أخبار السودان

الخروج من الورطة

هنادي الصديق

* لا زلت أذكر التصريح الساخر لأحد نواب البرلمان عندما قال بسخرية لاذعة، (أي زول في العالم كله عنده شهادة معلقة في مكان شغلو، التاجر في دكانو، والنجار أيضاً، وعندنا في السودان الزول بسوق طيارة وهو ما عندو بيها علاقة)، في إشارة لحجم الفساد الذي يضرب بلادنا تحت إشراف مقنن من الحكومة.
* يسند هذا الحديث أرقام صادمة رغم عدم (دقتها) باعتبارها تقارير حكومية فاقدة للمصداقية في كثير من الأحيان، الأرقام التي خرجت بها وزراة العمل عن حجم البطالة بالسودان، كشفت أننا بالسودان موعودون بمصير غامض الله وحده يعلم كيف ستكون نهايته.
* فإذا شهد السودان هجرة (٤٨١٣٣٦) مواطناً، بغرض العمل خلال سبع أعوام فقط، وإذا تأكدت مغادرة (٩٢٣٩٧) مواطناً البلاد خلال الـ١٠ أشهر الماضية فقط، فمن تبقي إذن داخل حدود الوطن، ومن سيتبقى مستقبلاً غير الجنسيات الوافدة والتي فاقت إحداها أكثر من أربع ملايين.؟؟
* أما نسبة البطالة فحدث ولا حرج، تتجاوز بحسب الإحصاء(الرسمي) نسبة 38% ، ووسط الخريجين أكثر من 44% وهو ما يعني أن نضاعف الرقم إذا أردنا الحصول على النسبة الصحيحة، ما يعني أن معظم شعب السودان ما بين مهاجر وما بين عاطل ( والعطالة بالتأكيد لها تبعاتها السالبة).
* ومن الذي يقود سوق العمل ببلادنا اذن خاصة في مجال العمالة الصغيرة ؟
* الإجابة هي، الجنسيات التالية ( الإثيوبية، السورية، الأريترية، المصرية)
* وهو ما يقود للمزيد من الأسئلة عن هوية سوق العمل (العادي) ومن ثم الجاذب، وأين مخرجات المؤتمرات والورش والسمنارات التي تنعقد وتنفض على مدار العام للحد من البطالة؟
* وأين المنظمات والتنظيمات الكثيرة جداً، والتي إبتدعها المؤتمر الوطني واختلق لها الكثير جداً من الأسماء بغرض (توظيف الشباب)، وصرف ما صرف فيها من المال العام، ولم نسمع بشاب واحد أو شابة تم توظيفه، اللهم إلا إن كانوا منسوبي الحزب نفسه؟
* وهوما يعضد الحديث الذي يتحدث عن أنها مجرد واجهات لعمل عام في الظاهر، بينما باطنها يقول أنها الذراع الأيمن للمؤتمر الوطني ومنها يتم رفد الكثيرين منهم لمؤسسات الدولة السيادية، وفي أحيان أخرى يتم تنظيمها بغرض الاستفادة من (الفند) والتمويل الخاص بها دون وضع اعتبار للفائدة المتوقعة.
* الحقيقة الماثلة هي أن نسبة البطالة في تزايد مضطرد ومخيف جداً، إذ أن من يتواجدون فقط بمواقف جاكسون يفوقون الـ3 مليون عاطل بحسب احصائيات قدرها برلمانيون، ولك عزيزي القارئ أن تتخيل النسبة الحقيقية داخل الأحياء والقرى والمدن بولايات السودان المختلفة، بالتأكيد لها احصائيات مضاعفة ولكنها لن تخرج للعلن وستظل حبيسة أدراج الحكومة خوفاً من المصير المحتوم حال رأت النور.
* قضية البطالة من أكبر القضايا التي ظل المسؤولين يتجاهلونها عن عمد رغم عمقها وحساسيتها، ويبدو أن سوء المقصد حاضراً، والغرض موجود ولا يحتاج لدليل، وتغييب الشباب عن المشهد العام وإخراجه من اطار أزمات الوطن المتراكمة وابعاده قسراً هو المطلوب، ومؤكد أن الدليل موجود داخل شحنات وحاويات المخدرات التي تصل يومياً لموانئ السودان البحرية والبرية، ولا تتم محاربتها إلا (إعلامياً) فقط.
* فالمعالجة من وجهة نظري هي أن تتجه الأسر بكل ثقلها إلى محاربة مآرب النظام من خلال دمج الأبناء في أعمال اجتماعية وخيرية داخل الأحياء والمنظمات الخدمية الطوعية عسى أن يفتح الله بصيرتهم ويبعد عنهم شبح الإدمان والعطالة ليحل محله الإحساس بالمسؤولية تجاه الأسرة والمجتمع والوطن، عندها فقط سنضمن أن يكون لنا شباب عامل وناضج فكرياً يسهم إيجاباً في قيادة الوطن وإخراجه من ورطة نظام لا يخاف الله.
الجريدة

تعليق واحد

  1. اقتصاد كسيح و مشلول و بالتالي لا يستطيع ان ينتج فرص عمل حقيقية —
    اذا و جد شاب او شابة فرصة عمل — فان العائد منها لا يستطبع ان يسد الرمق —
    الانكماش الاقتصادي الكبير و تفشي العطالة و تدهور قيمة العملة الوطنية ادى الي دخول البلاد في مرحلة الركود التضخمي التراكمي ( عينك في السلعة و ما تقدر تشتريها و لو تأخرت عن شرائها سعرها سوف يرتفع )—
    كل الدلائل تشير بان لا امل ريتجى في ان ينصلاح الحال — بصراحة شديدة لا يستقيم الظل و العود اعوج —
    اذن لا بد من اسقاط النظام كخطوة اولى في اتجاه الحلول الصحيحة — غير ذلك سوف يستمر التدهور و التردي —
    اللهم بلغت فأشهد —

  2. حقيقه ظاهرة تعاطي المخدرات تفشت كثيرا وسط شبابنا وهم يريدوننا مغيبين لذلك يستوردون المخدرات بكل انواعها ونعرف جميعنا من وراء حاويات المخدرات انهم اهل النظام وليس تجار المخدرات التقليدين بالعقل كده حاويات مخدرات في زول بقدر اجيبها كده وما مخفيه لو ما زول مسنود علي منصب بالعقل كده ما ممكن هم اهلها ويريدون ان يدمروا بها الشباب كما دمروهم تعليميا لكم الله يا شباب بلدي ربنا ارحمنا فانت خير الراحمين

  3. اقتصاد كسيح و مشلول و بالتالي لا يستطيع ان ينتج فرص عمل حقيقية —
    اذا و جد شاب او شابة فرصة عمل — فان العائد منها لا يستطبع ان يسد الرمق —
    الانكماش الاقتصادي الكبير و تفشي العطالة و تدهور قيمة العملة الوطنية ادى الي دخول البلاد في مرحلة الركود التضخمي التراكمي ( عينك في السلعة و ما تقدر تشتريها و لو تأخرت عن شرائها سعرها سوف يرتفع )—
    كل الدلائل تشير بان لا امل ريتجى في ان ينصلاح الحال — بصراحة شديدة لا يستقيم الظل و العود اعوج —
    اذن لا بد من اسقاط النظام كخطوة اولى في اتجاه الحلول الصحيحة — غير ذلك سوف يستمر التدهور و التردي —
    اللهم بلغت فأشهد —

  4. حقيقه ظاهرة تعاطي المخدرات تفشت كثيرا وسط شبابنا وهم يريدوننا مغيبين لذلك يستوردون المخدرات بكل انواعها ونعرف جميعنا من وراء حاويات المخدرات انهم اهل النظام وليس تجار المخدرات التقليدين بالعقل كده حاويات مخدرات في زول بقدر اجيبها كده وما مخفيه لو ما زول مسنود علي منصب بالعقل كده ما ممكن هم اهلها ويريدون ان يدمروا بها الشباب كما دمروهم تعليميا لكم الله يا شباب بلدي ربنا ارحمنا فانت خير الراحمين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..