فواتير .. ضياء الدين بلال

الأستاذ ضياء الدين بلال صحفى بدرجة رئيس تحرير صحيفة مرموقة ، ومقدم برنامج ( فوق العادة ) من خلال شاشة فضائية الشروق ، وهو بذلك يعد من كبار الأعلاميين المؤثرين فى تكوين الرأى العام ، وهو محاور بارع ولبق ، وهو احد قلة من أعلامين أخرين يسهمون إلى حد كبير فى تشكيل الوعى العام من خلال مايكتبون أو يقدمون من أراء ، الأستاذ ضياء الدين بلال قليلا ما يقحم رأيه الشخصى بحدة فى المادة المقدمة فى محاولة منه لابراز أكبر قدر من المهنية الصحفية والأعلامية ، فواتير واجبة السداد كان عنوانا لعمود الاستاذ ضياء ( العين الثالثة) فى فى أخيرة السودانى الغراء ( العدد 3354 ، بتاريخ 30/4/2015 م ) ، جاء فى الفواتير ( إذا وصلت الحركات المسلحة للحكم عبر السلاح ، ستقاوم به من قبل حركات داعش والنصرة السودانية وغيرها ، هذا معطى الراهن ومنطق التاريخ ) ، أجدنى متفقا مع الأستاذ ضياء فيما قاله ( الحكومة لاتستطيع تحقيق أستقرار عبر أدوات السلطة وباسلوب التسلط، والحركات المسلحة لن تحقق ماتريد عبر العمل المسلح ، وإذا نجحت فى ذلك اليوم سيرتد عليها غدا ، مثل ماحصل فى جوبا ..) ، الأستاذ ضياء الدين فى محاولة لاستقراء وأستشراف المستقبل فى حال تعنتت الحكومة والحركات المسلحة و فشلتا فى ايجاد طريق ثالث يختاره الحزب الحاكم لتحقيق الأستقرار وأنهاء الحروب وتختاره الحركات المسلحة للتعبير عن المظالم والمطالبة بالحقوق ، الأستاذ ضياء ودون أن يقصد يحدد اطراف الصراع بانهم ( الحكومة والحركات المسلحة ) ، متجاهلا المعارضة المدنية السلمية ، تحديد اطراف الازمة بهذا الشكل ربما فى نظر المراقبين سبب تعقيد الأزمة السياسية السودانية ، الحكومة والحركات فى أحيان كثيرة ولو ضمنا تستخفان بالمعارضة الداخلية ، الحكومة ترى أن هى هزمت الحركات المسلحة فانها قد حققت النصر ، الحركات المسلحة تفترض أسقاط الحكومة باحتلال المدن وربما مهاجمة الخرطوم وأحتلالها ..( معطى الراهن ومنطق التاريخ ) يقول أن اى من الهدفين لكلا الطرفين لايمكن تحقيقه ، اما اذا وصلت الحركات المسلحة للحكم عبر السلاح وهى غير قادرة على ذلك على الأقل فى الوقت الراهن ، فيفترض الأستاذ ضياء الدين أنها ستقاوم بذات السلاح من ( حركات داعش والنصرة السودانية ) لماذا ؟ إذا أفترضنا أن هنالك ( داعش ونصرة سودانية ) بهذا الحجم والقوة ، فلماذا لاتسقطان الحكومة الحالية ؟ هل (داعش والنصرة السودانية) ستجد ضالتها فى مقاتلة الحركات المسلحة أن أستطاعت الحركات المسلحة أسقاط الحكومة ؟ إن أفتراض التطرف الذى تمثله داعش والنصرة هو البديل للحكومة بعد أسقاطها وللحركات المسلحة بعد وصولها للحكم بقوة السلاح فيه مبالغة وهو قطعا لايخيف الحكومة ، أو الحركات المسلحة ، وعلى ذات النهج فى الأفتراضات ربما الحكومة والحركات المسلحة ترى فى تحالفهما ( الممكن نظريآ ) لمواجهة ما يخيف الطرفين افتراضآ ، ان نظرية ( اما اخوان او عسكر ) فشلت فى مصر ، العسكرلم يتمكنوا من السلطة ، الاخوان فقدوها لاجل غير مسمى ، وضع الخيارات بهذا الشكل ربما فيه استخفاف بالمعارضة ، الشعب السودانى لن يقبل هذه الفرضية ، هناك خيارات اوسع ، ارجو ان يتقبل منى الاستاذ ضياء هذه الملاحظات برحابة صدر اشكره عليها مقدمآ ،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..