أزمة الوقود تفاقم مآسي الحرب في السودان

سنار : الراكوبة
تعيش عدد من الولايات السودانية الآمنة على وقع أزمة وقود طاحنة، وأسهم خروج مستودعات مدينة ود مدني بولاية الجزيرة في تفاقم الأزمة خصوصاً بعد اجتياح الإقليم من قبل قوات “الدعم السريع”.
وتشهد ولايات سنار والنيل الأبيض وكردفان شحاً كبيراً في البنزين والجازولين، ويقضي السائقون أيام عدة أمام محطات الخدمة، في حين يضطر آخرون إلى المبيت، وهي ظاهرة لم تكن مألوفة في العامين الماضيين.
وتسببت الأزمة في تعطل جزئي بحركة نقل البضائع وزيادة تكلفة المواصلات، كما أغلقت عدد كبير من محطات الخدمة لأبوابها، وشهدت أسعار المشتقات البترولية ارتفاعاً غير مسبوق في السوق السوداء.
تأثير بالغ
يقول ناجي الطيب – صاحب سيارة أجرة في مدينة ربك بولاية النيل الأبيض لـ (الراكوبة) : قدر السودانيين العيش في ظل معاناة متواصلة من دون إيجاد حلول جذرية للأزمات، حيث لم نألف مشاهد صفوف الوقود والطوابير الطويلة إلا قبل عامين أو أكثر وهو أمر محزن للغاية.
وأضاف : نأمل بأن يكون هناك حل عاجل لهذه المشكلة كونها تؤثر في حركة الناس والبضائع.
وأوضح الطيب أنه فقد نحو 70 في المئة من مكاسبه المالية خلال الفترة الماضية نظراً إلى قضاء الوقت كله أمام محطات الوقود في انتظار الحصول على البنزين بدلاً من انتظار الزبائن.
تفاقم الأزمة
من جهته قال المواطن الفاتح حماد لـ (الراكوبة) : تشهد ولاية شمال كردفان أزمة طاحنة في الوقود منذ فترة طويلة، مما ضاعف من معاناة المواطنين اليومية في المواصلات والرحلات الداخلية بين مدن الولاية المختلفة.
وأشار إلى أن “سعر جالون البنزين وصل إلى (30) جنيهاً، وعلى ذات المنوال وصل الجازولين لأرقام فلكية ليس بمقدور الناس شراء المشتقات البترولية في ظل الظروف الحالية.
ولفت إلى أن “الأعمال اليومية للمواطنين في الأسواق خلال الأوضاع الأمنية الحالية لا تكفى لشراء الاحتياجات اليومية ناهيك عن توفير مبالغ مالية للوقود، كما أن الموظفين في القطاعين الخاص والعام لم يصرفوا رواتبهم منذ ثمانية أشهر.
معاناة النازحين
وفي ولاية سنار التي تضم الآلاف من النازحين، أعاق شح الوقود حركة النقل، وارتفع سعر تذكرة المواصلات الداخلية وأجرة التاكسي والركشات وهو ما ألقى بأعباء جديدة على السكان.
يقول عوض حسن سائق سيارة أجرة لـ (الراكوبة) : خروج مستودعات مدينة ود مدني تسبب في أزمة حادة للمواد البترولية، إذ تصل إلى محطات الخدمة كميات محدودة من وقت لآخر، ونضطر للوقوف في الصفوف لعدة أيام للحصول على بضع لترات.
وأضاف : الخيار الوحيد في ظل الوضع الحالي هو الذهاب للسوق السوداء لشراء جالون البنزين بمبالغ طائلة، في وقت نتعرض فيه إلى خسائر كبيرة لأن الزبائن لا يملكون المال الكافي نظراً لأن غالبيتهم نازحي حرب ولن يتمكنوا من دفع أجرة بمبالغ كبيرة.
وتابع : أزمات الوقود تساهم في زيادة معدل الاستهلاك بسبب الهلع الذي يجعل أصحاب المركبات يتزودون بالوقود فوق حاجتهم الفعلية تجنبا لأية أزمات قريبة.