(ألم القطاطي) تحكي رحلة الريف إلى المدينة

وقّع القاص الشاب محمد الأمين حروفاً على روايته الواعدة (ألم القطاطي)، مستعرضاً رحلة بطلها من قرية ريفية إلى المدينة، مصطحباً مشاهدات وإرثاً يؤرخ لعادات وتقاليد سودانية كميزة رائعة تحتفي الرواية بها وتستمد منها ألقاً قصصياً خاصاً.
ويشير الأمين في حديث لبرنامج (صباح الشروق) يوم الأربعاء، إلى رمزية القطية كعالم متكامل بطريقة بنائها وجلب موادها وتحديد مقاساتها وطبيعة المشاركين في طقوسها وتفاصيلها، كمؤشر لوجدان الشعب السوداني منح الرواية طابعها الخاص.
ويوضح الأمين أن رواية (ألم القطاطي) التي طبعتها وزارة الثقافة وتم تدشينها في أواخر يناير 2015، تنقل تجربة الريف إلى المدينة عن طريق قراءات ومشاهدات تغذي حروفها بواقع سوداني ملئ بإرث وعادات وعمق أصيل، مستمد من الحركة اليومية.
ويقول “التطواف في قارة مصغرة كالسودان يتيح كمية وافرة من الملعومات والقصص التي تغذي الذاكرة وتحرك فيك الكتابة.
ويحتفي الأمين بالنقد، ويعتبره مشعلاً يضيئ لك الطريق مستقبلاً، ويختصر الأمر في أنه “مجموعة نصائح” من الذين طافوا دهاليز الرواية، ويشدد على ضرورته.
طابع ريفي
ويشير الأمين إلى أنه لم يكن يعلم أن ماهل “اسم” إلا صدفة عندما لحظه في لافتة اتصالات، لكنه أطلقه على بطل روايته لمعناه المحلي، ويرى أن كل المدن السودانية كانت ريفية في السابق واحتفظت بطابعها الريفي زمناً طويلاً، حتى بدأت تتغير خلال القرن الأخير.
ويقول إن بطل روايته نشأ في عمق الريف السوداني، وتمرحلت حياته ومعاناته في ذلك الواقع الزاخر بالحكاوى عن المدينة التي كانت مطلباً وحلماً حينها لأي ساكن ريف.
ويستدرك أن المدينة الآن صارت مثل القرية وتجردت من صفاتها الأساسية، مشيراً إلى أن القصة تحكي من بداية الثمانينيات حتى 2015، وهي تنقل التطور الهائل الذي حدث في هذه الفترة من اتصالات ووسائل حديثة.
ويشدد الأمين على أن بطل روايته لم يتأثر بالمدينة رغم أنه لم يستطع أن يكبح عواطفه تجاه إحدى حسانها، حتى أنه احتفظ بجلبابه وعمامته طوال أيام الجامعة.
ويرى ضرورة توثيق أي رواية للأحداث والمثل والأخلاق والترابط الاجتماعي كميز خاصة بالسودان، حتى يتعرف القادمون بعدنا على تاريخنا الطويل بتفاصيله.
شبكة الشروق