أخبار السودان

(صحاحيف) السودان وسباق المسافات الطويلة

(صحاحيف) السودان وسباق المسافات الطويلة

أحمد الملك
[email][email protected][/email]

كل من وجد سبيلا للخروج من السودان باستثناء اهل العصبة المستفيدة، يفر منه فرار السليم من الاجرب. مهنيون من كل التخصصات، مواطنون عاديون طموحهم فقط الستر، يزاحم الجميع العدائين في سباق المسافات الطويلة المفروض على اهل السودان منذ جاء من ينقذهم ثم حين اكتشف إن الكعكة لن تكفي الشعب (الفضل) كله قرر انقاذ نفسه اولا وبعدين (يحلها ألف حلال!)
ورغم ذلك ينشغل بعض (صحاحيف) النظام بالدفاع عنه، في وجوههم رهق الدفاع عن أنظمة القهر التى افنوا أعمارهم في خدمتها لا يحصلون الا على قليل من الراحة لبعض الوقت عقب الثورات التي تطيح بالأنظمة المتجبرة وقبل ان (ياخدوا نفسهم) تدق مارشات الانقلابات العسكرية فيهرعون للبحث عن بذلاتهم وربطات العنق الحريرية التي غطاها التراب والتي يدخرونها (لليوم الابيض) وقبل ان يفرغ الانقلابي الاول من تلاوة نفس البيان الذي تلاه سلفه قبل عقود حول: الاحزاب التي لم تتعلم من الدروس، والفوضى وعدم الامان والمحسوبية ورئيس الوزراء الذي اضاع وقته ووقت امته في الكلام ، تكون السيرة الذاتية للصحاف الخبير أمام الانقلابي الاول مع صورة قديمة لا تبدو فيها تجاعيد وعثاء الانتظار وكآبة المنظر بسبب أرق السهر حتى الفجر في انتظار سيمفونية المارشات العسكرية!.
في برنامج حواري في قناة الاي ان ان شاهدت حلقة اخرى قبل ايام وكأن (تخانة) جلد الانقاذ تعدي فرغم إن سيل المتصلين بالبرنامج اجمعوا كلهم على انتقادالحكومة وانها هي السبب في كل مشاكل السودان كان المستشار الاعلامي يصر على إن الحكومة لم تخطئ أو انها اخطأت في حدود المعقول، ويصر إن العشرة الالاف الذين اعترف رئيس نظامه بموتهم في دارفور هم ضحايا الصراع، وليسو ضحايا الحكومة وان مستر مين كدة قال انه لا يوجد ابادة جماعية، يستطيع طفل لا يفقه كثيرا إن يفهم إن اعتراف عمر البشير يدينه فهو رأس النظام المسئول عن امن البلد ورفاهية مواطنيها! كمايفترض في من يزعم انه ماض في طريق السلف الصالح أن يتذكر احيانا حديث سيدنا عمر بن الخطاب عن إن الله سيسأله لو عثرت بغلة في ارض العراق! سيدنا عمر لم يقل عن عام الرمادة انه ابتلاء او انه قدر من الله ويركن للإنتظار ويدعو الناس للصبر الجماعي حتى يرفع الله بلائه وقدره، لكنه بدأ بتجميد القوانين والسهر ليل نهار على خدمة مواطنيه. لكن خالد المبارك في تلهفه العجيب للدفاع عن الحكومة حتى انه يستجدي المذيع في لحظات انقطاع الاتصال عن الاخرين قائلا: (ممكن ارد على الزول دة!) لو أنه كان يؤدي عمله (أي عمل آخرباستثناء دفاعه عن العصبة المستفيدة) بنفس هذا الاخلاص وهذه اللهفة وهذا الحماس لعد رجلا عظيما! لانهالت الانجازات بين يديه اكثر من الاكاذيب التي تتطاير من افواه المدافعين عن النظام على مدار الساعة. مهمتهم هي لوي اعناق الحيقيقة. وردم الشمس بتراب الاكاذيب. حتى سخر منه المذيع ومن حكاية السوفت وير التي تتسبب في معاناة الشعب السوداني، قبل إن يعيد له ساخرا بضاعته الخاسرة: الآ يرمز ذلك ايضا بصورة أو بأخرى لفشل الحكومة؟ سوفت وير؟هل يمكن إن يتساءل اهل هذا النظام بجدية لم يبدأ عداؤو السودان سباقاتهم الاولمبية من نقاط الخروج داخل الوطن؟ هل تكون هناك وقفة جادة لتحليل الاسباب؟ هذه نكتة بالطبع فمتى اهتمت الانقاذ بشئون مواطنيها، متى كان لديها مؤسسات لديها ميزانية (باستثناء الامن والمخابرات) مؤسسات تحلل وترصد وتقدم الحلول والخطط لتطوير كل شئ؟
لو دار حوار في إحدى الفضائيات لم يفر العداؤون وغير العداؤون من السودان؟. لن تعدم شخصا مثل دكتور سوفت وير يقول: مستر ديفس من النيويورك تايمز قال التنمية الموجودة في السودان هي الاعلى في العالم وهناك حرية رأي في السودان إن قارناه بكثير من الدول وهناك عدة احزاب مشتركة في حكومة القاعدة العريضة وتقرير مركز كارتر يعترف ان الانتخابات نزيهة وبالتالي الناس ديل ما عندهم أي سبب يهربوا من السودان.
لكن داخل النظام نفسه إن طرح احدهم السؤال إن سأل شخص ما بدون اكتراث، الناس ديل عملوا كدة ليه؟ فسيكون الرد: سعادتك الناس دي ما عندها صبر، شايفننا شغالين ليل نهار بنرد على الاعداء بالسدود والجسور، لو صبروا شوية نخلص من الرد على المؤامرات كلها، حرم نملأ البلد دي كلها حتى الصحراء بالسدود والجسور لكن تقول شنو سعادتك، قدر ما حاولنا نعيد صياغة الناس ديل لكن قصة الصبر دي غلبتنا، بعدين الحر سعادتك، الناس دي اتعلمت في عهدكم (الترطيب) وبقو ما يقدروا يتحملوا أي ابتلاءات موسمية، البعوض دة بقى يشردهم!
انه وطن لا يجري فيه فقط العداؤون!

أطلقوا سراح المناضل فتحي البحيري ورفاقه الأشاوس.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..