يتم تحديد نوعه بدقة بعد (من بينها إصابة خطيرة وغير مستقرة تمكث في العناية المكثفة)، ومن مجمل الإصابات (35) حالة إصابة بعبوات غاز مسيل للدموع في الرأس، و(6) حالات إصابة في العين.
وفى سياق متصل واصلت السلطات الانقلابية سياستها القمعية الخرقاء تجاه الاعلاميين وحرية التعبير، حيث قامت قواتها الأمنية باعتقال مراسل قناة «بي بي سي» فراس كيلاني والمصور والمنتج أثناء تغطية المظاهرات في الخرطوم أمس، واقتيدوا إلى جهة غير معلومة. ودان «تجمع المهنيين» تقييد حركة الصحافيين ووسائل الإعلام المختلفة ومنعهم من القيام بعملهم. ويطالب المحتجون بتقديم المسؤولين عن الانتهاكات للمحاكمة ومساءلتهم عن الأعمال التي ارتكبوها ضد المتظاهرين.
مداميك