بريق السلطة !!

للسلطة بريق وطعم وإحساس ، لا يراه أو يحس به إلا من يمتلكها ، وهذا الإمتلاك يختلف في الشكل والمضمون بإختلاف المالك ، فالسلطة التي يمتلكها الدكتاتور ، يختلف بريقها عن تلك التي يمتلكها حزب واحد ، ويختلف عن تلك السلطة التي يمتلكها الشعب ..

وهذا البريق هو الذي يحدد ممارسات المالك ، ويحدد بالضرورة سلوك الجماهير تجاه هذه السلطة ، فالسلطة التي يمتلكها الدكتاتور ، تتميز دائماً ، بالأبوية والوصاية العمياء ، ومايراه الحاكم ، هو مايجب أن يراه الجماهير ، ومايفعله الحاكم ، هو مايجب أن يؤيده الجماهير ، وما يقوله الحاكم ، هو مايجب أن ينفذه الجماهير ، ولا مجال هنا للمعارضة أو النقد ..

أما تلك السلطة التي يمتلكها حزب ، فبريقها قد لا يختلف كثيراً عن سلطة الفرد ، وهنا فقط يحل حزب محل هذا الفرد ، ويصبح هذا الحزب هو الكل في الكل ، ويصبح كالأخطبوط ، يسيطر على كل مؤسسات الدولة ، ويسيرها عبر مجموعة متسلطين يمثلون هذا الحزب في كافة المستويات ، وهذا النوع من بريق السلطة يغري كل إنسان يعاني من نقص في تركيبته البشرية ، يجد مبتغاه فيها ، ويمارس من خلالها كل أنواع التسلط ، التي تشبع ذاته ..

وفي الحالتين ، سلطة الدكتاتور أو سلطة الحزب ، تمثل مرض نفسي معين يعاني منه أفراد هذا الحزب أو هذا الفرد الذي ينصب نفسه حاكماً دون وجه حق ، ودرجة خطورة هذا المرض السلطوي ومدى تمكنه هو ما يحدد سلوك الحكام تجاه الجماهير ..

أما عندما تمتلك الجماهير هذه السلطة ، ويحس المجتمع ببريقها ، هنا تكتمل أطراف المعادلة ، ويناضل المجتمع بكل طبقاته من أجل بقاء هذه السلطة التي تمتلكها الجماهير ، وهنا يكمن الفرق ، بين سلطة يمتلكها أصحابها الحقيقيون وبين سلطة يمتلكها من لاحق لهم فيها ، فالمالك الحقيقي سيوظفها من أجل الجميع وفي صالح المجتمع ، أما السارق فقطعاً سيدمر بها المجتمع ، وسيستخدمها في صالح حماية نفسه من الملاك الحقيقيين وفي صالح بقاءه وبأي ثمن ..

ولكم ودي ..

الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. للسلطة شهوة تفوق شهوة المال والنساء ومن يدمنها فلا فكاك له منه إلا باجتثاثه منها واقتلاعه اقتلاعاً ونظامنا اكبر مثال على الكنكشه والاستحواذ على ملك البلاد وتحكمة فيها وفي مقدراتها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..