مقالات وآراء سياسية

القراي و المهدية… معركة تاريخ السودان

أحمد ادم حسن عبدالله

مرة أخرى لاح صدام و معركة في غير محلها تثبت العقلية السطحية الباهتة للأحزاب السياسية السودانية في التعاطي مع الفترات الإنتقالية و عوضا عن تنحية الخلافات جانبا تجدها تبحث بين الطيات عن مذيد من المعارك الوهمية و التي لا تفيد ولا يستفاد منها.

شن إمام جامع ود نوباوي في خطبة الجمعة بتاريخ 13 نوفمبر الماضي هجوما على الدكتور عمر القرآي بأنه يمثل خطرا على الأمن الفكري و المجتمعي ووصفه بالتتطرف و ذلك على خلفية بعض التعديلات التي حدثت بمقرر التاريخ السوداني و المتعلق بالثورة المهدية.

كما جا في رد دكتور القرآي بأن التعديلات حدثت و لكن لم يتم كامل الحذف لتاريخ المهدية بالسودان و حتى تلك التعديلات تمت بإشراف لجان إعداد المناهج.
فعلا تاريخ السودان يحتاج إلى إعادة تحليل و تصويب و تصحيح و تنقيح في كثير من جوانبه التي طغت عليها المصلحة المكانية أو القبلية أو الاثنين مع بعض بالتبهييت أو بالتعظيم او بالاثنين في نفس الوقت و ذلك كان له الأثر الكبير في الجيل الحالي و مما أدى إلى تشوه في الهوية السودانية داخل النفوس.
درسنا في تاريخ المهدية بأن المهدي كان لا يستخدم الطعم في صيد الأسماك حتى لا يكذب عليها و إن حوى تاريخ المهدية مثل هذه الحكايات فكان الأولى أن يضمن للتاريخ تاريخ الاولياء ( الصالحين) حيث كان منهم من يطير و منهم من يستطيع تحويل البنت الي ولد و منهم من يستطيع أن يمنحك الطفل و منهم من وصل به الأمر بأن ( يحي) الموتى.

الثورة المهدية فعلا هي جزء من تاريخ الأمة السودانية لما خلقت فيه من آثار و غرست فيه من قيم و لكن ذلك لا يمحي عنها بأنها كانت لون من ألوان التجارة بالدين و ذلك بإستخدام العاطفة الدينية و تسخيرها من أجل خدمة أمور الحكم حتى و إن كان العنوان الرئيسي هو الإسلام و نشر تعاليمه.

أحمد ادم حسن عبدالله
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..