مُنع من النشر.. عنصرية عمرو اديب واستخفافه بالسودان

القراية ام دق – محمد عبد الماجد

(1)

الاكيد ان تقديرات الاعلامي المصري عمرو اديب لا تهمنا كثيرا ، وهى لا تعني عندنا شئيا بقدر ما نقدمها الآن ونطرحها لنرى كيف ينظر لنا البعض من خلال نظرة تؤكد قصور الناظر ونقصه.
نحن في وسائطنا الاعلامية نعطي لمصر الكثير من التقدير والكثير من الحب ونقدمها في الكثير من المواقع ، في الوقت الذي يقابل فيه السودان في الاعلام المصري بشيء من التهكم والسخرية.
الاساءة في الكثير من الاحيان تبقى للشخص الذي تصدر منه الاساءة وليس هي على الشخص الذي توجه له الاساءة.

(2)

في حلقة من برنامج (الحكاية) الذي يقدمه الاعلامي المصري عمرو اديب على قناة ام بي سي مصر تحدث عمرو اديب عن اكثر الدول في العالم اهدرا للطعام.
وتقدمت مصر الدول المهدرة للطاعم والملقية به لسلالات القمامة في العالم ، باعتبار ان فضلات الطعام في مصر هي الاكثر ، اذ يعتبر المواطن المصري حسب الاحصائية التى قدمتها منظمة عالمية ومعترف بها ان اهدار المواطن المصري للطعام هى الاكبر من بين كل دول العالم.
طبعا لسنا في حاجة لأن نقول انه من التحضّر بل من دواعي تعاليم ديننا الحنيف ان يطلب المواطن طعاما قدر حاجته بدلا من ان تتطلب كمية كبيرة من الطعام وتتناول منه القليل ثم ترمي بما تبقى من الطعام في القمامة.
هذا سلوك عربي عام ? رغم ان الدين الاسلامي حذّر من ذلك واعتبر الاسراف حتى في (ماء الوضوء) امر غير محبب ، وغير مقبول.
الذي يهمنا فى تلك الاحصائية التى عرضها عمرو اديب وتحدث عنها امس الاول على قناة ام بي سي مصر ان مصر جاءت في صدارة الدول المهدرة للطعام في العالم ثم اتت بعدها دولة المغرب بمعدلات كبيرة لكل مواطن في تلك الدولتين.
من بعد ذلك كانت دول الخليج الامارات والسعودية الى جانب تونس والجزائر من غير ان اعنى بترتيب تلك الدول في الاحصائية.
الشيء الذي اوقفنا في تلك الاحصائية ان السودان بحمد الله وفضله كان في مؤخرة الدول العربية المهدرة للطعام.
أي ان المواطن السوداني الاقل اهدارا للطعام بين كل الشعوب العربية.
لا ادري هل لصفوف الرغيف الاخيرة دورا في هذا الفضل؟.
عمرو اديب في تلك الاحصائية اكتفى بدولة لبنان واعتبر ان مواطنها يأتي في موخرة الدول العربية المهدرة للطعام رغم ان الاحصائية التى عرضت في شاشة تلفزيون ام بي سي مصر تقول ان المواطن السوداني هو الاقل اهدارا للطعام بين دول العالم العربي ، لكن عمرو اديب لم يذكر ذلك ولم يتوقف عند السودان ويعطيه الافضلية التى حققها.
ربما لا يعتبر عمرو اديب السودان دولة عربية لذلك اكتفى بذكر دولة لبنان والتى يعتبر مواطنها اكثر اهدارا للطعام من السودان في القائمة.
عندما يتقدم السودان الدول العربية في قوائم السوء يتندر الاعلام العربي قاطبة من السودان الذي يوصف اهله بالكسل ، وعندما يأتي السودان في مؤخرة تلك الاحصائيات ويكون الافضل عربيا يسقطوا اسم السودان ولا يتحدثون عنه.
نحن نذكر في السوء فقط ،وفي السلبيات ? رغم ايجابيات هذا الشعب الكريم ورغم فضائل هذا الوطن العظيم.

(3)

المضحك ان عمرو اديب وفي الحلقة السابقة لتلك الحلقة استضاف الكوميديان المصري بيومي فؤاد على طاولة مفروشة بكل اصناف (الاسماك) ليتناولوا المحمر والمغلي منه ، وليلعقوا شروبته ، في بذخ واسراف مخل.
ثم جاء في اليوم التالي ليتحدث عن اهدار المواطن المصري للطعام باعتباره الاكثر اهدارا للطعام في العالم.
عمرو اديب ينهى عن خلق ويأتي بأسوأ منه.
وفاقد الشيء لا يعطيه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..