سلاح المقاطعة وبلاطجة السوق

سلاح المقاطعة الشعبية من الأسلحة القوية بيد الشعوب؛ ليس كل الشعوب، وإنما الشعوب الواعية في مواجهة جشع السوق والتجار الذين أصبحوا يستغلون كل فرصة لرفع الأسعار والسلع التجارية المختلفة في غياب عمل الجهات المختصة التي كان ينبغي لها أن تكون الرقيب على حركة السوق في تحديد الأسعار وجودة المنتج وتاريخ صلاحيته ووو. فالكثير من السلع تدخل إلى الأسواق – وللأسف – بعض هذه السلع قد تكون منتجات طبية غير مطابقة للمواصافات والمقاييس، بل قد تكون المواصفات تمنع دخولها في حين تجدها معروضة، أما في الصيدليات أو البقالات؛ على العموم ليس هذا موضوعنا، لنعد إلى التسعير المختلف للمنتجات، ففي كل مكان يختلف سعر المنتج من مكان لآخر، فمثلا السوق عربي يختلف عن سوق ليبيا، وسوق ليبيا يختلف عن سعد قشرة، وسعد قشرة يختلف عن اللفة، قس على ذلك شوارع وتقاطعات الخرطوم. أما الأقاليم فـ(حدّث ولا حرج)، فكل تاجر يضع أسعاره بنفسه ووبلا ضمير إن كان له ضمير، فأغلب التجار أصبحوا من (المطففين)، إلا من رحم ربي، كل ذلك ذلك من أجل المال وجمعه بأية وسيلة شرعية أو غير ذلك، وهذا يقع على رأس المواطن المسكين المغلوب على أمره، فهو يقع بين مطرقة الحكومة وسندان التجار الجشعين، ولم يعد هنالك من يدافع عنه، ترك وحده في معركة غير متكافئة، ولا ننسى أن هنالك دورا لبعض منظمات المجتمع المدني في مقدمتها جمعية حماية المستهلك التي تقوم بدور كبير جدا في حماية المستهلك ومقاضاة بعض الجهات التي تضر بالمستهلك في حين تفتقد الجمعية لآليات تطبيق قراراتها، ويتركز جل عملها في التوعية ومتابعة البلاغات مع نيابة حماية المستهلك وما أكثرها! فبعض مصانعنا ما تزال بدائية في الإنتاج والتصنيع ولي تجربة مع إحدى شركات المياه الغازية المشهورة، وجدنا فيها رواسب ومخلفات غير صالحة للاستخدام البشري، بل أخبرني أحدهم أنه وجد (صراصير) وىخر وجد (مسامير)، للذي يريد أن يعرف المزيد فعليه أن يسجل زيارة إلى نيابة حماية المستهلك.
لنعد إلى موضوع سلاح المقاطعة، فهو – كما قلت – سلاح الشعب الأول، في مكافحة جشع التجار وطمعهم، ولدى المصريين تجربة تستحق أن تعلم، فهم أول الذين قاموا بهذه المقاطعة، وأثبتت نجاحها، فالجميع يعلن مقاطعة السلعة المعينة، ويستعينون بوسائل الإعلام التي تشتهر بها مصر، والتي ساعدت جدا على نشر فكر المقاطعة والتعريف بها، إضافة إلى الوسائل الأخرى المهمة، ومنها مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتويتر وواتساب، لذلك علينا أن نهتم بتفعيل المقاطعة التي سنجني ثمارها قريبا، وستكون الوسيلة الأنسب لإرجاع الأسعار إلى طبيعتها، فكثير من أسعار الأشياء في السودان غير واقعية وغير حقيقية، وإنما بسبب الجشع والطمع للتجار والسماسرة وغيرهم من (تماسيح) الأسواق، لتكن البداية بمقاطعة اللحوم، فالحمد لله قد خرجنا من عيد الأضحى المبارك بحصيلة كبيرة من اللحوم، قد تكفي لشهور، ليس في الثلاجة، وإنما في البطون، لنقاطع شراء اللحوم بعد إجازة عيد الأضحى، حتى تصل للسعر المناسب، فليس من المعقول في بلد زراعي ويمتلك ثرورة حيوانية هائلة، أن يصل سعر الكيلو من لحم الضان إلى (60) جنيها والعجالي إلى (40)، تزيد أو تنقص قليلا، لنفعّل سلاح المقاطعة في كل السلع ذات الأسعار غير الحقيقية حتى نتمتع باستقرار في السلع والأسعار معا، وحتى يعود للتجار رشدهم بالمنطق أو (بالرجالة) رجالة المقاطعة وليست (رجالة) الفتونة والبلطجة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يعنى يابكرى اخوى تقصد انه نحن نقاطع السلع عشان نسقط جشع التجار ونخلى حكابة اسقاط النظام من اساسه ولا شنو؟؟؟ يعنى بالدارجى كدا تبقى فينا حكاية اللى غلبها راجلها جات تأدب حماها, وفى رواية اخرى عينك فى الفيل وتطعن فى ضله, ومغسة العربية يفشوها فى السرية…يعنى يابكرى مش كفايه علينا تهويمات الصادق كمان جايينا انت!!!
    الله يستر ما يجى واحد تانى ويقول لينا اشتغلوا حرامية وهيفو بيوت ناس الثراء الحرام عشان نكافح الفساد ونرجع ثروات البلد, ماهو كل واحد الايام دى يكتب لينا مقال فيه افكار من نوع ياجحا اضانك وينا يقول اهى دى…ياربى تفتح بصيرتنا,, وتنضف سريرتنا,,وتبارك خطوتنا,,وتثبت عزيمتنا,,وتنصر ثورتنا,,وتجعلنا من اصحاب الديموقراطية والحرية والعدل والمساواة….

  2. يا حسن ودبرى ربما اكون غبية بالفعل لأننى لا أتحمس للقضايا الخاسرة, ولا يتقبل عقلى التسلسل المخل للمنطق:
    1- مثل هذه المقاطعة لن يتوفر لها النجاح ويكون بالفعل مؤثرا إلا بإلتزام كل مواطن بالمقاطعة. ومؤشرات بل ودلائل الفشل التى ستلازم هذه الخطوة واضحة فى التقاعس المعاش.
    2- اذا اعتبرنا نظريا ان سلاح المقاطعة وبالفعل يؤدى الى قلقلة اثرياء النظام وتوابعهم والمستنفعين منه, فهل بإمكان المتضررين عمليا الاستغناء عن السلع؟؟؟ لا أظن حتى لو إلتزمت فئة قليلة من المواطنين فلن يؤدى ذلك الى نجاح قاطع…لهذا اعتبرها قضية خاسرة..
    3- لنعد الى التسلسل المنطقى للحراك , واعتبر ان مثل هذه الخطوة كان الاحرى بها ان تنفذ قبل سنوات خلت كاحدى التكتيات التى تؤدى لإضعاف النظام, وتتبعها مقاطعات اخرى فى مجالات اخرى…
    4-والآن وقد وصلنا مرحلة الخروج الى الشوارع والتظاهر ضد بعبع الحكومة والذى افرز كل الموبقات التى نريد ان نقاطعها, وقدمنا ارواحا طاهرة لهذا الغرض وشهداءا لازالت دماءهم تروى إوار الثورة, نعود لإستخدام خطوات كان من باب اولى ان تسبق خطوة استخدام سلاح المظاهرات والمواجهة المباشرة.
    واخيرا يحدثنى غبائى بأن ثورة التغيير تبدأ بمقاومة النظام من خلف الكواليس( مقاطعات واضرابات الخ) وتطور لتصبح مقاومة مباشرة بالمظاهرات والمتاريس…
    ولربما اراد كاتب المقال ان يقترح اسلوبا للنضال يقى شبابنا مخاطر الرصاص, فله التحية, ولكن سبتمبر وشهدائه وضوعنا فى موقف تاريخى يتطلب منا ان نقاطع الخوف من الموت والرصاص والاعتقالات, وان نكمل المشوار الذى بدأناه…
    والعفو والعافية ولنتصالح مع بعضنا البعض حتى تتحد قوانا ضد اعدائنا….
    وآخر قولى مثلما قلت اولا ياربى تفتح بصيرتنا, وتنضف سريرتنا, وتبارك خطوتنا, وتثبت عزيمتنا, وتنصر ثورتنا, وتجعلنا من اصحاب الديموقراطية والحرية والعدل والمساواة…واختلاف الرأى لايفسد للود قضية ولك الود…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..